الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا يشعل حرب تجسس بين الصين والولايات المتحدة.. اتهامات أمريكية لبكين بمحاولة قرصنة أبحاث حول علاجات للوباء.. مجموعات قرصنة مستقلة تستهدف البلدين.. ومختبر ووهان والصحة العالمية أبرز ضحايا الاختراق

صدى البلد

المؤسسات الطبية الأمريكية تتعرض لمحاولات اختراق إلكترونية غير مسبوقة
اتهامات للصين باستغلال شبكات تجارية لتجنيد جواسيس في أمريكا
تسريب 450 بريدا إلكترونيا وكلمات سر تابعة لمنظمة الصحة العالمية 
شركة صينية زودت مؤسسات أمريكية بطائرات رقابة مسيرة قابلة للاختراق 

اتهم مسئولون أمريكيون الصين بمحاولة سرقة الأبحاث الجارية للتوصل إلى علاج مضاد لفيروس كورونا، من خلال القرصنة الإلكترونية واختراق شبكات وحسابات مؤسسات طبية أمريكية.

وذكرت قناة "سي إن إن" الأمريكية أن عددًا من المستشفيات والمعامل وشركات الأدوية، بل ووزارة الصحة نفسها، تعرضت للاختراق الإلكتروني من جانب دول أجنبية ومجموعات إجرامية.

ونقلت القناة عن مسئول أمريكي مطلع أن "هناك دولتين فقط في العالم يمكنهما اختراق بيانات وزارة الصحة بهذه الطريقة، وهما روسيا والصين.

وأضافت القناة أنه بعد دراسة الموقف رجح المسئولون الأمريكيون المعنيون أن الصين بالتحديد هي التي تقف وراء محاولات الاختراق تلك.

وقال رئيس إدارة الأمن القومي بوزارة العدل الأمريكية جون ديميرس "إنها النتيجة المنطقية لكل ما نرى. كل دولة تولي أولوية كبرى للسبق في التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا، ليس لأهمية الهدف تجاريًا فحسب، وإنما لأن الدولة التي ستتوصل إلى علاج أولًا ستتمتع بنفوذ جيوسياسي كبير".

وأضافت القناة أن عمليات التجسس الإلكتروني الصينية ضد الولايات المتحدة تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ انتشار فيروس كورونا، حيث رصدت مجموعة الأمن الإلكتروني الأمريكية "فاير آي" الشهر الماضي واحدة من أكبر هجمات القرصنة الصينية خلال السنوات الأخيرة، نفذتها مجموعة قراصنة صينية مشهورة لدى المختصين باسم "APT41".

وفي حوار مع شبكة "فوكس نيوز" الامريكية الخميس الماضي، قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن "أهم تحد يواجه الولايات المتحدة الآن هو التأكد من أن لديها القدرات الكافية لحماية فضائها الإلكتروني من هجمات القرصنة الصينية".

وحذر رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية المتقاعد، دان هوفمان من أن الصينيين غالبًا ما يستخدمون منصات الشبكات التجارية مثل "لينكد إن" لتشكيل الاتصالات وتجنيد جواسيس.

ويذكر أن مسئولين شككوا في صفقة "تبرع" قامت بها شركة صينية تدعى "دي جيانج" لـ22 ولاية أمريكية مكونة من طائرات من دون طيار استخدمتها 43 وكالة لإنفاذ القانون لمراقبة مدى احترام تدابير التباعد الاجتماعي.

و"دي جيانج" هي شركة صينية، خاضعة لقانون الأمن القومي الصيني والأمن السيبراني. وهذا يعني أن الحزب الشيوعي الحاكم يصل إلى جميع بيانات منتوجاتها، بما في ذلك البيانات التي تم جمعها في الولايات المتحدة من قبل أشخاص أميركيين - على أنها" بيانات صينية ".

وكشفت مجموعة تحليل التهديدات التابعة لشركة "جوجل" أكثر من 10 محاولات من جانب "مجموعات مدعومة من دولة" لاستخدام كلمة Covid-19 في رسائل إلكترونية ملغمة ببرمجيات تجسس ومرسلة إلى مؤسسات طبية أمريكية.

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن زيادة ملحوظة في كثافة الهجمات الإلكترونية ورسائل البريد الإلكتروني الخبيثة التي يتلقاها العاملون بالمنظمة.

وأعلنت المنظمة الخميس الماضي أن الأسبوع الماضي وحده شهد تسريب 450 عنوان بريد إلكتروني وكلمات سر حسابات تابعة للمنظمة، فضلًا عن آلاف الحسابات المملوكة لأشخاص يشاركون في جهود مكافحة فيروس كورونا.

وبحسب قناة "الحرة"، أوضحت المنظمة أن صناديق البريد التي تمت قرصنتها تعود لموظفين متقاعدين ولشركاء للمنظمة، وليس لطاقم عملها الرئيسي المشغول بإدارة الأزمة.

وقالت المنظمة "عدد الهجمات السيبرانية بات الآن أكبر بخمس مرات من الرقم الذي واجهته المنظمة خلال الوقت ذاته من العام الماضي".

وتم تسريب معلومات دخول البريد الخاصة بموظفي منظمة الصحة عبر شبكة الإنترنت.

وتمت مشاركة المعلومات المقرصنة عبر تطبيقات إنستجرام وتويتر، وبالأخص على حسابات تابعة لداعمي اليمين المتطرف في معظمها.

وتعرض كل من الملياردير الأمريكي المتبرع لجهود مكافحة فيروس كورونا بيل جيتس وزوجته ميليندا جيتس كذلك للقرصنة، إلى جانب حسابات تابعة للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، والبنك الدولي، والمعاهد الوطنية للصحة.

ولم يتم تحديد هوية الجهة المسؤولة عن القرصنة، لكن مؤسسة "سايت" المتخصصة بمراقبة الهجمات اليمينية على الإنترنت قالت إن الأمر كان محاولات لمضايقة المؤسسات وللوصول إلى معلومات حساسة حول وباء كوفيد-19، كون الجهات المستهدفة مشمولة جميعها بنظريات مؤامرة حول أزمة كورونا في العالم.

من جانب آخر، تعرض مختبر ووهان للأبحاث "للقرصنة الإلكترونية"، وهو الذي ثار الجدل حوله مؤخرا بالتزامن مع نظريات المؤامرة التي تشير نحوه كمصدر لانتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم.

وكان معهد ووهان للعلوم الفيروسية بين أهداف القراصنة الذين استهدفوا صناديق البريد الإلكترونية لموظفي منظمة الصحة العالمية أيضا، وفقا لموقع "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

ويعتبر معهد ووهان، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، الجهة الوحيدة التي تملك مختبرا متخصصا بالأمن البيولوجي من المستوى الرابع في الصين، وهو المستوى الأعلى تماما لإجراء أبحاث حول أكثر مسببات الأمراض خطورة.