الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السمنة و فيروس الكورونا المستجد


ألزم فيروس الكورونا المستجد أغلب سكان الأرض بالبقاء في بيوتهم، وللأسف هناك خطر كبير حاليًا على البشرية فى زيادة الأوزان. 


تتهم السمنة الآن بأنها وراء ما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية من زيادة كبيرة في معدلات الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس الكورونا المستجد مقارنة بما شوهد في بعض البلدان الأخرى في العالم. 


وأشارت البيانات الواردة من الصين وإيطاليا إلى أن كبار السن ومن يعانون من حالات كامنة لأمراض مزمنة مثل أمراض القلب وأمراض الرئة والسكري هم الأكثر تعرضًا لفيروس كورونا المستجد؛ ولكن بعد ذلك، أصبح من الواضح في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، أن الشباب الأصحاء عرضة للإصابة والموت أيضًا. 


أصاب فيروس الكورونا الولايات المتحدة الأمريكية بشدة ، وبدأ العالم  فى تتبع تأثيره على التركيبة السكانية الفريدة هناك مع معدل سمنة بنسبة 42٪ مقارنة بـ 6٪ في الصين و 10٪ في إيطاليا . معدل السمنة أعلى من 20٪ في كل ولاية في الولايات المتحدة. في بعض الحالات ، يعاني ما يقرب من نصف سكان الولاية من السمنة. الحالات المتقدمة من مرضى فيروس كورونا المستجد تعانى من زيادة الوزن أو السمنة. 90٪ على الأقل من الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا والمحتجزون ويخضعون لأجهزة للتنفس الصناعى التهوية بسبب الفيروس يعانون من السمنة.. أكدت إحصاءات بريطانية حول فيروس الكورونا المستجد أن المرضى الذين يعانون من زيادة في الوزن فرصهم أقل للخروج أحياء من العناية المركزة. 


السمنة ترتبط بزيادة حالات السكري وارتفاع ضغط الدم ، مما يزيد من العوامل التى مضاعفات الكورونا.  من المعروف مسبقًا أن السمنة بوابة الأمراض المزمنة . الوزن الزائد  هو القاسم المشترك الأعظم فى ظاهرة الأمراض المتعددة الموجودة فى البيوت المصرية حاليا ، والتى لم تكن موجودة فى أجدادنا  . عليك بزيارة المتحف المصرى بالتحرير و مقارنة الأجسام الرشيقة للفراعنة من الجنسين بما نراه فى الشارع اليوم . التراكم الغير طبيعي أو المفرط للدهون يلحق الضرر بالصحة ، و عالميا الوفيات بسبب زيادة الوزن و السمنة تفوق الوفيات بسبب  نقص الوزن. 


مؤشر كتلة الجسم هو مؤشر بسيط لقياس الوزن إلى الطول يستخدم  لتصنيف الوزن الزائد والسمنة لدى البالغين، وهو  وزن الشخص بالكيلوجرام مقسومًا على مربع طوله بالمتر ، و  الوزن الزائد هو أن يكون مؤشر كتلة الجسم أكبر من  أو يساوي 25  ، والسمنة هي أن يكون منسب كتلة الجسم أكبر من  أو يساوي 30.


تنشأ السمنة نتيجة عدم التوازن بين السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد والسعرات التي يفقدها ، و زيادة استهلاك الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية، بدون زيادة ملائمة في النشاط البدني، و بالتالى زيادة الوزن بشكل غير صحي.  قلة الحركة تسبب خللا فى توازن الطاقة مما يسبب  زيادة الوزن.  


عدم  تناول وجة الإفطار  يزيد من السمنة . السكر الزائد يسبب ارتفاع معدلات السمنة خاصة السمنة في منطقة البطن، و زيادة تراكم الأنسجة الدهنية الحشوية مما يزيد من فرص مرض السكر و أمراض القلب والأوعية الدموية . إدمان السكر  يسبب مقاومة الأنسولين، و مقاومة الانسولين  يعتبر الآن المشكلة الأساسية في السمنة. الطرشى والمخلل والملح الزائد من مقبلات السمنة . 


قلة النشاط والحركة يسبب إختزان السعرات الحرارية فى الجسم ، حيث  ترمى بالإنسان فى دهاليز أمراض العصر من نقص مناعة ، إلى حساسيات إلى أمراض قلب ، وشيخوخة مبكرة و سرطانات ، و الوفاة المبكرة . قلة الحركة تقتل 2 مليون من البشر سنويا ، و تمرض مئات الملايين. هناك تداخل بين العوامل الوراثية والبيئية فى حدوث السمنة ، و بعض الأشخاص لديهم الاستعداد الوراثى للسمنة ، و هناك بعض الأمراض الوراثية النادرة التى تسبب السمنة.


قلة النوم تسبب السمنة بسبب زيادة هرمون الجريلين، و هو هرمون الجوع الفاتح للشهية الذى يسبب الشعور بالجوع . تسبب الملوثات الجوية  زيادة الشوارد الحرة ،  و التعرض لملوثات الهواء لفترات طويلة يسبب زيادة الإجهاد التأكسدى والسمنة . التوتر  يسبب أيضا زيادة الإجهاد التأكسدي ،و الذى ارتبط بالعديد من أمراض العصر ،  و هذه تسبب زيادة هرمونات التوتر و كيمياء الالتهابات، و زياردة إفراز هرمون الكورتيزول، و زيادة مستوى السكر فى الدم و زيادة في زيادة الوزن و الدهون.بعض الأدوية  : مثل مستحضرات الكورتيزون  تسبب زيادة الوزن والسمنة . 


البدناء أكثر عرضة للحساسية الصدرية ، و السمنة تزيد معدلات الأزمات الربوية خمسة أضعاف ، و كلما زاد محيط خصر الإناث عن المعدلات الطبيعية زادت معدلات الربو حتى لوكان الوزن مثاليًا . الأطفال البدناء أكثر عرضة للحساسية الصدرية ، ضعف الأطفال الغير بدناء  . عند إصابة مريض الربو بالسمنة ، تزداد معدلات احتجازه فى المستشفيات . السمنة تزيد من انقطاع النفس أثناء النوم ، وهذا يزيد من  ضيق النفس، و صعوبة التنفس ، و قلة الأكسيجين . السمنة تزيد من ارتجاع الحمض المعدى ،و هذا يسبب إعادة برمجة خلايا الجهاز المناعى نحو الحساسية الصدرية ،  و من ثم  زيادة خلايا الحساسية مما يسبب ضيق الشعب الهوائيه وبالتالى الربو  و الكحة المزمنة . 


لمحاربة السمنة يجب نشر ثقافة ممارسة الرياضة فالحركة بركة وصحة ومناعة ، و ممارسة الرياضة خاصة فى المدارس و الجامعات ، و السماح للمسنين والنساء بممارسة الرياضة مجانا فى مراكز الشباب، فالرياضة تقلل  من إختزان  السعرات الحرارية .  يفيد أيضا تناول  أغذية تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية مثل التوابل خاصة القرفة و شرب الماء بوفرة ، و شرب الشاي الأخضر فكل كوب يحرق حوالى 20سعر حراري ، و الألبان قليلة  الدسم ، وتناول الجريب فروت ، و بياض البيض، و السمك، و التونة، و صدور الدجاج المنزوعة الجلد والعظام ، وعش الغراب ، و زيت الزيتون  ، و زيت بذور الكتان ، والحصول على قسط وافر من النوم . الألياف تقلل من الوزن و تفيد فى حرق الدهون ، وهى متوفرة فى  الخضراوات  والفواكه الطازجة والردة و البقول . يجب  تجنب السكر الزائد والملح الزائد و نمط  الأغذية السريعة الغربى .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط