الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ضحى بركات تكتب: فى رحاب آية.. «اسجدوا تكرموا»

صدى البلد

 



ما أجمل آيات القرآن .وما أجمل تدبر معانيها ورغم ذلك ليس كل منا يقف لهذا التدبر وليس كل من  يقف للتدبر  يمن الله عليه بفقه الآية وجمال تذوقها واستحسان معناها ...فهذه نفحات لاتمنح إلا بطول الوقوف على باب الرب والرضا  بالصبر والإلحاح فى الطلب   أغلب المسلمين يقرأ القرآن.وكثير يتلوه على مر العام من ختمة لفاتحة ..وعدد أقل يحفظون القران وأقل القليل يفقهون القرآن. .ومن فضل الله وعدله جعل لكل درجته فكل فئة من هؤلاء ترجو الله و تجتهد لتصل إلى حب الله وتتمنى الحياة لحظات من العمر فى ملكوت الله  ..لحظات فى العمر تعدل لذتها  لذات العمر كله وتفوق ..إنها لحظات فى معية الله ..ومن يتلو القرآن يفهم ذلك جيدا لأنه بلاشك عاشه كثيرا فى رحلاته مع الآيات حين تطرق باب القلب آية  ما  فيستلذها ويكررها لتفتح له بابا من الهيام فى حب الله وذكر الله فيسكب الدمع فى حضرة الله وصحبة الله وحب الله  ..آية ربما قرأها مئات 
  المرات فمرت عليه دون حياة ولكن فى مرة ما يشاء الله أن تعرف بعض من جلاله وتستمتع بمعيته وترى جماله فى جمال كلامه  ..لذلك  كان القرآن هو الكتاب الوحيد الذى لايمل قارئه 
 من تكرار القراءة بل كلما زاد التكرار زادت المتعة وعلا الهيام والشغف للتكرارليحيا مرارا مع كثير من الآيات يكررها ويفهمها فتزيده إيمانا بالله وثباتا فى الله ويمتلىء يقينا بأن القرآن كلام الله فيوقن أنه أدرك  الحق المبين وأنه  يقف على الصراط المستقيم  .جمبلة لذة العبادة ورائع 
حب الله  والإخلاص فيه وجميل طعم اليقين  ولذته ليس كمثلها لذة ..لذة لو عرفها الملوك لقاتلوا للحصول عليها ولكنها نفحات أناس أحبهم الله وأحبوه ليس لمال جمعوه بفضله ولانسب انتموا إليه بنعمته ولكن بإخلاص فى قلوبهم وتقوى فى صدورهم جعلتهم عنده من المكرمين "إن أكرمكم عند الله أتقاكم "..ومن سيل الآيات استوقفنى قوله تعالى فى سورة الحج ..
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ۩ ....يالله حقا  "سجودك لله عزة وكرامة وخضوعك لغيره ذلة ومهانة " الحمد لله على  نعمة الكرامة أن اختارنا من أمة الإسلام لنسجد بين يديه بجباهنا فترقى فى رحاب جلاله أرواحنا ونحيا سعادة الإيمان وحب الرحمن ويقين القلوب.. والله إنها حياة  الجنان ..حياة لايحياها ولا يفهمها إلا من عاشها ...لذا فلنقرأ القرآن فى كل أوان كلما تيسر لنا الأوان ..فى رمضان وبعد رمضان نسال الله ان يبلغنا هذ الدرجات لنحيا تلك اللذات باليقين الذى رسخ فى القلب فى دنيا امتلأت بالزيف والكيد والفتن  والشهوات  ...كل عام وأنتم بخير. ..كل عام وانتم فى درجة  اليقين تحيون اللذات فى رحاب الآيات. ..