الوعي... ومعركة كورنا

 

اثار فیدیو متدوال لشاب صیني یتعرض للسخریة من بعض السائقین غضب المصریین بعدما اجبره احد السائقین علي  مغادرة سیارته علي الطریق الدائري خوفًا من ان ینقل لھ العدوي بفیروس كورونا مماعرض الشاب لمضایقات حادة من  السائقین.

خوف شدید غیر مفھوم یعیشھ العالم من فیروس كورونا والذي اصبح یفوق المخاطر الفعلیة لھ بمراحل فالمرض في  حالات معینة یمكن أن یكون قاتلا نعم لكن ھذا الذعر العالمي تخطي بكثیرمضاعفات الفیروس علي ارض الواقع.

وإجراءات مبالغ فیھا لا تتناسب مع حجم الخطر سواء علي المستوي الاعلي والدوائر الدولیة فقد سبق فیروس كورونا  عدد من الاوبئة والتاریخ لیس بالبعید فانفلونزا الخنازیر راح ضحیتھا حسب منظمة الصحة العالمیة 18الف شخص عام 2010 بل ان ضحایا الإنفلونزا الموسمیة في الولایات المتحدة بلغ عامي 2017 و2018 حوالي 80 الف شخص.

اما علي مستوي الدوائر الادني والمتمثلة في الشعوب فھناك خوف یصل الي حد الھلع جعل الناس في حالة فزع وتوجس  بشكل متزاید وحادث الشاب الصیني خیر دلیل لیس في مصر فقط بل في مناطق كثیرة من العالم فھناك العدید من  الحالات الشبیھة لیس علي المستوي الشعبي بل والاعلامي. 

وجاءت الاستجابات المبالغ فیھا من بعض الدول لتؤثر بشكل سلبي علي حیاة شعوبھا وتلقي بظلالھا الضبابیة علي  الحیاة الاقتصادیة والممارسات الیومیة فھناك دول اغلقت حدودھا بالكامل ودول علقت انشطتھا الدینیة والثقافیة  والاجتماعیة وأكثرمن%10 من سكان العالم أصبحوا الآن في حالة حظر إجباري.

اجراءات احترازیة أحدثت ارباك اقتصادي فتضررت شركات الطیران بعدما اغلقت بعض دول حدودھا وعلقت اخري  حركة الطیران مثلما حدث بین اوروبا وامریكا وتراجعت اسعار النفط بشكل كبیر تبعھا حدوث انھیار في بورصات العالم  حتي وصلت الي ادني مستویاتھا وھو ما لم یحدث منذ الازمة الاقتصادیة العالمیة 2008 – 2009.

اسباب كثیرة متشابكة وراء تلك الحالة غیر المسبوقة من الخوف الدولي السبب الأول ھو أن فیروس كورونا جدید وخفي  قاتل احیانا ومازلنا لانعرف حقیقة ما نواجھھ ومدى خطورتھ أوعدد الأشخاص المصابین بالفعل فھناك حاملین للفیروس ولا تظھرعلیھم الاعراض وغیر مخالطین وحتي الان لم یتم التوصل الیقیني لعلاج ھذا الفیروس المتحور رغم التقدم العلمي.

وحلت نظریة المؤامرة لتكون العنوان الابرز للوباء العالمي بتصفیة الحسابات السیاسیة والاقتصادیة بین الدول فھناك  من یردد ان الفیروس ھو حرب بیولوجیة وھو ما صرح بھ المتحدث الرسمي للحكومة الصینیة متھما الجیش الامریكي  بادخال فیروس كورونا الي مدینة ووھان الصینیة وفي المقابل تتھم الصین بانھا وراء تفشي ھذا الفیروس من اجل  رحیل المستثمرین الأجانب وشراء اصولھم بأثمان بخسة والحصول على أكبر مردود مالي یدعم توجھھا للاستثمار  وتسید العالم اقتصادیا.

ومن جانب اخر ھناك من یتاجر بھذا الوباء في القضایا التي كانت تثیر بالفعل قلقا شدیدا حول العالم مثل العولمة  والھجرة الجماعیة واخرون جلدوا انفسھم بالضرب علي وترا حساس ینبع من شعور عمیق بالذنب یشعر بھ الكثیرین في  ظل ما یحدث من قلاقل واضطرابات حول العالم فجعل من فیروس كورونا عقاب الھي.

قد یكون كورونا تحدیا عالمي حقیقیا لكن التحدي الأكبر ھو الوعي والأخطر من كورونا ھو الوقوع في براثن الشائعات  خاصة في ظل الانتشار الواسع للمنصات الالكترونیة التي یعتمد علیھا الملایین للحصول علي الاخبار ومابین التھویل  والتھوین والتنكیت اصبحت السیطرة على الرأي العام امرا یسیرا والتي یمكن ان تؤدي الي كوراث خاصة مع التشكیك  في البیانات الرسمیة الحكومیة وانتشار المقاطع الصوتیة المجھولة المصدر في محاولة لزعزعة الثقة في القرارات  التي تتاخذھا الجھات المعنیة.

علینا ان نتبھ حتي تمر الازمة بخیر ونكون علي قدر الوعي والمسؤولیة فكورونا كغیره من الأمراض التي یجب علینا  اخذ التدابیر للازمة للوقایة منھ لكن الاخطر من الوباء ھو الوعي.