ارتفاع الكوليسترول الضار LDL .. يمثل ارتفاع الكوليسترول الضار LDL أحد أبرز التحديات الصحية الشائعة في العصر الحديث، لما له من ارتباط مباشر بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد حذرت مجلة الصيدلة الألمانية من أن زيادة مستوياته في الدم تؤدي إلى تراكم اللويحات داخل جدران الأوعية الدموية، وهو ما يرفع احتمالات انسداد الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بشكل ملحوظ.
ويعد الكوليسترول الضار LDL من أخطر أنواع الدهون في الدم، إذ يؤدي تراكمه التدريجي إلى إعاقة تدفق الدم الطبيعي إلى القلب والدماغ، ومع مرور الوقت قد يتسبب ذلك في مضاعفات صحية جسيمة، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للمخاطر الصحية المرتبطة بالقلب والشرايين.
واقرأ أيضًا:

الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الكوليسترول الضار
تشير التقارير الطبية إلى أن هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة لتأثيرات ارتفاع الكوليسترول الضار، وفي مقدمتهم مرضى السكري، والمصابون بأمراض وراثية مرتبطة باضطراب الدهون، إضافة إلى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي سابق من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، حيث تمثل السيطرة على مستويات LDL لديهم ضرورة طبية ملحة.
ولهذا السبب، يتلقى عدد كبير من هؤلاء المرضى علاجا دوائيا يهدف إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم، ويأتي على رأس هذه العلاجات أدوية الستاتينات التي تُستخدم على نطاق واسع في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل احتمالات تكرار الأزمات القلبية.
الستاتينات بين الفعالية والآثار الجانبية
رغم الانتشار الواسع لأدوية الستاتينات وفعاليتها المثبتة في خفض الكوليسترول الضار، إلا أن مجلة الصيدلة الألمانية أوضحت أن هذه الأدوية لا تناسب جميع المرضى، إذ يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية مزعجة أو من خطر التفاعلات الدوائية مع أدوية أخرى يتناولونها لعلاج أمراض مزمنة مختلفة.
وتشمل هذه الآثار الجانبية في بعض الحالات آلام العضلات أو الشعور بالإرهاق، وهو ما يدفع الأطباء إلى البحث عن بدائل دوائية آمنة وفعالة تضمن تحقيق الهدف العلاجي دون التأثير سلبا على جودة حياة المريض أو تعريضه لمضاعفات إضافية.

حمض بيمبيدويك كبديل علاجي واعد
في هذا السياق، أشارت المجلة الألمانية إلى أن الأدوية المحتوية على المادة الفعالة حمض بيمبيدويك توفر بديلا مناسبا للمرضى الذين لا يتحملون الستاتينات أو يواجهون صعوبات في استخدامها، حيث يتميز هذا الحمض بآلية عمل مختلفة تركز بشكل أساسي على الكبد.
ويعمل حمض بيمبيدويك على تثبيط إنزيم يشارك في إنتاج الكوليسترول في الكبد وهو إنزيم ATP-citrate lyase ACL، مما يؤدي إلى تقليل إنتاج كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، ويقتصر تأثير هذا الحمض على الكبد دون التأثير على العضلات، وهو ما يقلل بدرجة كبيرة من خطر آلام العضلات المرتبطة باستخدام الستاتينات، بحسب دي بي إيه.

طريقة الاستخدام والالتزام العلاجي
يُؤخذ كل من دواء الستاتينات والدواء المحتوي على حمض بيمبيدويك مرة واحدة يوميا على شكل قرص، وهو ما يسهل على المرضى الالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة، خاصة مع الحاجة إلى الاستمرار في العلاج لفترات طويلة من أجل الحفاظ على مستويات مستقرة من الكوليسترول الضار في الدم.
ويؤكد الأطباء أن الالتزام بالجرعات المقررة والمتابعة الدورية لمستويات الدهون في الدم يمثلان عنصرين أساسيين في نجاح العلاج وتقليل خطر المضاعفات القلبية على المدى الطويل.
فعالية مثبتة بالدراسات السريرية
أظهرت الدراسات السريرية التي شملت أكثر من 4000 مشارك فعالية واضحة لهذه العلاجات في خفض مستويات الكوليسترول الضار، حيث تم تحقيق انخفاض يصل إلى 18% في كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL مع جرعات عالية من الستاتينات.

كما تم تسجيل انخفاض بنسبة تتراوح بين 21% و28% في كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL عند استخدام جرعات منخفضة من الستاتينات، وهو ما يعكس قدرة هذه العلاجات على تحقيق نتائج ملموسة حتى عند تقليل الجرعات المستخدمة.
فوائد إضافية تتجاوز خفض الكوليسترول
إلى جانب خفض مستويات الكوليسترول الضار، لوحظ أيضا انخفاض في مؤشر الالتهاب hsCRP، وهو ما يعد فائدة إضافية مهمة في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، نظرا للدور الذي يلعبه الالتهاب المزمن في تطور تصلب الشرايين والمضاعفات القلبية.
وتعزز هذه النتائج أهمية العلاج الدوائي المناسب لمرضى ارتفاع الكوليسترول الضار، خاصة عند دمجه مع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم والمتابعة الطبية المستمرة.



