الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أصيب بداء كورونا.. خطيب المسجد الحرام يوصيه بـ5 أمور للنجاة

من أصيب بداء كورونا..
من أصيب بداء كورونا.. خطيب الحرم يوصيه بـ5 أمور للنجاة

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه من ضروريات الإيمان بالله تعالى أن يعتقد المؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لهذا الكون، وهو المدبر له، يخلق ما يشاء ويختار.

وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن بالقرآن الكريم حكم وأسرار، ومصالح للعباد أرشد فيه المولى أن على العبد أن يعلم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب يأتي بالمكروه، وأنه لا يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولا ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب.

اقرأ أيضًا..
 وتابع: فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد، وبذلك يرتاح من سوء الظن بربه في أنواع الاختبارات، ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في أخرى، ومع ذلك فلا خروج له عما قدر، فلو رضي باختيار الله، واستسلم لله وألقى بنفسه بين يدي القدر طريحًا كالميت، أصابه القدر حينئذ وهو محمود مشكور.

وأفاد بأن الإسلام حث على الوقاية وشرع من الأحكام ما يضمن وبذل الأسباب الشرعية وكل ما ينفع حتى تنالوا الصحة في إيمان والعافية في اطمئنان؛ موضحًا أن الإجراءات والاحترازات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين مبنية على أسس شرعية قبل أن تكون علمية، كما بذلت في الغالي والنفيس، وواجب علينا أن نكون عونًا لها على حمايتنا باتباع الإرشادات والنص والبعد عن ما يرجفه المرجفون، بترك إرجافهم وعدم تناقل أخبارهم.

وأوصى من ابتلي بهذا الداء بالصبر والاحتساب والثقة بالله تعالى، والأخذ بالأسباب، وعدم اليأس؛ فالبشائر تولد من رحم المصائب؛ داعيًا إلى تلمس حاجات كبار السن والضعفاء والمساكين وهو من البر والإحسان في هذا الظرف العصيب.

وأضاف أنه كذلك لا يوجد أفضل من هدي النبي –صلى الله عليه وسلم- في مواجهة مثل هذه الظروف الصعبة، ولن نجد أفضل من إرشاده –صلى الله عليه وسلم- لأمته للنجاة من هذا البلاء الكبير، ففيما روى ابن حبان في صحيحه من حديث رفاعة بن رافع قال: قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه على المنبر، ثم بكى، فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول على المنبر ثم بكي، فقال: «سلوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدًا لم يُعطَ بعد اليقين خيرًا من العافية».

ونوه بأن العالم غزاه جند من جنود الله صغير الحجم كبير الضرر ، وانتشر في البلدان، وجاوز الفيافي والقفار، وهذا الدعاء العظيم الشافي الكافي هو وصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لنا ؛ ليزيد تعلق العبد بربه ويلقى يقينًا وبصيرة به، مستندًا إلى ما روي  أنه مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقوم مبتلين، فقال: «أما كان هؤلاء يسألون الله العافية»، واستفهامه عليهم إنكار؛ وكأنه عليه الصلاة والسلام يقول لهم: تستسلمون لهذا الابتلاء وعندكم الدواء والعلاج الناجح لما ألمّ بكم وهو الدعاء بالعافية!.

وأشار إلى أن العافية هي السلامة في الدين من الفتنة، وفي البدن من سيئ الأسقام وشدة المحنة؛ فهي من الألفاظ العامة المتناولة الدفع جميع المكروهات، وهي بذلك أجلّ نِعَم الله على عبده، فيتعين مراعاتها وحفظها، و ليس هناك نعمة بعد شهادة التوحيد والإيمان بالله مثل نعمة العافية.

ولفت إلى أن الذكر جلاب للنعم ودافع للنقم، قال تعالى: «إن الله يدافع عن الذين آمنوا»، فمن كان أكمل إيمانًا وأكثر ذكرًا؛ كان دفاع الله تعالى عنه ودفعه أعظم.. ومن نقص نقص نكرًا بذكر، ونسيانًا بنسيان.