الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كنائس مغلقة وقلوب مفتوحة


الرحلة الجميلة التى يحفظها الأطفال في الكنيسة منذ سنوات عمرهم الأولى والتى يرددون فيها "رحلة جميلة ويا يسوع فيها راح نشبع ونجوع فيها صائمين لكن فرحين نجرى من أسبوع لأسبوع"، كانت نهايتها أمس بحلول أحد السعف او الشعانين الذى يسبق أحد القيامة، وفيما بينهما أسبوع الآلام.
 
الأقباط الذين كانوا يذهبون إلى الكنيسة منذ الصباح الباكر وفي أيديهم سعف النخيل، بعد أن يقضى العديد منهم الليل في صنع أشكال جميلة ومبهجة، قضوا يومهم في المنزل استجابة لقرار القيادة الكنسية بتعليق الصلوات وكافة الأنشطة ضمن اجراءات الوقاية من فيروس كورنا الذى يعاني العالم كله من أثاره. 

فيروس كورونا اتهمه البعض بأنه رسالة غاضبة من الله إلى كل الناس وهو ما أدى إلى غلق الكنائس في وجوه الجميع في أقدس أيام السنة تلك التى ينتظرها الجميع بأشواق وروحانية ووعود مستمرة من الإنسان إلى خالقه بحياة جديدة وتأثر يبقى لفترات طويلة، بينما البعض لم يريد أن يُحمل الأمور أكثر مما ينبغى ويرون في الفيروس أنه مجرد خطر يهدد صحة الإنسان وحياته وأن الله غير مجرب بالشرور. 
 
وتأييدا للقرارات الكنسية العليا انتشرت الدعوات بين جموع الأقباط على صفحات التواصل الاجتماعي بالبقاء في المنزل والصلاة مع الأسرة حتى انتشرت عبارة "أسبوع الآلام السنة دي مش هنقضيه في بيت ربنا .. ربنا هو اللي هيقضيه في بيتنا" في ظل محاولات عديدة قام بها العديد من الأباء الأساقفة والكهنة اتطيب خاطر هؤلاء الذين اعتادوا أن يكونوا خلال هذه الفترة داخل الكنائس. 

وبعيدا عن التأويلات المصاحبة لفيروس كورونا وتسببه في غلق الكنائس وأنه غضب من الله يحل على الجميع فإن الأمر المؤكد هو ضرورة أن يعود كل إنسان إلى نفسه ليس بالطرق القديمة والتهديد والوعيد، وإنما بتلك المحبة التى يجب أن تقدم له وهو المنهج الذى اتبعه السيد المسيح نفسه حيث لم تكن له جماعة مختارة بل كان يهتم بالكل دون تمييز، الكنائس المغلقة حتما ستفتح يوما ورحلة الصوم الجميلة التى بدأت منذ اليوم الأول ستنتهي كما يريدها الأنقياء والبسطاء بفرح حقيقي، ولكن قبلها لابد أن تفتح القلوب لا لكى نستقبل الله  فقط ولكن لكى نستقبل بعضنا البعض كبشر، نحتمل اختلافنا وأخطاءنا وضعفنا ولا يتسلط شخص على آخر، وكما ذكر القديس يوحنا في رسالته الأولى "لأن من لا يحب اخاه الذي ابصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟!" .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط