الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيل أمير شعراء الرفض العربى الـ 37.. مطالبات للحكومة بتكريمه ولعائلته بإخراج أعماله الزجلية والعاطفية للنور.. شقيقه: أمل دنقل كان متمردًا بطبيعته يضيق بالقيود.. فيديو

مراسل صدى البلد مع
مراسل صدى البلد مع شقيق الشاعر

شقيقه: أمل كان متمردًا بطبيعته يضيق بالقيود

 بداية من عام 1956 اتجه اتجاه وطنى وارتبط بقضايا التحرير

اعتلى المنابر و كان ابنًا للطريقة البرهامية

قصائد أمل لم تنشر إلا بعد وفاته

رحلة الألم والأمل التى عاشها فى معهد الأورام لم تؤثر على انتاجه الأدبى



أمل دنقل.. ذكرى تزداد خلودًا و تألقًا مع مرور الأيام، بأعمال متنوعة تستثير العواطف القومية والرومانسية فى ملايين العرب، المهتمين بكتابات شاعر الرفض العربى وأعماله الخالدة التى تلقى الأبواب مفتوحة على مصراعيها فيما تعيشه الأمة العربية من أزمات و انكسارات أو انتصارات، وهو  ما تجسد فى النكسة وبعدها بعقود خلال ثورة 25 يناير.

مرور 37 عامًا عل وفاة شاعر الرفض العربى، لم يمحوها من ذاكرة الكبار أو الصغار فى قريته القلعة بمركز قفط، بل زادها تألقًا وإزدهارًا، فكبارها ورموزها مازالوا يتذكرونه بأنه أصغر خطيب يعتلى منابر المساجد و ابن الطريقة البرهامية" طريقة صوفية منتشرة بصعيد مصر "، أما الشباب فيعرفونه من كتاباته الثوريه.

قضى 17 عامًا فى منزل عائلته بقنا

الاحتفاء الواسع رسميًا أو شعبيًا بذكرى وفاة الشاعر الراحل فى 21 مايو من كل عام، لم يصاحبها اهتمام حقيقى من المسئولين لتخليد اسم الراحل بميدان أو شارع أو حتى تمثال أسوة بالكثير من الشعراء و الأدباء و آخرهم صديق عمره الأبنودى، حتى منزله الذى قضى به 17 عامًا من عمره قبل أن يغادره غلى القاهرة مازال قائمًا دون أى خطوات جادة للاستفادة به كمتحف كما تردد فى الكثير من المؤتمرات والفعاليات الثقافية.

رحلة " صدى البلد" للكشف عن الجديد فى حياة شاعر الرفض العربى، بدأت من أمام منزل عائلته القديم الذى يقاوم عوامل الزمن، مرورًا بلقاء شقيقيه البرلمانى السابق أنس دنقل، و أبناء عمومته بقرية القلعة، وانتهاءًا بمقبرته الواقعة  وسط مقابر القرية على أطراف منطقة نائية، دون أن يلحق بها أى تطوير أو اهتمام ثقافى لتيسير مهمة الراغبين فى زيارته وإهداء" الفاتحة" أو بعض الورود لروحه الطاهرة.

أمل شاعر متمرد يضيق بالقيود

قال أنس دنقل" شقيق الشاعر الراحل أمل دنقل"، أمل كان إنسان يضيق بأى قيود ومتمرد بطبيعته، فقد كان فى المرحلة الأولى من حياته أكثر تشبهًا بالأب الشاعر الأزهرى وكان متدين جدًا وينتمى وقتها لإحدى الطرق الصوفية، وكان يكتب الشعر بالأغراض التقليلدية للشعر، لكن بداية من عام 1956 اتجه اتجاه وطنى وارتبط بقضايا التحرير وعندما انتقل إلى القاهرة عاش الحياه الثقافية وارتبط بالنقاد والأدباء الموجودين فى هذا الوقت.

اختاره العقاد عام 1962 كأفضل شاعر شاب

تابع دنقل، فى عام 1962 اختاره الراحل عباس العقاد، فى مهرجان الشعر الرابع بالاسكندرية كأفضل شاعر شاب دون الثلاثين، عن قصيدة تسمى"طفلتى "، بعدها اقتنع بعدم جدوى الشعر فى مجتمع يمارس التخلف و ضد الثقافة و الحريات ودخل فى فترة صمت من العام 1962 وحتى 1965، لكنه عاد مرة أخرى لكتابة الشعر تحت شعار أنت إن سكت مت و إن نطقت مت.. فقلها ومت " فكتب قصائد الأرض و الجرح الذى لا ينفتح" و كلها كانت نبوءة لما حدث عام 1967 و النكسة.

قصائد أمل لم تنشر إلا بعد وفاته

و استطرد دنقل، حتى وفاة أمل لك تكن تنشر له أى قصائد فى مصر، ولم يحظى بأى تكريم، وبعد وفاته أصبح شعره أكثر انتشارًا و أكثر وصولا إلى الناس، و أرى أن أفضل تكريم له أن يكون مقرؤًا من الناس، فمازال أمل مقروءًا و تشهد بذلك توزيعات دواوينه بدور النشر الخاصة بعيدة عن أى جهة حكومية.

و أشار دنقل، إلى أن المكتبة التى تركها والدهما الراحل، كانت تحوى العديد من أمهات الكتب والمراجع والدواوين الشعرية، كان له دور كبير فى تشكيل موهبة شقيقه، و أن تميز أعماله الأدبية، نابع من  أنه لا يكتب إلا ما يؤمن به، وكان دائم التأثر بما تعيشه الأمة من أحداث، وهو ما ظهر جليًا فى أعماله الأدبية و قصيدته الخالدة" لا تصالح".

 وأضاف دنقل، رحلة الألم والأمل التى عاشها شقيق الراحل فى معهد الأورام، لم تؤثر على انتاجه الأدبى، بل كانت دافعًا لمزيد من الانتاج المتميز، وخير شاهد على ذلك ديوانه الشهير " أوراق الغرفة 8 " والتى عبر وجسد بها معاناته مع مرض السرطان، فضلا عن أعمال أخرى بعضها نشر.

نطالب بتكريم شاعر الرفض العربى أسوة بالأبنودى

وحول الدور المنشود من الدولة والجهات الثقافية تجاه الشاعر الراحل، قال: أعتقد من الواجب على محافظة قنا، أن تحتذى بمحافظة الاسماعيلية فى اهتمامها و تكريمها للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى، حيث تم إقامة تمثال و تسمية ميدان باسم الأبنودى، و كلاهما قامتين شعريتين كبيرتين.

و قال عامر الوحش "نقيب معلمين قفط ": كون الشاعر الراحل أمل دنقل من شعراء الرفض المهتمين بالقومية المصرية العربية  لم يأتى من فراغ، فقد تجسدت فى أشعاره كل مفردات القومية العربية، بما تحمل من فكر و أحاسيس وفلسفة الشاعر الوطنى التى تتجسد فى أعماله القضايا الوطنى التى يهتم كل وطنى، كما أعطانا مورث حقيقى من الشعر الحر الذى يتناول فى طياته معانى وقضايا وهموم كثيرة  اهتم بها الشاعر العربى.

و أضاف الوحش، إطلاق شاعر التنبؤات على أمل دنقل جاء بعد صدق تنبؤاته بالنكسة و بعدها بوفاته، ، فقد تنبأ بوفاته  وجسد طريقتها من خلال وصيته التى تركها للشاعر عبد الرحمن الأبنودى والشاعر عصفور وطلب فيها أن يُدفن فى مقابر قريته القلعة بجوار والده.

مطلوب خروج أعمال أمل الزجلية والعاطفية للنور

وطالب الوحش، شقيق الشاعر الراحل و زوجته الصحفية عبلة الروينى، بالافصاح عن الأعمال الأدبية التى لم تنشر حتى الآن، حتى تخرج إلى النور، خاصة الأعمال الزجلية والعاطفية، فأعماله مطلب قومى لكثير من المتابعين والمهتمين بهذا الرمز.

اقـــرأ أيضًا..

محافظ قنا يجري تغييرات فى الإدارات الهندسية للوحدات المحلية


يذكر أن أمل دنقل هو شاعر مصرى قومي عربي، ولد لأسرة صعيدية بقرية القلعة بمحافظة قنا عام 1940 وتوفى فى 21 مايو 1983 الموافق 9 من شعبان 1403هـ عن 43 سنة، صدر له 6 مجموعات شعرية هي" البكاء بين يدي زرقاء اليمامة – بيروت 1969، تعليق على ما حدث - بيروت 1971، مقتل القمر– بيروت 1974، العهد الآتى– بيروت 1975، أقوال جديدة عن حرب بسوس – القاهرة 1983، أوراق الغرفة 8 – القاهرة 1983، و انتهت حياة أمل دنقل بعد معاناة شديدة لمدة 3 سنوات مع مرض السرطان، لكن قصائده مازالت باقية يتغنى بها أبناء العروبة حتى الآن.