الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلاح في الخاصرة.. الإدارة الأمريكية تستغل تايوان لإثارة غضب التنين الصيني

صدى البلد

طفت تايوان على المشهد السياسي العالمي مرة أخرى، في ظل توتر متزايد بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، على خلفية الاتهامات الأمريكية للصين بأن لها دورا في انتشار فيروس كورونا حول العالم، وممارسة ضغوط على منظمة الصحة العالمية ومنعها من إعلان الفيروس جائحة عالمية.

الظهور التايواني على المشهد وارتباطه بالتراشق الصيني - الأمريكي، جاء في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للطرفين الصيني والتايواني، حيث  رفضت رئيسة تايوان الجديدة، تساي إينغ وين، التي أدلت اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية وأخيرة بالمنصب، اقتراحا صينيا  تحت مسمى "دولة واحدة ونظامان"، مؤكدة أن بلادها ترغب في الحوار مع الصين لكنها لا تستطيع القبول ببالمقترح.

وقالت الرئيسة التايوانية في كلمة: "أريد أن أكرر هنا كلمات السلام والتكافؤ والديمقراطية والحوار. لن نقبل بأن تستخدم السلطات في بكين مبدأ دولة واحدة ونظامان للنيل من مكانة تايوان وتقويض الوضع الراهن عبر المضيق. نتمسك بشدة بهذه المبدأ".

ويضمن هذا النظام درجة عالية من الحكم الذاتي لإدارة هونغ كونغ، تلك المستعمرة البريطانية السابقة التي عادت إلى مظلة الحكم الصيني في 1997.

هذا الرفض التايواني والتوتر في علاقة تايوان مع بكين، يبدو أنه لقي فرصة من الجانب الأمريكي لاستغلال هذا الوضع واستخدامه كأداة سياسية ضد الصين، حيث وافقت الإدارة الأمريكية، في اليوم ذاته، على صفقة عسكرية مع تايوان تتضمن بيعها 18 طوربيدا من طراز "إم كي - 48" بقيمة 180 مليون دولار.

بررت الخارجية الأمريكية الصفقة، التي تعلم جيدا أنها سوف تثير غضب الصين، بأنها تخدم المصالح الاقتصادية والأمنية للجانب الأمريكي، مؤكدة دورها في تحديث القوات المسلحة التايوانية وتطوير قدراتها الدفاعية، والحفاظ على الاستقرار والتوازن بين القوى في المنطقة. في إشارة إلى مواجهة النفوذ الصيني المتعاظم.

وتأتي الخطوة الأمريكية بمثابة غرس سلاح في خصر التنين الصيني، خاصة وأن واشنطن تدرك جيدا الموقف الصيني من اعتبار تايوان جزءا من الأراضي الصينية، في وقت تتحسن في العلاقات بين تايوان وواشنطن، وتزداد سوءا بين الأخيرة ووبكين، التي سبق وأن طالبت فرنسا بإلغاء صفقة أسلحة لتايوان، مؤكدة أن الصفقة مع تايوان، التي تطالب الصين بالسيادة عليها، تضر بالعلاقات بين البلدين.

وإلى جانب صفقة السلاح، حاولت الولايات المتحدة أيضا إثارة غضب التنين الصيني، من خلال استخدام التوتر بين منظمة الصحة العالمية وأمريكا بشأن دور الأولى في مكافحة فيروس كورونا، كأداة ضغط على المنظمة لإشراك تايوان في اجتماع افتراضي لمنظمة الصحة العالمية، خاصة وأن هذه الخطوة مدعومة من أمريكا وعدد من الدول الأخرى، بصرف النظر على طريقة الضم سواء بعضوية كاملة أو بصفة مراقب.

فشلت الولايات المتحدة في الخطوة التي يراها مراقبون بأنها محاولة أمريكية لتسييس أزمة فيروس كورونا ومنظمة الصحة العالمية، وقال السفير الصيني لدى القاهرة،  لياو ليتشيانج، إن السلطات التايوانية والقوى الداعمة لها، فشلوا في محاولة إشراك تايوان بمنظمة الصحة العالمية، لافتا إلى أن المحاولة الأمريكية تتنافى مع مبدأ دولة واحدة ونظامان الذي يحكم طبيعة العلاقة بين بكين وتايوان.