EN
في ساعة متأخر من إحدى ليالي الحظر والحجر المنزلي، جلست فيروز الطفلة ذات الـ 5 أعوام تلملم أوراقها البيضاء الخالية مع مجموعة من ألوانها المفضلة، ظلت ترسم وتبحث عما بداخلها من موهبة فنية في الرسم لتخط بأناملها الصغيرة مجموعة مختلفة من اللوحات الطفولية البريئة التي مرت على أذهاننا جميعًا في سنوات عمرنا الأولى.. بحر وشمس وحيوانات وقلوب وغيرها من الرموز البسيطة التي يبدأ بها الطفل في بداية تعلمه الرسم .
لم تكن مجرد رسومات فرغت فيها الطفلة فيروز فراغها ومللها بالمنزل، بل كانت محاولة بريئة للمساعدة بثمن هذه الرسومات البسيطة للتبرع بها إلى أي مؤسسة خيرية تساهم في مواجهة كورونا، فربما بدأت تستوعب الوباء الذي يجتاح العالم ولا تستطع كبار الدول السيطرة عليه فشعرت بالخطر وقررت أن يكون لها دور طفولي برئ في مواجهة فيروس كورونا .
فيروز الطفلة ذات الـ 5 أعوام قدمت معرض أونلاين يضم 21 رسمة بخط يدها البسيط وألوانها على ذوقها الخاص الفريد، ثم علثتها على حائط في منزلها وساعدتها والدتها في إقامة معرض صغير أونلاين وعرض هذه الرسومات وبيعها بثمن 10 جنيهات للوحة الواحدة، وبعدها تقم الطفلة بالتبرع بالمبلغ إلى مؤسسة خيرية كي تشعر بدور بسيط قامت به من قلبها باستغلال موهبتها في أزمة كورونا.
القصة بدأت منذ أن قامت فيروز بتقليد لوحة رسمتها والدتها ، ولاحظت شغفها بالرسم والتلوين، فاقترحت عليها فكرة إقامة معرض صغير في المنزل ودعوة الأصدقاء والأقارب لقضاء يوم مميز ومشاهدة لوحات الطفلة فيروز، فما كان أمامها سوى أن تكرس جهودها خلال الأيام الماضية كي تستعد لاقامة أول معرض لها في سن الخامسة .
فيروس كورونا الذي تفشى بسرعة البرق منع فيروز و والجتها من إقامة المعرض في منزلها، ففكرت في فكرة أخرى بديلة وعرضت لوحاتها البريئة في معرض أونلاين لطيف ليشاهده الأصدقاء والمقربون الذين تحمسوا للفكرة وشجاعة الطفلة التي حملت هم هذا الفيروس على عاتقها وحاولت تقديم يد المساعدة في حدود سنها وإمكانياتها .
" الفكرة جاتلي لما عرفت ان صلاح جاهين عمل معرض لبنته في البيت عشان يشجعها وعجبتني الفكرة وشرحتها لفيروز وتحمست للفكرة وقررت تعمل معرض خاص بيها وبدأت ترسم وتستعد لمعرضها" .. هكذا روت صفاء صفوت والدة الطفلة فيروز عن بداية الفكرة التي قدمتها برفقة طفلتها ذات الخمس أعوام ونالت إعجاب الرواد على مواقع التواصل الإجتماعي .
21 لوحة بريئة كانت كفيلة بجعل الطفلة فيروز حديث السوشيال ميديا، التي بذلت جهدًا في حدود سنها الصغير كي تشعر بوجودها وقيمة موهبتها ومساعدة الغير، وبالفعل نجحت فكرة المعرض وتم بيع كل رسومات فيروز كما كان هناك طلبًا متكرر على بعض اللوحات فقررت الطفلة أن تعيد رسمها مرة أخرى.
" فيروز حبت الفكرة وهتكررها تاني ومع أطفال كتير عشان نعمل معرض أطفال أونلاين يخرج اقتهم وموهبتهم في حاجة مفيدة إيجابية" ، هذا ما أكدته والدة الطفلة فيروز صاحبة الفكرة والتي قررت ان تنقل فكرتها هي وطفلتها لكل الأمهات وتشجيعهن على تنمية مواهب أطفالهن بشكل مختلف في سن صغير.
