الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبوإسحاق الحويني يعتذر عن فتاواه المتطرفة: النشر شهوة.. وحظ النفس هو ما دفعني لذلك .. وماكناش نعرف الفرق بين الواجب والمستحب .. وخالد الجندي: مين هيدفع حق تدمير الأوطان.. وعبد الله رشدي: أحترم شجاعته

الحويني
الحويني

أبو إسحاق الحويني يعترف بخطئه بشأن نشر آرائه وفتاواه في مرحلة طلب العلم
الحويني: 
"لما يطلع اسمك على كتاب والناس يتداولوه هو حظ النفس عندنا كلنا"

اعترف الشيخ ابو إسحاق الحويني واعتذر عبر فيديو تسجيلي وسط أنصاره عن عدد من الفتاوى المتشددة وبعض الأخطاء العلمية التي وقع فيها وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

كان الاعتذار بمثابة المفاجأة لقطاع كبير من المؤيدين له والمعارضين في نفس الوقت، واعترف الحويني خلال الفيديو قائلا إنه لم يكن من المفترض أن ينشر شيئا في سنواته الأولى التي أمضاها طالبًا للعلم، لكن حظ النفس هو ما دفعه لذلك، قال بوضوح: "النشر شهوة لما يطلع اسمك على كتاب والناس يتداولوه وتبقى معروف ما هي دي حظ النفس عندنا كلنا"، والشيخ الحويني بالنسبة لقطاع كبير من شباب الجماعة السلفية هو بمثابة الأب الروحي لهم وقدوتهم التي يتبعونها في كل أمور حياتهم الشخصية والدينية. 

واعترف أبو إسحاق الحويني قائلا: " كل سُنة كنا نعرفها نعتقد أنها واجبة، ومكناش نعرف الفرق بين الواجب والمستحب وإن فيه درجات فى الأحكام.. فعرفت أنه عندما لم ندر تدرج الأحكام كيف جنينا على الناس، لم نكن ندرى درجات الأحكام فأفسدنا كثيرا بحماس الشباب».

وبهذا الفيديو يكون الحويني هو أول سلفي يعتذر عن التشدد، مما يثير حالة من التساؤل حول احتمالية مراجعة السلفيين لمنهجهم خاصة مع الاتجاه الذي بدأ يظهر في بعض الدول الإسلامية لمراجعة ما لديهم من أفكار ومراجعات وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

من هو الشيخ الحويني 

هو الشيخ أبو إسحاق حجازي محمد بن يوسف بن شريف الحويني، مصري الجنسية، من أهم علماء الدين الإسلامي، تخصص في علم الحديث، ويعتبر من أوائل الشيوخ السلفيين في مصر، عُرف بالحويني نسبة إلى قرية حويّن التي وُلد وعاش بها في محافظة كفر الشيخ، وهو من مواليد شهر ذي القعدة عام 1375 هجري الموافق شهر حزيران من عام 1956 ميلاديًا، أخذ كنيتة أبو إسحاق تيمنًّا بكنيّة الصحابي سعد بن أبي وقاص.

حياته 

عاش الشيخ حجازي في الريف مع أسرته البسيطة، الأب مُتدينّ متوسط الحالة المادية، يعمل بالزراعة، وكان له إحترامه ووجاهته في القرية، لحُسن أخلاقه وطيب معاملته للناس. كان أبوه متزوجًا من ثلاث نساء، حيث كان الشيخ الحويني إبنًا من الزوجة الأخيرة، وترتيبه الأوسط بين إخوته الذكور الخمسة. درس الشيخ الحويني في المدرسةَ الإبتدائية الحكوميةَ غير الأزهرية الموجودة في قرية الوزاريّة التي تبعد مسافة (2) كم عن قرية حوين، حيث درس بها لمدة ستة سنوات، بعدها إنتقل في المرحلة الإعدادية بمدينة كفر الشيخ مدرسة الشهيد حمدي الإعدادية، المسافة عن قريته قليلة ربع ساعة تقريبًا بالسيارة. كتب الشعر في أول سنة ثم انتقل إلى المرحلة الثانوية وتخصص علمي في مدرسةِ الشهيد رياض الثانوية التي كانت بعيدة عن قريته، مما اضطر وإخوته لإستئجار شقة في المدينة يقيمون بها خلال الأسبوع الدراسي. بعد أن أنهى الشيخ الحويني الدراسة الثانوية، احتار الشيخ أي كُليّة يتوجب عليه الالتحاق بها لإكمال دراسته، إلى أن قرّر التسجيل في كلية الألسن جامعة عين شمس في القاهرة، ودرس اللغة الإسبانية التي تعلمها ليتساوى مع زملائه ويتفوق عليهم.،وكان من الأوائل بتقدير إمتياز. حصل على منحة وسافر إلى إسبانيا،وأصبح عضوًا في مجمع اللغة الإسباني

أبرز فتاوى الحويني التي أثارت الجدل 

أفتى الشيخ ابو اسحاق الحويني بالعديد من الفتاوى والتي أثارت جدلا واسعا لدى قطاع كبير من الناس منهم من اتبعها والبعض الآخر رفض وانتقد ووصفوه بالمتشدد ، ومنها .

تحريم كلية الحقوق

حرّم الحويني في إحدى فتاواه الالتحاق بكلية الحقوق؛ لأنها تدرس قوانين وضعية يضعها الإنسان ولا يكترث بالقوانين الإلهية، إلا قائمة الأحوال الشخصية فقط، مضيفًا أنه لا يحل إطلاقًا الحكم في عرض الناس وأهوائها، لذا حرّم كلية الحقوق.

النقاب فرض

رغم إصدار عدة فتاوى من كبار الشيوخ في دار الإفتاء والأزهر الشريف تثبت أن النقاب هو سنة عن زوجات النبي، إلا أن الحويني رأى أن النقاب فريضة وأمر واجب على كل امرأة مسلمة؛ بل زاد الأمر سوءً حينما شبه وجه المرأة بفرجها، قائلًا أن غطاء الوجه لا يقل أهمية عن غطاء الفرج.

عمل المرأة حرام

أما بخصوص عمل المرأة، أكد الحويني أن عمل المرأة حرام شرعًا، معتبرًا إياها وكأنها عبدة للرجل، منتقدًا تعاملها وإطاعتها مع المدير، ومعتبرًا أن العمل سيجعل معاملتها مع الزوج قاسية.

ختان الإناث سنة

رغم تعرض الفتاة للموت في عملية ختان الإناث، والحرمان الجنسي الذي تاعني منه الفتاة طوال أيام حياتها، نتيجة قطع جزء من أعضائها التناسلية، إلا أن الحويني لم يكترث بكل هذا، بل أكد أن ختان الإناث سنة لا تقبل التأويل.

تحريم السمك والبيض في شم النسيم 

وأثار الحويني جدلًا كبيرًا حينما حرم الاحتفال بأعياد شم النسيم، بل وأوقع إثم على كل بائع يبيع البيض أو الأسماك المدخنة في هذا اليوم، معتبرًا إياه إثمًا عظيمًا.

«تحريم الموسيقى»

ورغم ما تكسبه الموسيقى من أمل وحياة للنفس الإنسانية، إلا أن الحويني رفض الموسيقى والغناء، حيث قام بتحريم الموسيقى والغناء، قائلًا أن الموسيقى تجوز في حالة واحدة وهي الأناشيد والابتهالات الدينية.

«سب النبي والرسول»

عقب حديث الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى عن وجود تحرش في الحرم النبوي، سرعان ما بكى الحويني قائلًا إن عيسى بذلك يسب الإسلام ورسول الله.

«وضع شروط للخلافة الإسلامية في داعش»

استند تنظيم داعش الإرهابي إلى حديث الحويني عن أهم شروط البيعة لخليفة المسلمين، حيث قالوا إن الشروط جميعًا تنطبق على أبو بكر البغدادي، بل أن أحد أعضاء التنظيم الإرهابيين عن تجربته فى الانضمام للتنظيم فيقول: «تعرفت على أخ عائد من سوريا، فى أحد دروس الشيخ أبو إسحق الحويني، وطلبت منه مساعدتى فى السفر إلى سوريا، ولأن أوراقى الخاصة بالجيش والسفر لم تكن مكتملة، دفعت ٢٠ ألف جنيه لإنهائها، على الرغم من أن الرحلة لا تتكلف أكثر من تذكرة الطيران».

«تحريم مشاركة المسيحيين أعيادهم»

حرم الحويني مشاركة المسلمين للنصارى في أعيادهم قائلًا: «يُحرم على المسلم أن يشارك غيره، غير المسلم، من الكافرين فى أى عيد من الأعياد، لأن هذه مسألة نابعة من المودة والرحمة، أنا أعدل معهم نعم، أعاملهم بالقسط نعم، لا أسرقهم ولا أظلمهم ولا أجور عليهم نعم، إنما الود والبر إنما يكون لأهل الإيمان فقط، أمِنَ عباد البقر وعباد الشجر وعباد الحجر وأمن كل من يعبد غير الله من الغارات واستهدف المسلمون، مناطق الاشتعال فى العالم الآن هى بلاد المسلمين فقط»

رد فعل شيوخ الوسطية على اعتذار الحويني 

شن الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، هجومًا حادًا على الشيخ أبو إسحاق الحويني، أحد عناصر التيار السلفي، حيث ذكر أن الحويني يُقارن نفسه بـ ابن حجر العسقلاني، ويقول إن العسقلاني كان يحضر دروس علمه عددًا قليل للغاية، بينما هو يحضر له أكثر من 20 ألف شخص.

وتابع الجندى، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية:"dmc"،: "مصيبة عايشين فيها، شايف نفسه أفضل من بن حجر العسقلاني، حالة تضخم غير طبيعية، كل الناس بالنسبة له جهلة وفسقة وكمان اللي مرتكب الكبيرة كافر، وجاي دلوقتي يعتذر، طب مين يدفع فاتورة الأوطان اللي تم تمزيقها، ومين يدفع فاتورة حق الشهداء اللي أسيل دمهم، مين يدفع فاتورة انتهاك عرض الوطن".

وأكمل: "مين يدفع حق كل تاجر خسر تجارته بسبب فتوى ليه، مرة يقولك الفلانتين حرام، رغم أن دار الإفتاء المصرية قالت عيد الحب مفهوش مشكلة، وتبادل الهدايا يزود الحب بين الناس، ده الرسول عليه السلام قال تهادوا تحابوا، لو شوفتوا ناس بتحتفل بعيد الحب بأشياء غير أخلاقية أنصحه مش تقفل عليهم بالضبة والمفتاح وتقول عيد الحب حرام".

ومن جانبه قال الشيخ عبد الله رشدي من علماء الأزهر ان الرجل لم يعتذر عن منهجهالسلفي او تراجع عن فتاويه المتشددة كما يقول البعض ولكنه اعتذر وندم على بعض التصحيحات والتضعيفات التي اوردها في بعض كتبه العليمية فقط .

وانتقد رشدي الهجوم على الحويني بعد الاعتذار معللا ذلك بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة وبالتالي يجب ان نوجه له الشكر على هذا الاعتذار ونحييه على شجاعته لا ان نهاجمه ، وانا اقول ذلك والكلام على لسان رشدي رغم اختلافي المنهجي مع الشيخ الحويني فانا رجل ازهري وسطي والجميع يعلم ذلك .

وتابع : يجب على الجميع ان يقدر ما فعله الحويني ونلتمس له المعاذير ونحييه على ما فعله فكيفي انه لم يتمادى في الخطأ ، وضرب مثلا بالرجل الذي يشرب الخمر كثيرا وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب التوبة وعندما راوه الصحابة سبوه فنهرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم : لا تسبوه يكفي انه يجب الله ورسوله ، ومن هنا علينا نحي الشيخ الحويني ولا نسبه او نهاجمه فقد يكون هذا الرجل يحب الله ورسوله أكثر مني ومنك .

واستطرد رشدي : لا تهاجم أحدا يختلف معك في المنهج فله الحق ان يدافع عن منهجه كما لك الحق تماما ان تدافع عن منهجك الازهري الوسطي ومن يقل غير ذلك فهو مخطئ وضلالي وليس لديه منهج .