الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحيله أبكى شعوب أفريقيا.. قصة المناضل لومومبا وكفاحه ضد البلجيكيين.. صور

المناضل الكونغولى
المناضل الكونغولى لومومبا

«أتذكرون السخرية والعبودية التي فرضها علينا المستعمر، أتذكرون إهانتنا وصفعنا طويلًا لمجرد أننا زنوج في نظره، لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا» كلمات خرجت كالرصاص من فم مناضل أفريقي كانت وطنه تسري فى عروقه، عاش ومات من أجل ترابها، كافح حتى تستقل الكونغو الديمقراطية وتكون حرة أبية، بالتأكيد نتحدث عن المناضل الكونغولى باتريس لومومبا، فما هى قصته؟.


لومومبا مناضل كونغولى أدمى قلوب قادة أفريقيا عند رحيله، فقد وصف المناضل تشى جيفارا بـ "شهيد الثورة العالمية" ضد الظلم والاستعمار، كما أحزن رحيل لومومبا قلوب المصريين جميعا حتى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أرسل رسالة لصديقه كوامى نكروما الرئيس الغاني أكد فيها: أنني أقضي ليالى طويلة في الدموع وأشعر بالنار في قلبي كلما تذكرت أن قواتنا كانت هناك ضمن إطار الأمم المتحدة وأن الحرية التي ذهبنا لحمايتها قد اغتيلت علي مرمي حجر منا".


اقرأ أيضا: لم نغلق سفارتنا رغم الحرب الأهلية.. مواقف تاريخية تكشف دعم مصر لرواندا


مناضل أفريقيا والذي وقف أمام المستعمر ولم يهب الموت ولد فى قرية "كاتاتا كوركومبي" بإقليم كاساي، عام  1925، فـ لومومبا مثله مثل أى أفريقي بني نفسه بنفسه لم يعتمد على أحد فى صغره سوي دراسته حيث درس فى مدرسة تدريب عمال البريد بـ ليوبولدفيل ثم شق طريقه ليعمل موظفا ببريد مدينة ستانلى فيل، ولكن الأوروبيين لا يتركون الاشياء تسير بيسر، حيث إنهم مارسوا الفصل العنصري ضد السكان الأصليين فى الكونغو ، وعليه اتجه لومومبا إلى دراسة الاقتصاد والقانون.


اقرأ أيضا: مصر وأفريقيا.. القاهرة نهر العطاء لـ بوروندي منذ الاستقلال.. صور


الفصل العنصري والانتهاكات التى كانت تمر على مرأى ومسمع الجميع، توقف عندها لومومبا ووجد أنه لا خلاص من الاحتلال البلجيكي إلا بالوحدة والوقوف صفا واحدا أمام أى قوي خارجية تريد نهب الشعوب، وعليه حضر لومومبا فى ديسمبر 1958 مؤتمر أكرا والذي كان من ضمن أهدافه إقامة منظمة أفريقية تجمع دول القارة تحت لواء واحد، ومن بعدها ذاع صيته لومومبا وقام بتأسيس حزب الحركة الوطنية الكونغولية.


أصبح لومومبا خطرا على الاحتلال البلجيكي وعليه قامت قوات الاستعمار في عام 1959 باعتقاله ولكنه لم ييأس وخرج من السجن وتم تعيينه فى 21 يونيو عام1960  كأول رئيس وزراء وطني للكونغو الديمقراطية.


مواجهة المستعمر وعدم الخوف منه هى مبادئ عاش بها لومومبا، ففي يونيو عام 1960 جاء ملك بلجيكا إلى الكونغو،  ليتحدث عن ديمقراطية تركها البلجيكيون ووجب على الكونغوليين الوطنيين اتباعها، ولكن هذه الكلمات لم تمر مرور الكرام، فنهض لومومبا كالصقر من على مقعده  ويتجه نحو المنصة  ليلقن قوى الاستعمار درسا قاسيا حيث قال وقتها :"أيها المناضلون من أجل الاستقلال وأنتم اليوم منتصرون أتذكرون السخرية والعبودية التي فرضها علينا المستعمر أتذكرون إهانتنا وصفعنا طويلًا لمجرد أننا زنوج في نظره".


وتابع لومومبا فى كلمته قائلا:" لقد استغلوا أرضنا، ونهبوا ثرواتنا وكان ذلك بحجج قانونية، قانون وضعه الرجل الأبيض منحازًا انحيازًا كاملًا ضد الرجل الأسود لقد تعرضنا للرصاص والسجون وذلك لمجرد أننا نسعى للحفاظ على كرامتنا كبشر".


وبعدها بعام تعرض لومومبا للاغتيال فى يوم 17 يناير 1961 ليُبكي القارة بأجمعها على رحيله.