الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من نقص المعدات لترك المرضى فريسة للموت.. مستشفيات أوروبا وأمريكا تنهار أمام فيروس كورونا

فيروس كورونا
فيروس كورونا

بعد أن تفشي فيروس كورونا حول العالم، بدأت الدول في اكتشاف حقيقة المنظومة الصحية لديها ومدى جاهزيتها لمواجهة الكوارث الصحية.

 وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية إن فيروس كورونا حطم نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة المتحدة، مشيرة إلى أن الأطباء هناك عانوا من نقص المعدات ونقص أجهزة التنفس الصناعي في المستشفيات، بالإضافة إلى عدم وجود قدرة مالية لشراء المستلزمات اللازمة للمستشفيات للتعامل مع جائحة فيروس كورونا، على الرغم من أن أمريكا تنفق على الرعاية الصحية أكثر بكثير من أي دولة أخرى، ويبغ إجمالي ما تنفقه على الصحة نحو 3.6 تريليون دولار في السنة، أي أكثر من 17 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي.

وفي السادس من ابريل كشفت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية عن أول تقرير حكومي يتحدث عن المشكلات التي تواجهها المستشفيات الأمريكية بعد تفشي جائحة كورونا، وكشف التقرير الحكومي عن حالة المستشفيات في البلاد أنها تواجه نقصًا حادًا في الاختبارات ومعدات الوقاية الحرجة والموظفين اللازمين لعلاج وحماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

وأشارت إلى أن المفتش العام في إدارة الصحة وجد أن مديري المستشفيات شعروا بالإحباط بشكل خاص بسبب عدم وجود اختبارات. واشتكوا من أن الموارد الشحيحة، وخاصة معدات الوقاية، التي يجب استخدامها للمرضى الذين يشتبه ببساطة في إصابتهم بالفيروس لأن الأطباء يضطرون لمعالجتهم كما لو كانوا مصابين.

وفي بريطانيا تسببت المستشفيات في نقل الفيروس إلى نحو ما بين 10 - 20% من المصابين بفيروس كورونا، والذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفيات من امراض أخرى، لكن نظرا لعدم اتخاذ الاجراءات الصحية اللازمة لمنع انتشار الفيروس، وعدم معرفة الأطباء والممرضين بالمستشفيات أنهم بالفعل مصابين بالفيروس وأنهم يقومون بنقله للمرضى الآخرين.

لم يكن الأمر في في إيطاليا يختلف كثيرا عن نظيره في بريطانيا وأمريكا، فبعد مضي 3 أسابيع فقط على بدء انتشار فيروس كورونا، بدأ نظام الرعاية الصحية في جميع أنحاء شمال إيطاليا يئن تحت وطأة الفيروس. وتحولت منطقة لومباردي التي تضررت بشدة إلى مشهد سوداوي يجسد ما ينتظر الدول الأخرى إذا لم تتمكن من إبطاء انتشار الفيروس وتسطيح منحنى الحالات الجديدة .

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن عمدة إحدى المدن شكواه من أن الأطباء أجبروا على عدم علاج المسنين وتركهم يموتون. في بلدة أخرى ، تم إرسال مرضى الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا للعلاج في منازلهم، ولفتت إلى أنه في المناطق الغنية وذات المستوى المعيشي المرتفع في إيطاليا، بات الأطباء في موقف صعب، فهم عليهم الاختيار بين من يعيش ومن يموت، من بين الشباب وكبار السن، بسبب كثرة الإصابات وقلة اجهزة التنفس الصناعي، وارتفاعات الكثافات في المستشفيات إلى حد تحويل بعض المباني المهجورة إلى مناطق للعزل.

الدول الأوروبية كلها تقريبا عانت من مشكلات كثيرة في تصدي منظومة الرعاية الصحية لفيروس كورونا وصمودها أمام الجائحة، وبحسب تقرير لقناة "سي إن بي سي " الأمريكية، فهناك الكثير من الموظفين الطبيين الذين ماتوا نتيجة فيروس كورونا، وفي إيطاليا، على سبيل المثال ، توفي أكثر من 60 من أخصائيي الرعاية الصحية حتى مطلع إبريل، وفقًا لجمعية الأطباء الوطنية الإيطالية. كما ارتفعت حالات الوفيات بين الأطباء في الدول الاوروبية نتيجة النقص الحاد في معدات الحماية والأقنعة، بالإضافة إلى عدم قدرة الدول المنظومة الصحية على استيعاب الأعداد الكبيرة للمرضى ناهيك عن فشل التعامل مع المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى غير فيروس كورونا وتهدد حياتهم.

وتشير القناة الأمريكية إلى أن الأنظمة الصحية في بلدان مثل إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والبرتغال تكافح التفشي المستمر لفيروس كورونا، لافتة إلى أن هناك بعض المشكلات الشائعة، مثل عدم وجود مجموعات اختبار لفيروس كورونا، وعدم كفاية الملابس والمعدات الواقية.

 وقال طبيب في شمال البرتغال: "لا توجد موارد شخصية ولا معدات كافية"، وناشد رئيس الجمعية الطبية البرتغالية الأطباء المتقاعدين بالعودة إلى الخدمة الصحية الوطنية والمساعدة أثناء الطوارئ. وفي إسبانيا كان هناك أكثر من 12000 إصابة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية حتى مطلع ابريل ، وفقًا لصحيفة إل بايس.