الخوف على المقربين من الإصابة بالعدوى غريزة طبيعية في البشر منذ القدم، يعزل الشخص المريض نفسه ويبتعد عن المقربين منه خوفا من تسببه في إلحاق الضرر بهم، وهذا ما يحدث حاليا في العالم من عزلة وتباعد إجتماعي بسبب المخاوف المتعلقة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ولكن العزلة وإجراءات الحجر الصحي - وهي العزلة حتى انتهاء حضانة المرض - ليست عادة جديدة، بل يرجع عمرها إلى مئات السنين التي ضرب البشر خلالها عشرات الأمراض والأوبئة منها المعدي والأشد فتكا بالإنسان.
كهوف المملكة العربية السعودية وثقت أول شخص قام بإجراءات الحجر الصحي على أراضيها، وترجع إلى 2500 عاما مضى، حين مكث شخص يدعى ثعلبة بن حبيب الثمودي في أحد مغارات جبال تبوك، والذي تأكد حينها من إصابته بمرض معدي فمكث في الجبل ليقي قومه من إصابتهم بالعدوى.
قضى ثعلبة أيامه في الغار يوثق فيها تجربته مع المرض والفكرة التي اتبعها لعزل نفسه والأعراض الذي شعر بها، وفقا لما عرض بتقرير أذاعته (الإخبارية) ولكن لم يكتب إن كان قد شفي أم لا أو حقيقة عودته إلى أهله معافى.
يبدو أن هذا الغار كان ملتقى قومه، حيث تواجد على جدران هذا الغار العديد من النقوش، مما يدل على معرفة العرب القدامى بفكرة الحجر الصحي خلال فترة انتشار الأمراض والأوبئة.