الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يدخل بتركيا في الحائط


جاء الرد من جانب وزارة الخارجية التركية على البيان الخماسي، الذي أصدرته كل من مصر وفرنسا والإمارات وقبرص واليونان ليؤكد مجددًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اختار أن يستعدي العالم كله بسياساته الشاذة، والتي لا تستند إلى أي منطق ، سوى السير وراء أوهام الخلافة، والهيمنة والتمدد على الطريقة الإيرانية الفاشلة.


لذلك جاء رد الخارجية التركية، مخيبا للآمال ليس فقط لتهجمه البذىء على مصر والإمارات وباقي الدول المشاركة، ولكن للنبرة الاستعلائية والحدة التي ترد بها وزارة الخارجية التركية، وفوق منها أردوغان نفسه على الانتقادات التي توجه إليه.


للأسف خسر أردوغان كل ما قدمه لتركيا في أوائل الألفية، وقبل العشر سنوات الاخيرة، بعدما ودع سياسة التعاون مع باقي الدول والتركيز في الشأن التركي الخاص، والعمل على نهضة الأتراك والتصدي لمشاكل تركيا وبدأ يسير وراء أحلامه الغابرة، رغم أن البعض وقبل 10 سنوات من الآن، كان يرى التجربة التركية نموذجا للدول النامية في الصعود وتجاوز سنوات الترنح الاقتصادي، وكان آنذاك الاقتصاد التركي واحدًا من أفضل الاقتصادات الناشئة في العالم.


الآن تغير كل شىء تمامًا، وأصبحت تركيا تغط في آلام اقتصادية مروعة، وليس أكثر دلالة من انهيار الليرة التركية في مواجهة الدولار إلى حد غير متصور وارتفاع نسبة التضخم.


المثير في سياسة أردوغان، أنه جعل من النظام التركي عدوًا للعالم بأسره، فقد دخل في معركة فاشلة مع الولايات المتحدة الأمريكية في صفقة صواريخ باتريوت، والمفاضلة بينها وبين الصواريخ الروسية إس 400، وخسر بالطبع واشنطن وترامب، والذي هدده بفرض عقوبات على أنقرة، قبل أن تقوم قيامة كورونا، كما وقع في معارك عنيفة مع الاتحاد الأوروبي، وليس أدل مثلا على ذلك، عندما فتح حدود بلاده لتدفق اللاجئين السوريين إلى اليونان، بعدما رفض الاتحاد الأوروبي، مساندة سياسته العرجاء في سوريا، وبعد الاتحاد الاوروبي وقع في مصيبة استراتيجية  مع موسكو في سوريا، وذهب يسترضي بوتين، وسخر منه بوتين في الفيديو الشهير الذي جعله ينتظر في مكتبه ويشاهده العالم في انتظار الأوامر، للدخول على الدب الروسي وتعمد بوتين ذلك ليكسر أنفه ويعيده إلى حجمه.


المأساة أنه بعد الصدام التركي مع الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا والاتحاد الاوروبي، اختلق أردوغان وبعناد مذهل سياسة حمقاء مع مختلف الدول العربية، وتكاد تكون علاقاته المتدهورة مع السعودية والإمارات وقبلهما مصر، بسبب مساندته لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وسياساته الهمجية في ليبيا، أبرز مثال على أن أردوغان يدخل بالدولة التركية في الحائط ويعادي الجميع. الشعب التركي الآن، لا يمكنه السفر بسهولة إلى أماكن كثيرة في العالم، فقد حولهم أردوغان إلى إرهابيين ومرتزقة وقنابل تثير التوجس نتيجة سياساته الحمقاء.


ثم ماذا كسب؟ للأسف لا شىء، إن جنوده يتساقطون في سوريا ولم يحقق شيئا! واقتصاده ينهار بشهادة مختلف المؤسسات الدولية ولم يحقق شيئا! وتورطه في ليبيا جعله ينغمس في مستنقع صعب الخروج منه ولم يحقق للحظة شيئا.


سياسة غريبة، تجعل من الطبيعي القول، إن أعدى أعداء أردوغان، ولو فكروا بتوريطه في فخاخ، لم يكن بإمكانهم أن يفعلوا أكثر مما فعله بنفسه.


والمؤكد أن أردوغان، سيسخر الانتخابات القادمة، فلقد وصل السيل الزبي داخل صدور الأتراك، كما أنه لطخ تاريخه كله بالوحل، في اليوم الذي ابتعد فيه عن تركيا ومشاكلها وقضاياها، وأعاده الحنين لأصله المذهبي الايديولوجي التابع لجماعة الإخوان الارهابية وقرر الدفاع عنهم، فسقطوا وسقط معهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط