قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مجزرة الغد


قرار قناة الغد العربي، بمكتبها الإقليمي بالقاهرة، الاستغناء عن 120 من كوادرها من الكفاءات العاملة بقطاع البرامج من معدين ومراسلين، كان الخبر الأبرز خلال الأسبوع الماضي، لأنه يحمل مؤشرا خطيرا وجرس إنذار، خصوصا وأن القناة بررت سبب الاستغناء أنه جاء بسبب ظروف جائحة كورونا.

الأدهى في هذه المجزرة التي تنم عن غياب الوعي وعدم تحمل المسؤولية من أصحاب هذه القناة، عزمهم تجاهل حقوق الإعلاميين المستغنى عنهم، فبدلا من صرف قيمة الشرط الجزائي المقدر بشهرين عن كل سنة، وفقا لقانون العمل، فإنها تساومهم بأنها ستدفع لهم شهرا واحدا، وإلا فلن يطالوا شيئا!!.

.. هل غاب الضمير الإنساني عن البشرية في وقت نحن أحوج فيه إلى إيقاظ ضمائرنا الغائبة ونحن نتضرع إلى المولى عزوجل أن ينقذنا من جائحة كورونا؟..

هذه القضية أضعها أمام كل من رئيس الجمهورية الأب والإنسان عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الرجل المقاتل، والوزير أسامة هيكل الذي أعاد للإعلام بوصلته المفقودة، وإلى كل مسؤول في هيئة الاستثمار أو التأمينات أو في القضاء المصري الشامخ، ليقفوا عونا ضد هذه القناة الأجنبية التي استفادت من المزايا والتسهيلات التي تمنحها مصر لكل مستثمر في أن يمارس عمله ويحقق أرباحا طائلة بقوة بشرية هائلة من الكفاءات المصرية التي تدير هذه القناة وغيرها من المؤسسات والشركات.

سيادة الرئيس، الموضوع بين يديك؟ وأولادك أمانة في عنقك؟

.. هل غاب الضمير العربي وهل ماتت الإنسانية عن مد يد العون إلى البسطاء من الموظفين والعاملين في القطاع الخاص الذين أصبحوا في مهب الريح بسبب "ندالة" أصحاب العمل الذين رفضوا أن يتحملوا المسؤولية في زمن عز فيه الرجال ونحن نبتهل إلى الله أن ينقذنا وينقذ البشرية من الفناء؟

أطالب الدولة المصرية بقوتها وعتادها الذي استعاده بعد ثورة 30 يونيو أن تتصدى بحزم لهذه التصرفات الخسيسة من هذه القناة وأمثالها سواء في داخل مصر أو خارجها من المصريين الذين يعانون الويلات في الدول العربية التي ندعوها بالشقيقة بسبب تصرفاتهم الغوغائية ضد أبناء وطني، أرى أن ما يحدث هو حملة ممنهجة لإسقاط مصر في دوامة الفوضى هم أدواتها، إلى الرئيس ورجاله أتوسل إليكم حافظوا على قوت أبنائكم بكل ما أوتيتم من قوة، وتصدوا لهذه التصرفات اللا مسئولة بكل حسم، ولا تتركوا أبناءكم في مهب الريح!!

إلى الأشقاء في الإمارات قيادة وحكومة، في أوقات الأزمات تظهر معادن الناس وأصالتها، أناشدكم بأن تتحملوا المسئولية وأيقظوا ضمائر رجال أعمالكم بأن يتحملوا دورهم الوطني في هذه اللحظة الراهنة التي نقف فيها جميعا بين يدي المولى عزوجل ضعفاء بسبب الجائحة، وأن يشملوا برعايتهم أبناءهم العاملين في هذه القناة التي صنعت مجدها بكفاءات مصرية..

ندائي أيضا إلى الأشقاء في كافة دول الخليج وبالأخص في الكويت، أليست مصر هي التي حررت أرضكم من الاحتلال العراقي وأعادت لكم الأمن والأمان، هل نسيتم.. أخرسوا أبواق الفتنة واستأصلوها بدلا من أن تستشري النار في الهشيم، وتتمزق أوصال العروبة والنخوة التي أصبحت عملة غائبة في زمن عز فيه الرجال، فـ "لا تنسوا الفضل بينكم".

.. أين دور الدولة المصرية برجالاتها المقاتلين في الحفاظ على حقوق أبناءها الذين يطردهم أصحاب العمل والمستثمرين المصريين عموما والعرب بالأخص الذين أعطتهم الدولة مزايا استثمارية فحققوا أرباحا طائلة بفضل الطاقة البشرية المصرية التي تشغل مؤسساتهم وشركاتهم ومصانعهم وقنواتهم والتي تدر أرباحا بالمليارات على هؤلاء الذين صنعوا مجدهم وثرواتهم بفضل العقول المصرية؟

إلى كل رجل أعمال مصري، غاب عنه الضمير، أليست مصر هي التي صنعت مجدك، وكان بنوا وطنك هم الترس الذي حققت من وراءه ثرواتك الطائلة، أفيقوا من غفلتكم وأيقظوا حسكم الوطني ولا تفرطوا في مصائر عمالتكم بالاستغناء عنهم، ولا تجوروا على أكل عيش البسطاء، فتندلع شرارة ثورة لا تبقي ولا تذر شيئا من ثرواتكم التي تحققت على أكتاف بني وطنكم الكادحين..

ألم تسمعوا نداء الرئيس إلى رجال الأعمال بأن يتحملوا مسئوليتهم الوطنية، وألا يستغنوا عن العاملين في الشركات والمصانع وألا يأكلوا حقوقهم؟..

أمركم متروك لعدالة الرئيس ومحكمة السماء.