الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملك القلوب والسوبر الحقيقي


بينما كان ١٠٠ مليون مصري وأكثر من ٢٠٠ مليون عربي يتابعون أحداث مباراة كأس السوبر المصري بين نادي الأهلي بطل الدوري العام ونادي والزمالك بطل الكاس. ووسط الإهتمام الإعلامي الكبير سواء المصري أو العربي أو الأفريقي وتخصيص مساحات إعلاميه كبيره بكل تفاصيل هذه المباره سواء قبل المباراه أو أثناء المباره وأيضا بعد الأحداث المخجله والمؤسفه الغير رياضيه التي حدثت بين لاعبي الفريقين بعد فوز النادي الزمالك بالبطوله بضربات الجزاء الترجيحيه. وأعتقد أن كل ماتم في هذه المباراه لا يمثل المصريين وتاريخهم ولا أخلاقهم ولا مبادئهم. وأن ماحدث بعد المباراه هو تجاوز من الجميع لاعبين وأجهزه فنيه وللأسف أيضا من بعض الجماهير التي كانت تحضر تلك المباراه. ولا أدري لماذا وصلنا لهذا المستوي من التعصب والتنمر والكراهيه وعدم تقبل الهزيمه والوصول لهذه الروح العدائيه الإنتقاميه بين هذان الناديان المصريان العريقان وأيضا وللأسف بين جماهيرهم العريضه. وأعتقد أن ماحدث هو الإمتداد الطبيعي لكل ما يحدث في مصر من إنحدار الذوق العام وإنهيار القيم وتبرير التجاوزات وتحليل الحرام سواء علي المستوي الفني أو الثقافي أو الرياضي أو الإجتماعي . وأعتقد أنه قد أن الأوان لإتخاذ إجراءات حاسمه لإعادة الإنضباط إلي المجتمع المصري علي كل الأصعده. بل وأيضا يجب إتخاذ حزمه من التدابير لخلق البديل الراقي والواعي علي كل الأصعده. فيجب الإهتمام والدعم المادي والمعنوي والإعلامي لخلق فن ورياضه تليق بتاريخ وقيم وأخلاق ومبادئ المصريين. لأن قرار المنع والحجب لن يكون مؤثر وقاطع وحاسم في التصدي لهذه العشوائيه الفنيه والرياضيه. نظرا لوجود جمهور عريض قد تم التأثير عليهم وعلي وعيهم وعلي أذواقهم وتذوقهم وأولوياتهم ورؤيتهم ووجهة نظرهم . وأصبحوا أسري لهذا المستوي المتدني والعشوائي للفن المصري سواء الأغنيه أو السينما أو التليفزيون وأيضا الرياضه المصريه. المليئه بالعنصريه والتمييز والتنمر والكراهيه ولكن وسط هذه الظلمه الدامسه  وهذا الظلام القاتم والفوضي العارمه  والعشوائيه الشعبويه ووسط حالة الإنزعاج والقلق والخوف علي مصير هذا البلد ووسط تحذيرات ورصد وتوجيه الرأي العام المصري من جانب الأقليه المثقفه الواعيه والبقيه الباقيه من الطبقه المتوسطه الواعيه صمام الأمن والأمان الإجتماعي لهذا الوطن. نجد وميض ضوء يأتي من بعيد. ونري بصيص أمل يظهر ويضيئ هذه المناطق المظلمه في الوعي الجمعي للمجتمع المصري. وبعيدا عن الأضواء وعن الجماهيريه المزيفه وبعيدا عن وهم الشهره والشو الإعلامي نجد ملك القلوب الفعلي  ونمبر ١ الحقيقي وبطل السوبر الوطني الفعلي. إنه السير مجدي حبيب يعقوب (مواليد 16 نوفمبر 1935 –) البروفيسور المصري-البريطاني، وجراح القلب البارز. من مواليد مدينة بلبيس، محافظة الشرقية، مصر، لعائلة قبطية أرثوذكسية،وتنحدر أصولها من المنيا. درس الطب في جامعة القاهرة، وتعلم في شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد (من 1969 إلى 2001)، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم (منذ عام 1992). عُين أستاذا في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967. في عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في يوليو 2005. من بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966، ويُطلق عليه في الاعلامالبريطاني لقب "ملك القلوب   حين أصبح عمره 65 سنة اعتزل إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء. في عام 2006. قطع الدكتور مجدي يعقوب اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، حيث لم يزل القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة، والتي قام بها السير مجدي يعقوب.

حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بـلندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كلا من: جامعة برونيل، وجامعة كارديف، وجامعة لوفبرا، وجامعة ميدلسكس (جامعات بريطانية)، وكذلك من جامعة لوند بـالسويد. وله كراس شرفية في جامعة لاهور بـباكستان، وجامعة سيينا بـإيطاليا. ذهب ليحضر مؤتمر كبير في دولة شقيقة عاشقة لتراب مصر هي نفس الدولة المستضيفة لكأس العك الكروي ولكن بدون أضواء أو جماهير عريضه متعصبه وبعيد عن المتاجرة بكل شئ وبعيد عن الإعلام العشوائي الذي يلهث وراء التفاهات من أجل تعظيم المشاهدات علي حساب الثوابت الأخلاقية الأصيلة. نجده يذهب في هدوء من أجل التكريم وجمع التبرعات الخيرية لبناء أكبر مستشفى متخصص في طب  قلب الأطفال في منطقة الشرق الأوسط في مدينة ٦ أكتوبر. وكأن القدر يريد أن يرسل إلينا رسالة مؤثرة. فعندما صعد إلى المنصة الرئيسية لتكريمه تعرقلت قدماه الضعيفتان التي أصابها الشيخوخة ليسقط للحظات  وكأن الأرض أرادت تقبيل جبينه
فأعثرته مداعبة كطفلة تريد تقبيل أبيها. ثم ينهض ليقف بهيبته المهيبة وهامته المرتفعة ووجهه البشوش الطيب وطلته السمحة البريئه وتواضعه الجم . ليرسل رسالته العظيمة في حب هذا الوطن وعشقه لأبنائه من المصريين دون أي ضوضاء في نفس الوقت الذي يتصارع فيه الآخرين من أجل الفوز أو الخسارة للقب أو مكافأة دون الأخذ في الاعتبار صورة ومظهر الوطن الذي يمثلونه. وكأن الانتماء إلى النادي وحب الفوز أنساهم الإنتماء إلي الوطن. وكأن القدر قد أراد أن يخسر من قاتل من أجل نفسه  ليفوز من ضحي من أجل وطنه. وأخيرا يتم تكريمه والإعلان عن جمع تبرعات تزيد عن ربع مليار جنيه مصري من أشقائنا الأعزاء أبناء الشيخ زايد المحب العاشق لمصر َالمعشوق من كل المصريين. نعم هو ملك القلوب وقديس هذا الزمان والفائز بالسوبر الوطني الحقيقي. نعم هو الرمز والقدوة والمثل الأعلى لكل الشرفاء والمخلصين من محبين هذا الوطن. وهو من يستحق التكريم وهو من يستحق المساحات الإعلامية حتى يشاهده أبناؤنا حتى يتعلموا حب الوطن.ويتعلموا كيفية التفاني في العمل و معنى التضحية من أجل الإنسانية وخدمة البشرية وعظمة التواضع وقيمة العمل وإيثار النفس وحب العطاء.ونبذ التطرف والعنصرية والتمييز. هذه المعاني والقيم النبيلة التي يجب غرسها في نفوس الأجيال القادمة من أجل رفعة هذا الوطن ومستقبل أبنائه وحفظ الله مصر وحفظ شعبها

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط