الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من حكايات الصالحين


لأهل ولاية الله تعالى قصص وحكايات لطيفة تحمل بين طياتها  معاني وكرامات ودلائل على محبة الله لهم وإنارته لبصائرهم  ولهذه القصص والحكايات أثر طيب على القلوب والأرواح ومن خلال هذا المقال سأذكر بعض منها،،حكاية عن العارف بالله ذي النون المصري رضي الله عنه في أحدى سياحاته في الله،،قال،بينما كنت أسير بين جبال أنطاكية بتركيا رأيت إمرأة شعثة الرأس وظاهرها الجنون فأقرأتها السلام على استحياء وأنا مار من أمامها فقلت لها ،،السلام عليكي ياأمة الله،

فردت وقالت،،وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ياذي النون يامصري،فتعجت لمعرفتها بي،فقلت لها أوتعرفينني،،قالت،،بلى ألست ذي النون المصري زاهد مصر،،قلت،،بلى،ولكن بما عرفتيني ولم ألتق بك من قبل،،قالت،،فتق الحبيب عزوجل بين قلبي وقلبك فعرفتك بسر إتصالك بالحبيب عز وجل ،ثم قالت أسألك مسألة ،فقلت لها سلي عما بدى لكي، قالت،،ما هو السخاء،،قلت لها ، البذل والعطاء،،قالت ذاك في  أمر الدنيا فما السخاء في الدين،،فقلت،،المسارعة إلى طاعة المحبوب عز وجل ومرضاته،،

قالت نعم ولكن إذا ماسارعت إلى مرضاته عزوجل أتنتظر منه تعالى شئ،،قلت لها بلى الحسنة بعشر كما وعد سبحانه ،،قالت يامصري ،، إن هذا عند المحبين قبيح فوالله إن لي عند ربي حاجة ومسألة منذ عشرون سنة وإني لأستحي منه أن أسأله إياها مخافة أن أكون كأجيرة السوء إن عملت طالبت بالأجر ثم مشت وتركتني،،عزيزي القارئ خلاصة هذه الحكاية،أن الله تعالى جعل في قلوب أولياءه نور وأنه سبحانه نزه إقبالهم عليه سبحانه وتعالى من خلال أعمال العبادات والطاعات وجعلها خالصة لوجه تعالى الكريم غير متطلعين إلا أجر وثواب ،وفي الحكاية أيضا إشارة إلي أن أهل الله تعالى أهل علم وفهم رباني وبصيرة ،،حكاية أخرى عن العارف بالله الأمير الزاهد إبراهيم إبن أدهم  رضي الله عنه عن مدي شوقه لربه عزوجل ومدي ما يعانيه من نيران الأشواق،،

قال،،أضر بي شوقي إلى المحبوب عز وجل فمنعي الطعام والشراب والنوم وكنت بصحن الكعبة المشرفة فتوجهت إلى ربي بالدعاء شاكيا حالي وما أعانيه من ألم ومرارة نيران أشواقي إليه سبحانه وتعالى فقلت ،،إلهي وسيدي ومولاي إن كنت قد أعطيت أحدا من أهل محبتك ما يسكن به شوقه ويبرد به قلبه فإعطني فقد أضر بي شوقي،،ثم نمت فرأيت في منامي كأن الله تعالى رفعني وأوقفني بين يديه وعاتبني قائلا سبحانه، أما تستحي مني يا إبن أدهم أن تسألني أن أسكن لك شوقك وأبرد لك قلبك وأنت تعلم أن شوق المحب لا يسكن وقلبه لا يبرد إلا عند لقاءه بمحبوبه وأني قد قدرت اللقاء في الآخرة وليس في ألدنيا،،فقلت،،إلهي وسيدي ومولاي لا تآخذني عما قلت فقد أضر بي شوقي وعلمني ما أقول،،فقال سبحانه ،،قل اللهم أرزقني الصبر على بلاءك والشكر على نعماءك والرضا بقضاءك،،

عزيزي القارئ خلاصة هذه القصة،أن الله تعالى أهل محبة ومعلوم أن ما من محب إلا وهو مشوق إلى محبوبه ومعلوم أن  للشوق نيران تشتعل في القلب وتحرق كل شئ يتعلق بالقلب وتؤلم صاحبها ،،ولكن في مقابل ذلك يقام العبد الصادق في محبته لربه تعالى ومولاه جل علاه في الآخرة على بساط أنس محبوبه ويتمتع بالنظر إلى وجهه الكريم،،اللهم أنر لنا القلوب  من أهل محبة وقربك ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم،،سبحانك تباركت في علاك.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط