الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قول للزمان ارجع.. آخر مظاهر فرحة العيد في مصر قبل كورونا.. صور

عيد الفطر 2019
عيد الفطر 2019

تنطلق نغمات خافتة لصوت الست من شباك الجار "قول للزمان ارجع يا زمان"، يخرج الأطفال ويهللون في الشوارع، ثم تقتحم رائحة البارود أنفك ويسد صوت الصواريخ والبومب أُذنيك.



ورويدًا رويدًا تهلل المساجد بتكبيرات العيد، وتقف الملائكة في السماء والعباد في الأرض شاخصة أبصارهم نحو مظاهر البهجة التي حل بها الضيف الخفيف، إنه عيد الفطر أو "العيد الصغير" كما نطلق عليه.



مرت الأيام على اصطفافنا للصلاة التي ننتظرها من عام إلى آخر، نساء ورجال رفعنا أيدينا بالتكبير والدعاء، ولترتفع على إثرها أعيننا لتشهد سقوط البلالين فوق رؤوسنا بعد الصلاة.



لنركض كالأطفال نرتع ونبتهج، نتبادل السلامات والقبلات، ونرى من شغلتنا الأيام عن وصالهم وتوقفت أيدينا عن طرق أبوابهم أو الدق على تليفوناتهم.



أتى العيد، ولم تأت معه تلك البهجة، رغم محاولاتنا الجاهدة لجعله يبدو "على قديمه" لكن الظروف كانت أقوى، فقد أجبرتنا الإجراءات الاحترازية والرغبات الوقائية على التزام المنازل للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.


ذلك الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة، لم يحرم العالم فقط من أحبائهم، ولم يترك الأموات فقط وحدهم في جنائزهم وقبورهم وحرم الحي والميت من ضمة أخيرة قبل ضمة القبر.



ولم يحارب فقط الجسد بل حارب الابتسامة وأخفى ملامحها خلف قناع واق، أوصد الأبواب على أصحابها وترك العيد وحيدًا مستنكرًا ما وصل إليه حال البشر، عائدًا إلى ربه ليشكو إليه خلو المساجد وهجر الشوارع، وتنكر البشر منه خلف أقنعة بالية خوفًا من عدو خفي.



تظهر الصور التي التقطتها عدسة "صدى البلد" مسجد عمرو بن العاص ومسجد الصديق مساكن شيراتون آخر مظاهر فرحة شهدتها مصر في عيد الفطر العام الماضي 2019، لتكشف عن الآثار السلبية والفجوة الاجتماعية التي صنعها الفيروس خلال أشهر فقط.



فبالمقارنة كانت الشوارع فرحة والمساجد ممتلئة والساحات تنبض بالكبار والأطفال، على عكس ما تمر به الآن من خوف وانعزال، فتحولت أعيادنا المنتظرة إلى أيامٍ أقل مما يمكن القول عليه عادية، و"قول للزمان ارجع يا زمان".