الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روشتة دواء كورونا !!!


بدايةً أتوجه بخالص الشكر والتقدير لكل من صبر ووقف إلى جانب نفسه وأسرته والدولة في هذه المحنة أو الجائحة، منقطعة النظير، التي نتعرض لها نحن المصريون، أما غير الملتزمين من المصريين، فلن أقول لهم سوى حسبي الله ونعم الوكيل، ونحتسب عند الله، كل من أوصل الحال في مصرنا الحبيبة لما هو عليه الآن.. وذلك كله نتيجة الاستهتار واللامبالاة وتلبيةً لشهوات النفس في الخروج والتصرفات، غير المسئولة، وعدم الانصياع لقرارات الحكومة، والتي يحترمها الجميع في بلدانهم.

ولنعطي مثالًا بسيطًا على شعب الصين والشعب الإيطالي، في طريقة احتواءهم للفيروس، ولو يتذكر من يتذكر، المقال الذي كنت قد كتبته في موقع صدى البلد الموقَّر، في هذا الصدد، بعنوان: "كلمتين وبس.. عليكم الخيار إما الصين أو إيطاليا!!!" بتاريخ 16.03.2020.. ولعلم كل مواطن مصري، كُنت قد بدأت الكتابة عن كورونا يوم 27 يناير 2020، ويمكنكم الرجوع لقراءة سلسلة المقالات في هذا الاتجاه، منها ما هو تحذيري ومنها ما هو توعوي.

في بداية انتشار الوباء وقبل أن تتفاقم الأوضاع إلى ما ألت إليه الآن، كنت أطالب المصريين وأستحلفهم  بالبقاء في منازلهم وأن يكون الخروج فقط عند الضرورة القصوى، وتركت لهم حرية الخيار إما الصين أو إيطاليا.. ولكن لا حياةَ لمن تُنادي.. ففعلت مثل الحكومة، في المراهنة على وعي وإدراك الشعب المصري.. ولكنني خسرت الرهان وكذلك الحكومة، فالحكومة منذ بداية انتشار الوباء كان عليها أن توقع الغرامات والعقوبات على كل من يخالف الحظر وكانت الكمامة هي الواقي الأولى أن يرتديه الجميع منذ البداية.. وقد أعطيت مثالًا في أحد المقالات حول طرق تفادي العدوى وقلت إن دبي كانت توقع غرامات كبيرة على كل من لا يرتدي الكمامة، أو يلتقطه الرادار وهو سائقًا بدون كمامة، لكن أبدًا لم يلتفت أحدًا لتلك المطالب. 

والآن، يقع المصريون في الفخ الأكبر، ألا وهو "روشتة علاج الكورونا"، وحقيقةً لا أدري، كيف لطبيب أن يفعل ذلك، يصف دواء يَصلح لجميع الحالات، دون العودة لملف تاريخه المرضي أو ما يعانيه من أمراض سواء مزمنة، أو حتى عرضية، بل ويصف ضمن الروشتة عقار المضاد الحيوي، الأمر الذي فيه خطورة كبيرة ما لم تقرَّه وزارة الصحة.. لكن المُصيبة الأكبر، تكمن فيما رأيته من انتشار لهذه الروشتات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بل ويُطالب بها، شخصيات عامة، وينصحون بها.. وإذا كان المتحدث مجنون، فالمستمع عاقل، أي أنه يملك نعمة العقل، ليستخدمه ويفكر مليًَّا قبل أن يتناول أي شيء قد يؤدي به لضرر محتم.

الكارثة الأكبر هنا، أن العقاقير قد اختفت تمامًا من الأسواق، فأي شخص سيحتاج إلى دواء من نوع تلك العقاقير الموصوفة، ويسأل عنه، لن يجده في أي صيدلية، وسيسمع جملة واحدة من معظم الصيادلة، ألا وهي أن العقاقير اختفت، لإقبال الناس على تخزينها.. فهل هذا يُعقل أن تصل بنا الأنانية، لحجب الدواء عن أي محتاج، نعم يمكننا شراء ما نحتاج ولكن ليس بالكرتونة، كما علمت من الكثير من الصيادلة.. وهناك بلوى يفعلها كل مشتري، أنه لا يَسأل عن تاريخ انتهاء الدواء، وبالتالي ربما يفسد الدواء ونكون حرمنا منه كل محتاج ويكون المشتري خسر فلوسه.. اللهم لا اعتراض!!!

من قلبي: من لا يعرف، العقاقير وكثرة تناولها، دون مبرر تقلل المناعة لدينا، خاصةً إذا لم تكن هناك ضرورة لتناولها، ولن تؤثر وقت تناولها عند الضرورة إليها.

من كل قلبي: لن أطالب المواطن بأي شيء، سأكرر شكري لكل من صبر على هذه الجائحة، وأقول: "إن الله مع الصابرين".. وأما الآخرين، هؤلاء غير الملتزمين، ممن دوخونا ودوخوا الحكومة، منكم لله،  وأشكر الحكومة ألف مرة بتطبيقها اللوائح والقوانين والغرامات أخيرًا، على كل من لا يعنيه شأن الآخرين، وسأقول لهم أخيرًا، ستدفعون الثمن غاليًا.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط