الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فزورة «فلانتينو»!


تحمست لمشاهدة حلقات "فلانتينو" خصوصا بعد معرفتى بالسر وراء استبعاد العمل ومنعه من العرض العام الماضى .. وقادنى الفضول لمتابعة آخر إنتاج للزعيم عادل إمام وما يمكن أن يضيفه إلى تاريخه ونحن نحتفل بعيد ميلاده الـ ٨٠، ومن اسم العمل توقعت أن تدور الأحداث فى فلك شخص البطل ومغامراته وعالمه الخاص .. وكنت أتمنى أن يخيب ظنى بمجرد أن وقعت العين على موقع الحدث لأجد لافتة "مدارس فلانتينو" .. وتساءلت فى تعجب ودهشة : كيف غابت تلك الفكرة وهذا المحور عن ذكاء وخبرة زعيم الشاشة؟!.

إن قماشة هذه التيمة غنية بالتفاصيل والمواقف الإنسانية والقيم التربوية التى يمكن تسليط الضوء عليها وتفنيد مشاكلها الاجتماعية بما يصحح الكثير من الأوضاع وينير الطريق نحو الإصلاح والتعليم السليم .. وما طرحه العمل منذ أول حلقة هو أن البطل وزوجته يملكان عدة مدارس بحكم تجاربهما المخضرمة فى مجال التربية والتعليم، وهذا مدخل منطقى لبناء درامى محكم يتناول العقبات وأنماطا بشرية وأسرية متنوعة فى محيط كل مدرسة على حدة وأسلوب إدارة "فلانتينو" فى التعامل مع هذه النماذج وحل أزماتها .. ولكننا اصطدمنا فى رأسنا بسيناريو فقد بوصلته منذ أول لحظة وتاهت قيادته فى مشاهد وحكايات هامشية لا علاقة لها بجوهر عنوان القصة .. وتورطت رؤية رامى إمام الإخراجية فى الخضوع لسيناريو أيمن بهجت قمر دون إضافة أو معالجة فنية لثغراته وضعف بنيته الدرامية .. واستسلم الزعيم لأهواء أبنائه من صناع العمل لتخرج الأحداث خاوية من التصاعد والتشابك والتطور وتغرق أكثر فى الملل والرتابة وغياب القيمة أو الرسالة فى أى خط مرسوم أو أى شخصية مكتوبة على الورق!.

لم أفهم لماذا يضحى فريق العمل بفكرة ذهبية يمكن من خلالها ميلاد عمل فنى متكامل العناصر عن أبرز ما تعانيه منظومة التربية والتعليم من تراجع وانهيار على عدة مستويات فى مقابل مجموعة من الإسكتشات لاترقى إلى درجة الهواة وتسحب كثيرا من رصيد نجم كبير كالزعيم، وشاعر موهوب ومتفوق ضل طريقه إلى الكتابة التليفزيونية بعد أن كان جالسا فوق عرش "كلمات التتر"!.

- لقد ذبلت شجرة "فلانتينو" قبل أن تُزرع وفرطت فى أن يتفرع منها شخصيات ومواقف تنطق بالحياة والنضج الفنى والعمق الإنسانى .. ولم تشرب هذه الشجرة الجافة من تجربة "عوالم خفية" فى ٢٠١٨ التى فجرت أكثر من قضية على مدار ٣٠ حلقة وصنعت تفاعلا كيميائيا مع المتفرج الذى فتحت شهيته لمزيد من الحقائق والأفكار ..

 وعقب مشاهدة سقوط "فلانتينو" راسبا فى الاختبار الأخير أتحسر على "فلانتينو" الذى حُرمنا منه العام الماضى، وكان يحمل إلينا مفاجآته المدوية الأكثر خيالا وخصوبة .. ولك يا عزيزى القارئ مطلق الحرية والجرأة أيضا فى البحث عن حل الفزورة، وجائزتك محفوظة إذا علمت من هو "فلانتينو" العملاق المحظور فى ٢٠١٩؟! .. وكيف ظهر لنا "فلانتينو" ٢٠٢٠ فأرا صغيرا تمخض عنه "جبل الزعيم"؟؟!!


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط