قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نادية مصطفى تكتب: حكم الصلاة من أجل الإنسانية


عندما ظهرت دعوة إلى الصلاة من أجل الإنسانية ليرفع الله الوباء والبلاء عن أهل الأرض جميعا خرجت علينا بعض الأصوات كعادتهم يبدعون الدعوة ويثبطون الهمم عن الصلاة ليصرفوا الناس عنها ولذا وجب علينا من منطلق واجبنا المنوط بنا ببيان وجه الحق للناس وإظهار العلم الصحيح النافع للناس وأن نبين الحكم في هذه الدعوة وهذه الصلاة

والواضح ان الخلل عند هؤلاء في مفهومهم عن البدعة وهو الذى سبب لهم هذا ، تصرفوا كل المستحقات إلى البدعة السيئة ولم يلتفتوا إلى البدعة الحسنة ، التي هى جزء لا يتجزأ من تاريخ الإسلام؛ قال الإمام الشافعي رحمه الله-البدعة :بدعتان :بدعة محمودة وبدعة مذمومة ، فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم "واحتج بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"نعمت البدعة هذه".
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 113/9.
وورد في قواعد الإحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام الجزء الثاني :"تنقسم البدعة إلى بدعة واجبة ، وبدعة محرمة ، وبدعة مندوبة ، وبدعة مكروهة ، وبدعة مباحة ، والطريق فى معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت فى قواعد الإيجاب فهي واجبة ، وإن دخلت فى قواعد التحريم فهي محرمة ، وإن دخلت فى قواعد المندوب فهي مندوبة ، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة، وإن دخلت فى قواعد المباح فهي مباحة ".
لذلك وبناء على أقوال العلماء فلابد وأن تكون البدعة لها أصل فى الشرع وفى السنن النبوية فتكون فرعا من أصل حتى تكون من قبيل السنة الحسنة ، ولو طبقنا ذلك على دعوة الصلاة من أجل الإنسانية والتي وجدت ترحيبا من رموز الأديان في العالم لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان فهي صلاة من أجل رفع الوباء لعلمنا مدى صحة هذه الدعوة وأنها دعوة محمودة حيث يوجد فى السنة النبوية الأصل الذى نقيس عليه وهو صلاته صلى الله عليه وسلم بالناس يوم أن خسفت الشمس يوم وفاة سيدنا إبراهيم .
لذلك فقول النبي صلى الله عليه وسلم" كل بدعة ضلالة "من قبيل العام المخصوص ،يخصصه قول النبي صلى الله عليه وسلم فى حديث آخر الا وهوقوله صلى الله عليه وسلم:"من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سن فى الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من وزرهم شئ"رواه مسلم .
وأيضًا يخصصه فعل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فأبوبكر الصديق -قد جمع القرآن وسماه مصحفا ، وعمر جمع الناس على صلاة التراويح على إمام واحد وقال :"نعمت البدعة هذه"، وعثمان أمر بالاذان الثانى لصلاة الجمعة ، وعلى أمر بتنقيط المصحف وتشكيله حفاظا عليه من اللحن .
وأيضًا يخصصه اجتهاد العلماء وارائهم كما بينت سابقا ويكفى قول حجة الإسلام الإمام الغزالي فى الإحياء:"كم من محدث حسن".
ثانيًا: هناك من يقول بأن الصلاة من أجل رفع الوباء لا تجوز ، وتلك دعوة لا أصل لها ولا سند يستندون عليه فهم فقط يعتمدون على رفع أصواتهم وقد أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن دعوتهم بعدم جواز الصلاة لرفع الوباء وأتى بالدليل القاطع ما يدل على جواز تلك الصلاة حيث جاء الرد كالآتي:
( جاء الشرع الشريف للحفاظ على حياة الإنسان وعمارة الأرض، لذا من فضل الله ورحمته أن شرع للمسلمين الصلاة والدعاء لرفع البلاء والوباء .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :"إن الشمس والقمر أيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا "متفق عليه.
فمن هديه وسنته صلى الله عليه وسلم القنوت فى الصلاة عند النوازل العارضة التي تحل بعموم المسلمين وذلك كانتشار الأوبئة والأمراض وحدوث المجاعات .
قال الإمام النووي رحمه الله :"الصحيح المشهور أنه نزلت نازلة كعدو وقحط ووباء وعطش ظاهر فى المسلمين ونحو ذلك قنتوا فى جميع الصلوات المكتوبة "شرح النووي على مسلم ( 176/5
وقال رحمه الله أيضًا : "قوله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة "وفى رواية:" فصلوا حتى يفرج الله عنكم "معناه: بادروا بالصلاة وأسرعوا إليها حتى يزول عنكم هذا العارض الذي يخاف كونه مقدمة عذاب " شرح النووي 203/6
ويقول الحافظ بن حجر-رحمه الله -:"قال الطيبي :أمروا باستدفاع البلاء بالذكر والدعاء والصلاة والصدقة"فتح البارى 531/2



لذلك فالفزع إلى الصلاة في جماعة عند وقوع البلاء من سنة الأنبياء والأولياء الأصفياء، بشرط أن تكون الصلاة بشروطها وكيفيتها وهذا ما ذهب إليه الحنفية ورواية عند الحنابلة باستحباب الصلاة عند الآيات والفزع والزلزلة الدائمة وعند الجمهور إجازة تلك الصلاة منفردا ( بدائع الصنائع للكاسانى)
ثالثًا : ما يمكن أن نرد عليكم به هو أن اول من رحب وأيد الدعوة ودعا الناس إلى قبولها هو فضيلة الإمام الاكبر شيخ الأزهر الجليل وامام المسلمين وعلينا ان نقتدي به وهو فى أعيننا منارة للعلوم ، وشمسا يشع نورها على كل البلاد والأعلام ،ولا يصدر عن فضيلته إلا كل ما يوافق أصل الدين ، ويأت للإنسانية بكل خير .