الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبناء خاشقجي يصفعون أردوغان.. كيف فشلت تركيا في ابتزاز السعودية

صدى البلد

تلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صفعة جديدة مدوية أثبتت من جديد فشله في النيل من المملكة العربية السعودية عبر استخدام قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، كأداة سياسية لتشويه صورة المملكة أمام الرأي العام الدولي.

وفي الوقت الذي واجه فيه الإعلام التركي فشلًا ذريعًا في تسييس أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد بعد مزاعم بأن المملكة أخفت معلومات انتشار الفيروس بين المعتمرين الأتراك، لإبعاد الأنظار عن قيام بعض الأتراك، فبراير الماضي، برفع شعارات سياسية في مكة المكرمة استيقظت أنقرة على قرار من عائلة خاشقجي أعلنت فيه عفوها عن قاتل والدهم. 

وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، قال صلاح خاشقجي، نجل جمال: "في هذه الليلة الفضيلة من هذا الشهر الفضيل، نسترجع قول الله تعالى في كتابه الكريم (وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين)، مضيفا: عفونا عن من قتل والدنا رحمه الله لوجه الله تعالى، وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عز وجل".

وبدا واضحًا أن السعودية لم ترضخ لسياسة الابتزاز التركي منذ مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول أكتوبر 2018، إذ سرعان ما أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة ترحب بتفتيش ودخول السلطات التركية لمبنى القنصلية، مشددًا على أن المملكة ليس لديها ما تخفيه حول القضية. 

وسرعان ما فتحت النيابة العامة السعودية تحقيقًا موسعًا في الواقعة أسفر عن القبض على 18 شخصًا سعوديًا على ذمة التحقيق، فيما تشكلت لجنة برئاسة الأمير بن سلمان لمتابعة القضية، في الوقت الذي أصدرت فيه أوامر ملكية بإنهاء خدمات عدد من ضباط الاستخبارات العامة ومسئولين بالديوان الملكي. 

وفي ديسمبر الماضي، أعلن النائب العام السعودي، شلعان بن راجح بن شلعان، صدور أحكام ابتدائية بإعدام 5 متهمين في قضية مقتل خاشقجي، وأعلن أيضًا صدور أحكامًا بالسجن في حق 3 متهمين لمدة 24 عامًا في ذات القضية، مشددًا على أن التحقيقات أثبتت عدم وجود نية مسبقة للقتل لدى المتهمين.

ورغم العلاقات المتوترة بين تركيا والمملكة منذ صعود حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم في أنقرة 2011، إلا أن السعودية حرصت منذ اللحظة الأولى على عدم التدخل في الشأن التركي الداخلي.

وحسب مراقبون، يرى أردوغان في المملكة تهديدًا قويًا لأحلامه باستعادة "المجد العثماني"، لذلك لا يتوانى عن استغلال أي فرصة لتشويه صورة السعودية والتدخل في شأنها الداخلي.

ويأتي ذلك سواء عبر قضية خاشقجي أو أزمة كورونا أو الأزمة القطرية أو احتضان قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي ونصبه العداء لمصر وتهديد أمنها القومي من خلال تدخله غير الشرعي في ليبيا. 

وقد بدا جليًا أن سياسة أردوغان في ابتزاز السعودية تأتي لدرء الانتباه عن فشله في حل الأزمة الاقتصادية العاصفة التي تمر بها بلاده، فضلًا عن عدم لفت الأنظار إلى الانشقاقات داخل الحزب الحاكم، وفشله في ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وحالة الغضب الدولية إزاء تعقيد تركيا للمشهد في شمال شرقي سوريا وليبيا.