الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سفير الصين بالقاهرة يكتب: مساهمات منظمة شانغهاي تتواصل لمكافحة «كورونا»

السفير الصينى فى
السفير الصينى فى القاهرة السيد لياو لي تشيانغ

بقلم سعادة السفير الصيني بالقاهرة السيد لياو لي تشيانغ:


في يوم 13 مايو الجاري، عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة شانغهاي للتعاون اجتماعا افتراضيا عبر الفيديو كونفرانس، حيث أجرى مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني السيد وانغ يي ووزراء خارجية الدول الأعضاء الأخرى مناقشات معمقة حول سبل تعزيز التعاون الدولي لمكافحة كوفيد-19 والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وغيرها، كما أقر الاجتماع بـ"البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة شانغهاي للتعاون بشأن مواجهة تفشي كوفيد-19". هنا أنا أود أن أشارك مع الأصدقاء المصريين النتائج المهمة التي تم التوصل إليها خلال هذا الاجتماع.


في الوقت الراهن، يجتاح تفشي كوفيد-19 جميع أنحاء العالم، وهذا يمثل تهديدا خطيرا على صحة وسلامة أبناء شعوب العالم، ويشكل ضغوطا متزايدة على التنمية الإقتصادية العالمية. في هذا السياق، طرح مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني السيد وانغ يي في خطابه أمام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة شانغهاي للتعاون "الأربع دعوات" التالية:


أولا: الدعوة إلى التضامن والتعاون في الحرب العالمية ضد كوفيد-19، الآن لا يوجد أي شيء أكثر أهمية من حماية الأرواح البشرية، ولا يوجد شيء أكثر إلحاحًا من التضامن والتعاون بين دول العالم. فيجب على دول العالم تجاوز الخلافات، والتركيز على تضافر الجهود لمكافحة كوفيد-19، دون تسييس موضوع كوفيد-19 ووصم بلد معين به. إن الصين على استعداد تام لمواصلة تقديم الدعم والمساندة بقدر الاستطاعة لدول العالم وتبادل المعلومات والخبرات معها وتعزيز التعاون الدولي لتطوير العقار واللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، من أجل حماية الصحة العامة في العالم.


ثانيا: الدعوة إلي التعاون الأمني، والعمل سويًا على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. يجب على الدول الأعضاء مواصلة تطبيق مفهوم "الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام"، وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع وتعميق نطاق التعاون الأمني بينها، بما يصون الأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي لها.


ثالثا: الدعوة إلى التعاون العملي القائم على المنفعة المتبادلة، من أجل تحقيق التنمية المشتركة. على خلفية تفشي كوفيد-19 في العالم كله، يجب على دول العالم تعزيز تنسيق السياسات واعتماد أساليب أكثر مرونة للمضي قدمًا في تعزيز التعاون العملي في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، بهدف تقليل تداعيات كوفيد-19 على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول العالم إلى الحد الأدنى.


رابعا: الدعوة إلى التعددية والدفاع عن النظام الدولي متعدد الأطراف. يجب على دول العالم رفع راية التعددية، والحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعم منظمة الصحة العالمية لأداء دورها القيادي في مكافحة كوفيد-19 على الصعيد العالمي، ومعارضة بحزم الأحادية التي تسعى وراء المصلحة الذاتية على حساب الآخرين وتلحق ضررا شديدا بالعدالة الدولية.


في ظل تفشي كوفيد-19 في العالم كله، يكتسب اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة شانغهاي للتعاون أهمية خاصة، والذي يعكس الرغبة المخلصة والعزيمة الراسخة للدول الأعضاء على تضافر الجهود المشتركة مع جميع دول العالم للتغلب على كوفيد-19 في أسرع وقت ممكن. وإن الصين تحرص على العمل سويا مع الدول الأعضاء الأخرى للمنظمة على تعميق التضامن والتعاون، من أجل تقديم مساهماتها في حماية الصحة العامة العالمية، انطلاقا من إيمانها بمفهوم "المجتمع ذو المستقبل المشترك للبشرية".


منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد، تتضامن وتتعاون وتتكاتف الصين ومصر حكومة وشعبا لمواجهته، الأمر الذي ضرب مثالا نموذجيا للتعاون بين الدول لمكافحة الفيروس. في مطلع شهر مارس الماضي، قامت وزيرة الصحة والسكان المصرية الدكتورة هالة زايد بزيارة الصين لنقل رسالة التضامن والهدية من الشعب المصري إلى الشعب الصيني، تزامنا مع إضاءة المعالم الأثرية المصرية الثلاثة (قلعة صلاح الدين بالقاهرة ومعبد الكرنك بالأقصر ومعبد فيلة بأسوان) بألوان العلم الصيني، مما أثبت عمق الصداقة الأخوية بين البلدين. ردا للجميل، قدمت الصين أيضا دفعات من المستلزمات الطبية والوقائية لدعم الجهود المصرية في مكافحة كوفيد-19، واثقة أن الشعب المصري سيتغلب على الفيروس في أقرب وقت ممكن، تحت القيادة الحكيمة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.


يصادف يوم 30 مايو الجاري الذكرى الـ64 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية. استعراضا للماضي، نجد أن الصين ومصر اشتركتا دائما في السراء والضراء. استشرافا للمستقبل، نرى أن آفاق التعاون بينهما ستكون أرحب. فإننا على يقين أن الصين ومصر تقدران على تحقيق مزيد من الإنجازات التي تعود بالخير على الشعبين وتقديم مزيد من الإسهامات في تعزيز التنمية المشتركة لدول العالم جمعاء، باعتبارهما من أقدم الحضارات في العالم.