الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سماح أبوهشيمة تكتب: إلى روح جدتي

صدى البلد



-الإثنين الحادي عشر من فبراير ٢٠١٩ 

الساعة التاسعة والنصف اصحو من بعد نومٍ عميق بنصف عين على صوت بكاء ، ظننت أنه رُفض أحد طلبات "منّه" اللامُنتهية فقامت ببكائها المُعتاد مع بعض التمتمات التي لم أُعيرها اهتمامًا آنذاك أخذت جولة في هاتفي تذكرت أنه اليوم ستأتي جدتي مجددًا وعليّ ترتيب غرفتي لتُقيم معي ثم اكملت وفتحت بعض الصور التي لم اكن أجد غيرها في مثله من الهواتف "لكوني طالبة ثانوية" ثم وجدت "رحمة" تُهدأ "منّه" مع بعض التماسك نهضت في ضجر وأتساءل ماحدث ماوجدت "منّه" إلا أنها تتمتم ب"تيتا ..تيتا .. تيتا...." ويصاحبها صوت "رحمة" الشبه مُختفي "تيتا ماتت" لم أبك حينها فقط .. عُدت إلى غرفتي ، جلست على سريري ثم شردت لعالم آخر لبضع دقائق ثم عُدت ما أظن انني استوعبت بالكامل ماكان يجري حولي او ما اُخبرت به.
خرجت إلى "رحمة" كانت اول تساؤلاتي هو حال أمي فهي رقيقة القلب كجدتي تمامًا ماظننتها تحتمل مثل هذا الخبر ، فقد أعدّت هي الأخرى نفسها لأن تذهب عائدة و معها جدتي .
بعد عدة تساؤلات أردنا إخبار "مروه" فقد كانت تجري كل هذه الأحداث و هي نائمة ومن ثُم ! اخبرناها ! ربما هي منْ حرّك قلبي او أنها انتزعته تمامًا .. حينها جهشت بالبكاء مع محاولة لتهدئتها فأتممنا هذا وما بقى سوىٰ "دُعاء" ما كنت أخاف إلا عليها فكانت هي شبيهة أمي و جدتي لقلبهما ، تولوا هُم أمرها .
عُدت لغرفتي كانت هذه المرة على سرير جدتي وعينان متغلغلة بالدموع .
مرّت نقاشات عديدة حول من سيذهب لرؤية جدتي و تقبيل جبينها للمرة الأخيرة و انتهت بأنني مَن سيُحرم من هذه اللحظة ثم مر يومي كما لا اعرف وصفه ولكنه مر بوجود سلمى ، جنه و چيان .

-الثلاثاء الحادي عشر من فبراير ٢٠٢٠

مايزال الوقت يمر حتى انتهت أيامُنا الحُلوة ، وحتى انتهاء حكايات چدتي !.
فقدان فرد واحد من العائلة قادر على أن يُغيّر الكثير و كافي لأن يُنّضج عقول افرادها البقية .
لاحظت منزلة الاجداد عند احفادهم .. ماعادت تفرق بينهم السنون لكنه يبقى شيئًا واحدًا يُخفي كل الفروق ، هو ذلك الشعور بفقدان الاجداد ، تفرّد كل جد عند حفيده بطابع وكأنه كبصمته لا يشبه سواه يجعل عين الحفيد تلمع عند ذكره .
جدتي ،، رأيتها في كل الوجوه في كل الأيام التي مرت عليّ ، رأيت ابتسامتها في وجه ، عيناها منذ اربع اعوام ، عيناها اليُمني شديدة الحمار ، عيناها اليسرى وهي تفتحها بصعوبة ، صوتها ، صوت ضحكاتها ! ، يداها التي مر عليها الزمن و لكنه لم يُفقدها حنانها .
ربما حدث ذلك لأنني أردت أن أراها في كُل يوم فبحثت في كل الوجوه ،، لكنني لم استطع العثور على قلبها ! 
مرّ العام ! ، كبرت سدرة .. الذي ماعهدتها جدتي الا وهي تبكي مازالت تحتاج لرُقياك ، اصبحت كلمات آسر أكثر وضوحًا وله قدرة على التفوّه بجملة كاملة ، چيان كعادتها كلماتها تسبق سنُها ، لايزال آسر وچيان يذكرونك دائمًا .
جنّه ارتدت الحجاب واصبحت ملاكًا غير ماكنتِ ترينه ، منه و مروة أصبحوا في حالًا أفضل ، دعاء لاتزال منهمكة في عملها وبيتها لكنها ايضًا لاتزال الاجمل ! ، رحمة أنهت رسالتُها وكما تغمرها الجدية بيننا غمرتها في مجالُها .
امي كالمعتاد ... ترضي جميع الاطراف ولا تنسى احد ، كما لا تنساكي .
وانا، حالي افضل .. التحقت بكُليتي التي لطالما اردتها ، معي اصدقاء جدد ، ماازال احب الجميع .
كلنا هنا .. نشعر بالوحشة ، نفتقد يومنا برفقتك وصوتك ، كلنا نعُد الأيام كي تمر في هدوء.
Attachments area