الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قانون للمشاة وسائقي المركبات!!



نعترف جميعًا أن مصر تشهد تغييرًا جذريًا في بعض الأحياء والشوارع والميادين هذه الأيام، وسأخص بالذكر حي مصر الجديدة، والذي أنتمي

 إليه، في ثوبه المختلف، ولن أناقش في هذا المقال ما إذا كان هذا التغيير نال استحسان أو غضب قاطني هذه المنطقة، ولكن ما يهمني الآن،

 هو تأمين عبور المشاة هنا، وخاصة بعد اتساع الشوارع بشكل مرعب للمارة ولسائقي المركبات.

وبالرغم أنني مؤمنة أن التغييرات التي تمت هي من أجل ربط كل المدن الجديدة، بمنطقة مصر الجديدة وخاصة العاصمة الإدارية الجديدة، والتي من المفترض أن تنتقل إليها العديد من المؤسسات والوزارات المختلفة في الدولة، اعتبارًا من يونيو 2020، وفقًا للخطة الموضوعة.

لكن ما يشغل بالي اليوم هنا، هو الحديث عن موضوع لا يقل في أهميته عن التغييرات التي تحدث في الشوارع، فعبور المشاة أمر مهم، ومن المهم جدًا، لإيجاد التعزيزات الأمنية اللازمة في الشوارع، للحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين.

وكنت قد ذكرت سلفًا في مقال "أنا بنت مصر الجديدة"، والذي نشر في موقع صدى البلد الموقر، سلبيات هذه التغييرات والكباري والتحويلات الموجودة في الشوارع، فهي تُعرِّض حياة المشاة لكوارث بشكل يومي منذ إنشائها، تصل إلى حد الموت وإراقة الدماء في الشوارع.. وقد كتبت، أنني لم أهدأ إلا بعد أن طمأنني أحد المسئولين، عندما سألته عن خطة الدولة للحفاظ على أرواح هؤلاء الأبرياء، والتي لا ذنب لها، سوى أنها تريد أن تعبر الشوارع سيرًا على الأقدام، فتزهق أرواحها.. وكان الرد أنك ستشاهدين قريبًا، عدد 28 كبري للمشاة.. وإن أنشأت الدولة الكباري فقد "عداها العيب"..  ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سيلتزم المارة أو عبور المشاة، بركوب الكباري الخاصة بهم، حفاظًا على حياتهم، أم سيستسهلون العبور في الطرقات السريعة ويحدث ما لا يحمد عقباه؟

في الحقيقة، لدينا الكثير من الكباري في مختلف الشوارع والميادين، بدءًا من كباري المشاة في صلاح سالم باتجاه وسط البلد والمطار، والكباري المنشئة في وسط البلد، وفي غمرة وأحدثهم عند مستشفى الجلاء باتجاه المطار.. وتعالوا نلقي نظرة عن كثب على سلوكيات المارة وعابري الطريق من المشاة، ويمكن لمن يقود السيارة على وجه الخصوص أن يلحظ ذلك الأمر، أو حتى من يكون على متن المواصلات العامة أو الميكروباصات، ولنضع أعيننا على عبور المشاة، فنجدهم يستسهلون عبور الطرقات والشوارع غير الآمنة، تاركين هذه الكباري، غير عابئين بحياتهم، لتقع هذه الكوارث.

وتحضرني هنا في الذاكرة، واقعة  حدثت معي، في عام 2008، عندما كنت في مهمة عمل للولايات المتحدة وتحديدًا في ولاية واشنطن دي سي، وفجأة قررت عبور الطريق في أول يوم على طريقة عبور المشاة في مصر، دون أن أعرف قواعد المرور، ففاجأتني سيارة مسرعة قادمة باتجاهي، ولولا أن الله قد ستر، ولولا أنني أسرعت الخطى، لكان توفاني الله وقتها.. بعدها قال لي منظم الرحلة من المركز الصحفي الأجنبي الأمريكي، أن قوانين المرور هنا في أمريكا صارمة جدًا، وما دمت أعبر الطريق دون الضغط على كابس المشاة للعبور، فلن تقف السيارات، بل وإذا قتلني السائق في هذه الحالة، حتى إذا كان عمدًا لمخالفتي قواعد المرور، فأنا حينئذٍ المخطئة ولن يحميني شيء.. وكان درسًا في أول يوم لي هناك.

 

من قلبي: أتمنى أن تكون لدينا قوانين صارمة في مصر، تحمي حياة المشاة، ومن يخالف عليه أن يلقى جزاءه، حتى ولو كانت روحه، فمن غير المعقول، بل ومن الجنوني، أن تسير السيارات في الشوارع ويحيط بها من كل جانب المشاة، فهذا أمر غير منطقي، بل ويربك السائق، ولا يعكس الوجه الحضاري (والذي نتغنى به دائمًا) لمصر.

لهذا أطالب المسئولين في هذا القطاع، بأن تسن الدولة قانون صارم، ويتم تطبيقه بكل قوة، حفاظًا على أرواح المشاة، يسمح للمشاة بالعبور ويجبر السيارات على الوقوف لهم.. ومن يخالف يدفع الثمن.

من كل قلبي: إلى أن يتم تنفيذ ذلك، أطالب جموع المواطنين بتوخي الحذر عند عبور الطرقات السريعة، كما أطالب سائقي السيارات أيضًا بعدم الإفراط في السرعة الزائدة دون مبرر.. كما أطالب الدولة أيضًا بإنارة هذه الطرق الجديدة وخاصة السريعة والعريضة (المعتمة)، والتي تم إنشاؤها مؤخرًا، فلا توجد بها إنارة لحماية المشاة أو سائقي السيارات.. لإتاحة الفرصة لقائد السيارة أن يرى المارة، ويقف إجبارًا للمشاة وصولًا لسلامة المواطنين.

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط