الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيخ الأزهر: أقبلوا على الله بصدق النوايا فالأزمة «ليس لها من دون الله كاشفة»

شيخ الأزهر: أقبلوا
شيخ الأزهر: أقبلوا على الله بصدق النوايا

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن العالم أجمع يعيش تحت أزمة عاتية وجائحة قاسية أناخت بساحتِه لأوَّلِ مرَّةٍ في تاريخِنا الحديثِ، منوها أن دعوة الصلاة من اجل الإنسانية هي دعوة مخلصةُ للتوجه لمن بيده ملكوتُ كلِّ شيء، والتضرُّع إليه، بالصَّلاةِ والدُّعاءِ والإنابةِ إليه واللجوء إلى حولِه وقوَّتِه، من أجلِ أن يعجل كشفَ هذه الغمة عن عبادِه، وأن يعافيهم من عواقبِها وتداعياتها، وأن يَشفي المرضى ويرحم الموتى بفضله ومَنِّه ورحمته.

ودعا شيخ الأزهر في كلمته، في يوم الصلاة من أجل الإنسانية، العالم -للتوجه إلى العلي القدير، والتقرب إليه بالعبادة والدعاء، فإننا -في الوقت نفسه- نستحث في البشرية جمعاء هذه الواشجة الجامعة واللُّحمة المشتركة بين أبنائها، ألا وهي لُحمة الأخوة الإنسانية، من أجل استعادة اكتشاف قيم العدل والسلام والتعايش والمساواة بين البشر جميعًا..

وأكد ان كل ذلك يكون باحترام بالغ لخصوصيات العقائد والأديان والشعائر، ومع الإيمان التام بأهمية العلم وتقدير جهود الباحثين والعلماء، والثناء العاطر على كفاحهم في مواصلة البحث عن علاج ناجع لإنقاذ البشرية من هذا الوباء.

وتابع: علينا أن نجعل من هذا اليوم ذكرى محفورة في تاريخ البشرية نستعيدها كل عام، لننطلقَ منها نحو عالم تسوده المودة وتعلو فيه ثقافة الاختلاف والتنوع، وتختفي فيه نزعات العُنصرية والتعصُّب وكراهية الآخر، وتصنيف الناس في طبقات متفاوتة على أساسٍ من اللَّون والعقائد والأجناس والفقر والغنى.

ودعا بأن يكوُن هذا التاريخُ الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح على طريقٍ جديدٍ مملوءٍ بالحبِّ والاحتِرام، وتعاون الإنسان مع أخيه الإنسان في مشهدٍ تتَحوَّلُ فيه المحنةُ إلى منحةٍ -بإذن الله-ويحل التكافل والتعاون محل القطيعة والعدوان، ليكن تاريخًا شاهدًا على عزمنا وتصميمنا على وقف الحروب وسفك الدماء، ليكن تاريخًا نحتفل فيه بزوال آلامِ اللاجئينَ والمُهجَّرينَ وضحايا النزاعاتِ، والمظلومين والمُغتصبة بلادُهم وأراضيهم وأوطانهم ومُقدَّراتهم، ليكن الرابع عشر من مايو تاريخا لعالم جديد تعلو فيه صناعة السلام على صناعة السلاح، ويُبرهِنُ على قُدرتنا على خلق بيئةٍ مُشتركةٍ نعيشُ فيها جميعًا إخوةً مُتحابِّين.

وقدم شيخ الأزهر، كلَّ فردٍ من أفرادِ الطواقمِ الطبيَّةِ، وكل عالِمٍ وعالِمةٍ، وباحث وباحثة عن علاج يدفع عنا غائلة هذا الوباء، وأشكر كلَّ صاحبِ مبادرةٍ، أو مشروعٍ إنسانيٍّ، فردًا كان أو مُؤسَّسةً، يكافح في هذه المعركة وأدعو الله أن يُوفِّقَهم وأن يَجعَلَهُم ذُخرًا للإنسانيَّة جمعاء.
وقال إنه آن الأوانُ -أيها الإخوة والأخوات- أن نُقبِلَ على الله -عزَّ وجلَّ- بإخلاصِ النَّوايا وصِدْقِ المقاصِد، وليَرَى الله مِنَّا نوايا صادقة، وقُلوبًا صافيةً نقيَّةً مُقبِلةً عليه فإنه: ﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾:

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا