الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا لختان الإناث يا ريس !!!


من الذي يعطي أي أب أو أم الحق، ليتحكمون بأجساد بناتهم بهذه الطريقة البشعة، وكيف لأب أن يستقطع جزءًا من جسد ابنته، لمجرد أن هذا الأمر سيصون عفتها وطهارتها ويكبت جماحها ويعصمها من المعصية.. أعتقد أن أي أب إذا تعب وأحسن تربية ابنته ستكون بمأمن، وليس لمجرد أن يبتر جزءًا من عضو، خلقها الله به وله حكمة إلهية، أثبتت نفعها العلوم الفسيولوجية وطب الصحة النفسية.

استيقظنا جميعًا أمس الأول، على جريمة نكراء، هذا الأب الجزَّار، والد لثلاث فتيات، منح نفسه الحق في أن يخدع بناته ويُخضعهن لعملية ختان تحت تأثير المخدر، بمساعدة طبيب، وقد أحال النائب العام، الأب والطبيب إلى محاكمة جنائية عاجلة.

وكان الطبيب قد ذهب إلى منزل الفتيات بعد أن قال لهن والدهن بأنه سيقوم بتطعيمهن ضدَّ فيروس كورونا، لكن الطبيب، بمساعدة الأب الجزَّار، قام بحقن الفتيات بمخدر أفقدهن الوعي، وعندما أفقن من أثار البنج، فوجئن بأن أرجلهن مقيَّدة، وشعرت الفتيات الثلاث بآلام في أعضائهن التناسلية، فأخبرن والدتهن المطلَّقة، والتي قامت بإبلاغ السلطات المختصة بالواقعة.. الفتيات الثلاث لم يتجاوز عمر أكبرهن 18 عاما. 

يُذكر أن مصر جعلت ختان الإناث، ممارسة غير قانونية عام 2008، لكنها رغم ذلك بقيت ظاهرة منتشرة.. وفي عام 2016 تم تجريم الختان، وأصبحت عقوبة الطبيب هي الحبس لمدة قد تصل إلى سبع سنوات، في حين تصل عقوبة الحبس لمن يطلب إجراء العملية إلى ثلاث سنوات.

مع كامل احترامي، قضية ختان الإناث بتشريعاتها، لا تؤخذ بعين الاعتبار أو كما يستلزم الأمر قانونيًا، فحتى الآن، لم تتم مقاضاة أي شخص، وفقًا لهذا القانون. 

كانت النيابة العامة في فبراير الماضي، قد طالبت المشرّع بإعادة النظر في عقوبة مرتكبي جريمة ختان الإناث. وأكدت، في بيان، أهمية التصدي لتلك الجريمة، وضرورة إعادة النظر في عقوبة مرتكبها خاصةً إذا كان طبيبًا، وطالبت بتغليظ عقوبة الختان، على إثر وفاة ندى، إحدى ضحايا الختان في ذلك الوقت.

والطفلة ندى عبد المقصود، كانت قد تُوفيت في يناير الماضي، بعد أن نزفت حتى الموت جرَّاء إجبارها على الخضوع لعملية الختان. وأُحيل والداها والطبيب الذي أجرى العملية إلى المحكمة الجنائية.

ورغم تجريم الختان في كثيرٍ من أنحاء العالم، إلا أن هذه العادة لا تزال مستمرة، وتتسبب في تشويه الأعضاء التناسلية وجرحها دون وجود أي مبرر طبي، وغالبًا ما تتضمن قطع أجزاء من "البظر" أو "الشفرين" أو إزالتهما بالكامل.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 200 مليون امرأة وفتاة قد خضعن لهذه العملية بأشكال مختلفة.

على الجانب الآخر، قدَّرت اليونيسف في مسح أجرته عام 2016 أن %87 من النساء والفتيات (ما بين 15-49 عاما) قد خضعن للختان.

وتنتشر هذه الممارسة على نحوٍ واسعٍ في مصر، بين المسلمين والمسيحيين، وتُبَرَر غالبًا بأسباب دينية أو ثقافية، لكنها في الجوهر تهدف للسيطرة على رغبات المرأة الجنسية.. ومع الأسف، يكون هذا العامل هو الأساسي في نزع السكينة بين الزوجين، مما يؤدي إلى وقوع الكثير من حالات الطلاق، بسبب عدم الرضا في العلاقة الزوجية.

مع الأسف، لمن لا يعرف، هذه الممارسة، قد تتسبب بأضرار جسدية أو بصدمات نفسية للفتاة يبقى أثرها معها عبر الزمان، بما في ذلك التهابات مزمنة، ومشاكل في الحيض وفي الخصوبة، ومضاعفات عند الحمل والولادة.

يُذكر أن السودان، اتخذ خطوة "تاريخية" بتجريم ختان الإناث، عن طريق إضافة مادة جديدة (رقم 141)، إلى القانون الجنائي السوداني، خاصة بتجريم ختان الإناث، لأول مرة في البلاد والتي كانت تنتشر فيها هذه العادة على نطاق واسع.

وعليه، فإنني أطالب أنه يعد مرتكبًا جريمة، كل من يقوم بإزالة أو تشويه العضو التناسلي للأنثى، مما يؤدي إلى ذهاب وظيفته كليًا أو جزئيًا، ويُعاقب من يرتكب الجريمة بالسجن المدة التي يحددها القانون المصري.

ووفقًا لرأي الأزهر لكل من يفتي على "السوشيال ميديا" مُعَلِّقًا بكل فخر، على فعلة هذا الأب "المريض"، بأنه يحافظ على بناته، نقول له: "إن ختان الإناث حرام شرعًا وحديث أم عطية ضعيف جدًا ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية.. وردًا على الفتاوى التي أطلقها غير المتخصصين، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية، مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له.

كما أوضحت دار الإفتاء، أن عادة الختان عرفتها بعض القبائل العربية نظرًا لظروف معينة قد تغيرت الآن، والدليل على أن الختان ليس أمرًا مفروضًا على المرأة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن.

من قلبي: عادةً عندما يخاف الطفل يركض ليختبئ خلف أمه، أو يمسك بيد والده، لكن ماذا لو اصطدم بحقيقة أنهم ليسوا صمام الأمان الذي كان يعتقد فيه؟ وأن هناك من ينتظر اللحظة الحاسمة، ليقطع منه جزءا ويَسُوقُ له أي تبريرات ممكنة.. أقول لكم: "حرام عليكم".

انكشاف غطاء الحماية والأمان والثقة، لدى أي فتاة، يُصبها بألم لا يستطيع مداواته أي شيء في العالم.. ومهما تغيرت طرق الختان ومبرراته، لكن تبقى هناك حقيقة ثابتة عند البنت وهي: "خيانة الأهل".. وإذا افترضنا جدلًا أن الفتاة قد تتناسى، فكيف لنا أن نطالب جسدها أن ينسى؟

من كل قلبي: أطلب من الأب الرئيس عبد الفتاح السيسي، لما هو مشهود لسيادته، بوقوفه إلى جوار المرأة المصرية وإنصافها أن يفتح ملف "ختان الإناث في مصر"، كما أدعوه لاتخاذ قرار "تاريخي" في صالح المرأة المصرية، بتجريم ختان الإناث وتشويه الأعضاء التناسلية لديها..  بحيث تُضاف مادة جديدة إلى القانون الجنائي المصري، تُجَّرِّم ختان الإناث، حفاظًا على بنات مصر من الأذى والتعرض للمخاطر من قبل "جهلاء" يتشدقون باسم الدين ويستندون لأحاديث نبوية ضعيفة، لتطبيق هذه الجرائم والأفعال مع بناتهن وحرمانهن حقهن في الحياة.
#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط