قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي والكاتب، إن قدرة مصر على مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية ترتبط بشكل مباشر بتعزيز عناصر قوتها الشاملة، مشددًا على أن الدول القادرة على ترسيخ أسس القوة المؤسسية والاقتصادية تصبح أكثر فاعلية في التعامل مع الأزمات المحيطة بها.
التفكير خارج الأطر التقليدية
وأوضح سعيد، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج «المشهد» على قناة TEN، أن المرحلة الراهنة تفرض التفكير خارج الأطر التقليدية، خاصة في الملفات الاقتصادية، داعيًا إلى توسيع دور القطاع الخاص كشريك رئيسي في التنمية، بدلًا من الاعتماد على الحلول النمطية.
وأشار إلى أن أزمة الديون تمثل أحد أبرز التحديات التي تحتاج إلى أدوات مبتكرة، لافتًا إلى أن تحويل بعض المشروعات القومية الكبرى إلى شركات مساهمة يفتح الباب أمام الاستثمار ويخفف الأعباء عن الدولة، مع الحفاظ على مكتسبات التنمية.
أحداث ما يُعرف بالربيع العربي
وفي سياق آخر، شدد عبد المنعم سعيد على أن التجربة المصرية بعد أحداث ما يُعرف بالربيع العربي قدّمت نموذجًا مغايرًا في المنطقة، قائمًا على استعادة الاستقرار وبناء الدولة الوطنية، مؤكدًا أن وجود مؤسسات قوية كان عاملًا حاسمًا في تجنب الفوضى والانهيار.
ظاهرة الميليشيات المسلحة
وتناول سعيد ظاهرة الميليشيات المسلحة في المنطقة، معتبرًا أنها ساهمت في خلق حالة من الارتباك السياسي والأمني، بعدما روّجت لنفسها كحركات مقاومة، رغم افتقارها إلى رؤية استراتيجية حقيقية، مشيرًا إلى وجود تردد لدى بعض القوى الإقليمية والدولية في مساءلة شرعية هذه الكيانات.