الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاطمة الزهراء.. تعرف على وصيتها و5 ألقاب لها من المفتي السابق

فاطمة الزهراء ..
فاطمة الزهراء .. تعرف على وصيتها و5 ألقاب لها من المفتي السا

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن السيدة فاطمة بنت سيدنا رسول الله ﷺ، سيدة نساء العالمين، البضعة النبوية، والجهة المصطفوية، أم أبيها، بنت سيد الخلق ﷺ أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وأم الحسنين، أمها السيدة خديجة بنت خويلد.  

وأضاف " جمعة" عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " أن الواقدي قال: " أنها ولدت والكعبة تبني، والنبي ﷺ ابن خمس وثلاثين سنة"، و مولدها قبل المبعث بقليل، وتزوجها الامام علي بن أبي طالب ، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر، وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد؛ فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب.  

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن السيدة فاطمة روت عن أبيها، وروى عنها ابنها الحسين، وعائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم، وروايتها في الكتب الستة، لافتًا: النبي ﷺ يحبها ويكرمها ويسر إليها ، ومناقبها غزيرة. ونبه المفتي السابق أن السيدة فاطمة كانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله، وقد غضب لها النبي ﷺ لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل، فقال ﷺ: " والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها " فترك علي الخطبة رعاية لها؛ فما تزوج عليها ولا تسرى. 

فلما توفيت تزوج وتسرى، رضي الله عنهما. وواصل الدكتور على جمعة أنه لما انتقل النبي ﷺ حزنت عليه، وبكته، وقالت: يا أبتاه ! إلى جبريل ننعاه ! يا أبتاه ! أجاب ربا دعاه ! يا أبتاه ! جنة الفردوس مأواه ! وقالت بعد دفنه: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله ﷺ !، وقد قال لها في مرضه: إني مقبوض في مرضي هذا؛ فبكت.  

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أخبرها أنها أول أهله لحوقا به، وأنها سيدة نساء هذه الامة؛ فضحكت، وكتمت ذلك، فلما انتقل ﷺ، سألتها السيدة عائشة؛ فحدثتها بما أسر إليها، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله ﷺ، فقام إليها -ﷺ- وقال: " مرحبا بابنتي ". 

وأشار المفتي السابق إلى أنها توفيت بعد النبي ﷺ بخمسة أشهر، أو نحوها، وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة، وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعا وعشرين سنة، والاول أصح، مبينًا: كانت أصغر من السيدة زينب زوجة أبي العاص بن الربيع ، ومن السيدة رقية زوجة عثمان بن عفان. وأردف أن نسب النبي ﷺ انقطع إلا من قِبل السيدة فاطمة ؛ لان أمامة بنت زينب، التي كان النبي ﷺ يحملها في صلاته ، تزوجت بعلي ابن أبي طالب، ثم من بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي ، فجاءها منه أولاد. وانقرض عقب زينب. 

وذكر أنه صح أن النبي ﷺ جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء، وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "، مستشهدًا بما روى عن أبي هريرة: نظر النبي ﷺ إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: " أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم ". رواه الحاكم في " المستدرك ". وألمح أنه فيه من طريق أبان بن تغلب، عن أبي بشر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: قال رسول الله ﷺ :" لا يبغضنا أهل البيت أحد، إلا أدخله الله النار "، و عن حذيفة: قال النبي ﷺ: " نزل ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ". 

وروي من وجه آخر عن المنهال، رواهما الحاكم، و عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: " أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ". واستدل بما روى عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال: خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام، فاستشار النبي ﷺ فقال: " أعن حسبها تسألني " ؟ قال علي: قد أعلم ما حسبها، ولكن أتأمرني بها ؟ فقال: " لا، فاطمة مضغة مني، ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع " قال: لا آتي شيئا تكرهه. وأفاد أن كان لها من البنات: أم كلثوم، زوجة عمر بن الخطاب ; وزينب، زوجة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. عن عكرمة، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية ".  

وأبان أنه عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله ﷺ من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به. الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: عاشت فاطمة بعد النبي ﷺ ستة أشهر، ودفنت ليلا.  

وتابع: قال الواقدي: هذا أثبت الاقاويل عندنا، قال: وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها، هو وعلي والفضل، وقال سعد بن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا، وعن أبي جعفر الباقر: أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة. 

ونوه عضو هيئة كبار العلماء: ولدت وقريش تبني الكعبة، وكانت وصية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها أن تدفن ليلًا ويعفي قبرها ، وحملت الزهراء - رضي الله عنها- إلى مثواها الأخير، في نعش صنعته لها أسماء بنت عميس - رضي الله عنها- بمواصفات خاصة، وذلك لشدة حيائها -رضي الله عنها- فقد استقبحت أن تحمل على الآلة الخشبية ويطرح عليها الثوب فيصفها، فكان نعشها عبارة عن سرير شدت جرائد النخيل على قوائمه، ثم غطي بثوب؛ فكانت السيدة فاطمة أول من حملت في نعش. 

 واستشهد بما روى عن أنس: أن رسول الله ﷺ كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر، إذا خرج لصلاة الفجر يقول: " الصلاة يا أهل بيت محمد، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}". وذكر أنه من أسماء وألقاب السيدة فاطمة الزهراء : "فاطمة" : أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقي أنه ﷺ قال : "يا فاطمة لِمَ سميت فاطمة ؟ قال علي : لِمَ سميت فاطمة يا رسول الله ؟ قال : إن الله قد فطمها وذريتها من النار " [الصواعق المحرقة]، روى الديلمي عن أبي هريرة: "إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار"[كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال]، قال محب الدين الطبري : " إن الله فطمها وولدها عن النار" [ذخائر العقبي]. 

وتابع : ثانيًا: الزهراء : يقال : بأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة ، وكانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء. وهناك قول : أن سيدنا محمد ﷺ هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة. وواصل : ثالثًا: البتول : تعددت الأقوال حول هذه التسمية، منها:-ذكر الإمام النووي : قال العلماء : التبتل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعا إلى عبادة الله ،وأصل التبتل القطع ومنه مريم البتول وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلا ورغبة فى الآخرة . وقال الطبرى : التبتل هو ترك لذات الدنيا وشهواتها والانقطاع إلى الله تعالى بالتفرغ لعبادته. [شرح النووي على مسلم]، و قال الإمام ابن حجر العسقلاني : وقيل لفاطمة البتول أما لانقطاعها عن الأزواج غير علي ،أو لانقطاعها عن نظرائها في الحسن والشرف[فتح الباري]. 

وأكمل: رابعًا: الحوراء الأدمية : لقوله ﷺ : "ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث..."، وخامسًا: أم الأئمة: ذكر أبو الفرج الأصفهاني : "وكانت أول هاشمية تزوجها هاشمي وهي أم سائر ولد أبي طالب .. ". [الأغاني]. واختتم الدكتور على جمعة بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " إذا كان يومُ القيامةِ قيل : يا أهلَ الجمعِ غُضُّوا أبصارَكم حتى تمرَّ فاطمةُ بنتُ محمدٍ ،فتمرَّ وعليها رَيْطَتان خضراوان". (الطبرانى فى الأوسط ، والحاكم ، وأبو نعيم فى فضائل الصحابة عن على) ( "ريطتان" : مثنى رَيْطة : وهى ملاءة كلها نسج واحد).