EN 
تتصاعد الأحداث وتتسارع في محافظة إدلب السورية، ومعها يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزاته العسكرية إلي نقاط المراقبة التركية في الشمال السوري. تصعيد ميداني، ونذور كارثة إنسانية تلوح في الأفق، مع استمرار موجات النزوح. ليبقي التساؤل عما إذا كانت الأطراف الضامنة قادرة علي تهدئة الأوضاع، أم أن التصعيد سيكون سيد الموقف؟. معركة إدلب أم المعارك في سوريا، وربما بداية تسويات كبري، ففي بداية العام حصل لقاء علني بين الجنرالين وهي المرة الرابعة التي يجتمع فيها علي مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، وحقان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركية برعاية روسية. حينها سمعنا عن مساعي تهدئة شاملة.
غير أن الشمال السوري تحول إلي صدام مباشر بين الجيشين السوري والتركي. الجيش السوري تقدم بشكل كبير في ريفي حلب وإدلب، واقترب من آخر معاقل الجماعات المسلحة في مدينة إدلب، واستطاع تأمين الطريق الدولي من دمشق إلي حلب، لأول مرة منذ عام 2012، وهددت أنقرة بعملية عسكرية واسعة والتدخل المباشر، وهو ما شهدته الجبهات خلال الأيام الماضية. أردوغان الرئيس التركي، توعد بضرب الجيش السوري في أي مكان.
ما موقف واشنطن
الجيش التركي يقاتل إلي جانب مجموعات مصنفة إرهابية مثل "جبهة النصرة" وفقا للمعلومات الميدانية، مع دعم لافت من دول حلف شمال الأطلسي، وهي الدول نفسها التي أدانت تدخل تركيا في ليبيا. فهل هناك توريط أمريكي لنقرة؟ أم غطاء سياسي وسط خلافات تركية روسية؟.
استعادة الأرض عسكريا
الرئيس السوري بشار الأسد، زار ريف إدلب قبل أربعة أشهر، وأعلن أن مقاومة العدوان التركي واجب وطني. فهل نحن أمام استعادة الأرض عسكريا؟. يبدو أنها معركة "تكسير عظام"، في الشمال السوري، غير أن وساطة إيرانية برزت علي وقع التصعيد. فما تفاصيلها؟ وهل اتصال أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوقف صوت المدافع؟ أم أن قواعد اللعبة تغيرت، وتفاهمات سوتشي ومحادثات آستانة ماتت سريريا، وبانتظار اتفاق جديد؟. هل تصعيد النظام السوري إشارة على سحب موسكو لتعهداتها وضماناتها واتفاقاتها مع أنقرة في ما يخص الملف السوري؟ وكيف ستتعامل أنقرة مع محاولات موسكو فرض واقع جديد في سوريا؟ هل باتت المناطق شمال سوريا يحكمها منطق رفع التصعيد لا خفضه؟ وهل يمكن أن تسير الأمور إلى صدام عسكري غير متوقع؟...
