إعلامية صينية لــ «صدى البلد»: نجحنا في اكتشاف علاج لــ كورونا ولدينا الثقة بالانتصار على الفيروس.. استجابة المواطنين عالية للإجراءات الوقائية والأطباء لديهم خبرات متراكمة في علاج أمراض مشابهة

وقالت فيحاء وانج، خلال ندوة بــ موقع صدى البلد، أمس الأربعاء، حول "فيروس كورونا الجديد وطرق الوقاية منه"، إن رئيس مجلس الدولة الصيني وبتكليف من الرئيس الصيني ذهب بنفسه لمدينة ووهان من أجل الوقوف على الوضع هناك وتوفير الجهود للحد من الفيروس ومكافحة انتشاره حيث قام بالحث على تأمين الموارد الطبية والسباق مع الزمن لعلاج المرضى وضمان توفير السلع الغذائية وتوفير سعر مناسب للمواطنين خاصة مع توقف المتاجر بسبب الخوف من الزحام الذي يوفر أجواءا مثالية لانتشار الفيروس.

وشددت الإعلامية الصينية الشهيرة على أن الحكومة المركزية الصينية وفرت 4.4 مليار يوان صيني "حوالي 640 مليون دولارا أمريكيا" من أجل دعم مكافحة فيروس كورونا في جميع أرجاء البلاد، لافتة إلى أن وزير الأمن العام الصيني طالب باتخاذ إجراءات صارمة ضد جرائم البرية وكذلك الأنشطة الخاصة بتداول الحيوانات لضمان انتصار الدولة في معركتها ضد تفشي فيروس كورونا الجديد.

وذكرت أن السفارة الصينية في مصر عقدت مؤتمرا صحفيا لكشف حقيقة انتشار المرض وتطورات الوضع الخاص بــ فيروس كورونا، حيث كشف السفير إجراءات التنسيق مع السلطات المصرية في إجراءات مواجهة فيروس كورونا ومخاطبة الجهات المعنية لحماية المواطنين المصريين.

واستكملت أن الصين في عام 2003 عانت من انتشار فيروس "سارس" وجمعت الكثير من الخبرات المتعلقة بمواجهة الأمراض الخطيرة، مشددة على أن الصين لديها الثقة في انتهاء المرض بفضل اتباع المواطنين ووعيهم على اتخاذ الإجراءات الوقائية.

وأكدت أن الصين اتخذت إجراءات تتعلق بالحجر الصحي وحتى خلال عيد الربيع استجاب المواطنين لوقف السفر من أجل الوقاية من الفيروس. 

وشارك العاملون بموقع "صدى البلد" الشعب الصيني الشقيق الأحزان في مصابه الأليم على أرواح ضحايا فيروس كورونا الجديد، واصطف الصحفيون مع الإعلامية الصينية فيحاء وانغ، ووقفوا دقيقة حدادا على أرواح الضحايا، متمنين السلامة والشفاء للمصابين وأن يسلم الله الشعب الصيني من كل سوء.

وتابعت فيحاء أن الأسبوع الماضي كان شديد الصعوبة على الشعب الصيني حيث جاءه التهديد من فيروس كورونا الجديد القاتل، والذي راح ضحيته بالفعل ما يفوق المائة نفس وأصاب آلاف الأشخاص الذين يخضعون للعلاج، والأسوأ من ذلك أن نطاق تفشي هذا الفيروس بشكل دقيق لا يزال غير معروف، وبالرغم من ذلك لدى الصينيين خبرة معروفة في معالجة أمراض الجهاز التنفسي.

وأضافت الإعلامية الصينية أن انتشار فيروس كورونا الجديد قد يصل إلى ذروته في غضون عشرة أيام تقريبا، حيث أكد الخبراء أن مفاتيح التصدي للوباء هي الاكتشاف المبكر والعزل المبكر وهما أكثر الطرق بدائية ولكنهما الأكثر فعالية وبالإضافة لذلك تنشر الصين يوميا معلومات عن عدد الحالات المصابة والمتوفين كل يوم. 

وأكدت فيحاء أنهم خرجوا بالفعل من المستشفيات بعد التأكد من سلامتهم وتعافيهم الكامل، في هووبي وشنغهاي ومدن أخرى بالصين، مشيرة إلى أن أول مريض مصاب خرج من المستشفى في مدينة جين شو في مقاطعة هووبي.

وأوضحت أنه بالفعل تم مواجهة المرض من خلال خبرة الأطباء الصينيين ولكن الإعلان عن علاج رسمي قد يحتاج بعض الوقت.

وذكرت فيحاء وانغ أن الصين بذلت أقصى جهود للسيطرة على الفيروس الجديد وإيقاف انتشاره ولذلك أوقفت الصين تصدير بعض المنتجات خاصة مكونات الأكلات الصينية إلى خارج الصين، رغم أن هناك خسائر كبيرة لاقتصاد الصين ولكن هذا جانب إيجابي من مسؤولية الصين تجاه شعوب العالم والصحة الإنسانية العامة.

ولفتت الإعلامية الصينية إلى أن مصر والصين لديهما علاقات تاريخية ممتدة وصاحبتا حضارتين مزدهرتين، وبين الشعبين تشابهات ثقافية كثيرة مثل حب العائلة وحب التجمع مع الأقارب. 

وذكرت إنها عندما وصلت إلى مصر كانت القاهرة أول محطة تزورها بالمنطقة العربية واندهشت من جمال مصر والأهرامات ونهر النيل وخاصة جمال وروح الدعابة لدى الشعب المصري وطيب قلبه ورحابة استقباله للآخرين، فمثلا عندما تجد صعوبة بأحد الشوارع في إيجاد عنوان وتسأل المارة تجد الكثيرون يساعدونها بــ فرح ودون شعور بالضيق.

واستكملت الإعلامية فيحاء وانغ أن المعيشة في مصر سهلة وممتعة ولذلك ركزت في برنامجها الذي تقدمه من القاهرة على الثقافات باعتبارها أسهل طريق للتقريب بين مختلف الشعوب ومضيفة:"إننا نعيش في أسرة واحدة هي الكرة الأرضية والشعور الإنساني متقارب بين مصر والصين". 

واختتمت حديثها بأنها درست اللغة العربية الفصحى بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين ودرست الإعلام أيضا ومنذ ذلك الوقت أحبت اللغة العربية والإعلام في العالم العربي.

وأشادت فيحاء بدور الإعلام في تعزيز الانسجام بين مختلف الدول خاصة الصين والعالم العربي وكذلك تحقيق السلام في العالم كله، وحتى في تجنب الكوارث والكشف عن طرق الوقاية من الأوبئة والأمراض مثل فيروس كورونا الجديد حيث أن المعرفة الكافية تقلل الخوف وتشجع على مواجهة المخاطر.

وطالبت وسائل الإعلام بضرورة استقاء الأخبار من مصادرها الرسمية والمصادر الموثوق منها، خاصة في ظل المنافسة الشرسة بين القوى الكبرى، خاصة أن لكل دولة مصالحها الذاتية والبعض يسعى للإضرار بمنافسيه بطرق غير شريفة مثل الشائعات والأخبار المذيفة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك هي تركز على الثقافة لدرء سوء الفهم بين الشعبين المصري والصيني والعالم العربي أيضا خاصة في مجال السياسة.

وأضافت أن الثقافة الصينية الحقيقية إذا تعرف عليها الجميع فإن ذلك سيقلل بشكل كبير من سوء الفهم. 

وقالت فيحاء إنه يمكن الوقاية من الفيروس عبر ارتداء كمامة طبية وكذلك غسل اليدين جيدا بالماء والصابون وبكثافة، وللحفاظ على صحة الآخرين.

وأكدت فيحاء أنه يجب تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، وتجنب الأكل في المطاعم والأماكن المزدحمة، وتجنب الأسواق.

وشددت فيحاء، على ضرورة طهي البيض واللحم جيدا وتجنب الذهاب إلى الأسواق التي تبيع الحيوانات واللحوم الحية وكذلك الابتعاد عن الاحتكاك عن قرب بأماكن معيشتها، وأيضا تجنب الاتصال الوثيق مع الحيوانات الحية أو البرية وتجنب الاتصال الوثيق مع مرضى الجهاز التنفسي وذوي الأعراض المتشابهة أيضا.

وحذرت فيحاء، من أنه في حالة ظهور حمى أو ارتفاع في درجة الحرارة وصعوبة التنفس يجب عندها الإسراع في طلب الرعاية والمساعدة الصحية والطبية.

وأبرزت الإعلامية الصينية اللامعة، دور الصين في التعامل مع الأزمة والتعاون مع منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن، وقالت إن وزير الخارجية الصيني التقى مع مدير عام منظمة الصحة العالمية حيث أعرب عن شكره للصين ودورها الرائد في مجال الصحة العالمية، مشيدا بشفافية وانفتاح الصين في الإعلان عن فيروس كورونا الجديد ومشاركتها بالبيانات واستدابتها السريعة للتعامل مع الوباء.

ولفتت إلى أن الوباء ينتشر ولا يزال الوضع صعبا حيث أنه قضاء وقدر والصين لا تدخر وسعا للسيطرة عليه والقضاء عليه بحكم مسؤوليتها ولا تتراجع في القضايا المتعلقة بحياة الناس وصحتهم وتعدل إجراءات الوقاية وتحسن التدابير وفقا لتطورات الوضع لإبراز إمكانياتها في مكافحة الوباء وقدرتها على الحوكمة في التعامل مع الأخطار خاصة الأوبئة.