الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف نجت اليابان صاحبة أكبر نسبة مسنين من مصير إيطاليا المأساوي ؟

اليابان
اليابان

تحولت إيطاليا إلى بؤرة تفشي فيروس كورونا التاجي (كوفيد-19) بتسجيل أعلى معدل إصابات ووفيات في أوروبا، ويرجح البعض حدوث ذلك بسبب ارتفاع متوسط الأعمار، حيث تسمى إيطاليا بـ «السيدة العجوز»، ولكن الغريب أن اليابان هي صاحبة أكبر نسبة مسنين في العالم وهي مجاورة للصين وعلى الرغم من ذلك لم تصبح هي بؤرة تفشي الفيروس، فما الذي منع اليابان من أن تكون هي بؤرة تفشي كورونا؟


تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في إيطاليا في 23 يناير أي بعد أسبوعين من تسجيل حالات إصابة في اليابان، وبعدها بفترة وجيزة انتشر تفشي الفيروس في منطقة لومباردي الإيطالية كالنار في الهشيم، ليصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالفيروس التاجي المسجلة في إيطاليا، بما في ذلك الوفيات وأولئك الذين تعافوا حتى الآن 86498 شخصًا.




وبالمقارنة مع اليابان يتضح أنها لم تسجل إلا 900 حالة فقط على مدار شهرين منذ تأكد حالة الإصابة الأولى في البلاد، وحتى الآن لم يتم رؤية نفس المشهد الإيطالي أو الصيني على أراضي اليابان. 

فعلى الرغم من إلغاء الأحداث الرياضية في اليابان، وتعليق الدراسة، وغلق بعض الأماكن الترفيهية إلا أن الحياة مستمرة في اليابان كالمعتاد.

لم يتم فرض حجر صحي في اليابان أو حظر تجول رغم أنها بلد صاحبة أكبر نسبة في فئة كبار السن، وكل مظاهر الحياة ما زالت مستمرة فيها وذلك على عكس إيطاليا التي فرض عليها حجر صحي كامل.




كانت اليابان تتوقع أن تكون هي مركز تفشي الفيروس التاجي بعد الصين، كيف نجت من هذه الكارثة الطبيعية في الوقت التي عانت فيه دول أخرى ؟

بالنظر إلى العوامل التي جعلت الفيروس ينتشر بسرعة وبسهولة من مكان لآخر، فإن اليابان على اتصال وثيق مع الصين منشأ المرض، وكذلك اليابانيون يعيشون في مدن مكتظة بالسكان، فمدينة طوكيو العاصمة يعيش فيها 38 مليون نسمة.

ولكن يرجح الخبراء وفقا لصحيفة اليابان تاميز، أن تفشي الفيروس التاجي في إيطاليا يرجع إلى أسباب بيولوجية، كعمر السكان فإيطاليا لديها أكبر متوسط عمر في أوروبا، وثاني أكبر عمر في العالم، وسكانها هم الأقدم في العالم والأضعف صحيا، خاصة وأن الفيروس التاجي يؤثر بدرجة خطيرة على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وهذا أيضا منطبق على اليابان، ولكن اليابان تعاملت مع الفيروس بحرص من البداية ودون هلع أو تخويف للمواطنين، فلم تضع تدابير صارمة على المواطنين، ولم تحظر السفر أو الزيارات، كل ماطلبته السلطات اليابانية من المواطنين هو عزل أنفسهم في المنزل لمدة 14 يوما.

رجح البعض أن اليابان لم تجر اختبارات لمعرفة المزيد من الحالات حتى لا يؤثر الأمر على أولمبياد طوكيو، وادعوا أن اليابان تجري الاختبار لمن يعانون من اعراض ملحوظة فقط، ولا تجريه إلا في الحالات القصوى بعد إصابة الشخص بالحمى لمدة 4 أيام، ولكن على الرغم من  ذلك تم تأجيلها بدون تدهور الوضع الصحي في البلاد.

ولكن بافتراض أن هذا ما يحدث بالفعل،فمن المؤكد أن المرضى أو الوفيات كانوا سيظهرون على الأقل على وسائل التواصل الإجتماعي أو بتزايد معدل الجثث والمرضى، ولكن هذا لم يحدث، وهناك 3 نظريات محتملة لعدم تفشي الفيروس في اليابان، إما التآمر، أو حسن الحظ أو مناعة اليابانيين.

وبحسب الخبراء فإن المرض لم ينتشر في اليابان لأن الناس اقل حميمية واجتماعية، فضلا عن ارتداء كبار السن للأقنعة الواقية (الكمامات) حتى قبل تفشي الفيروس التاجي، فهم محافظون على صحتهم، ومعدلات العزلة المرتفعة بالفعل بين كبار السن، وما يعنيه القليل من العزلة الذاتية الطوعية والتباعد الاجتماعي، وتزايد هذا التباعد بعد قرارات اليابان بضرورة تخفيف التجمعات.

التزام اليابانيين بقرار الحكومة وتفضيلهم للبقاء في المنزل، أنقذهم من البقاء جميعا في المستشفى أو التوابيت في تعداد الأموات، وانتهت الفترة الحرجة للفيروس وتستعد اليابان لإعادة فتح المدارس.