الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات من زمن فات..نزار قبانى اصطدم بعبد الناصر فمنعت أغانيه من الإذاعة.. وحيلة ذكية أعادت العلاقة

جمال عبد الناصر ونزار
جمال عبد الناصر ونزار قبانى

كثيرة هى الحكايات والأسرار فى حياة المشاهير والأدباء والمثقفين، التى غالبا ما يكون لها انعكاس مباشر أو غير مباشر على إبداعاتهم ومنتجهم الثقافى والإبداعى، ويحاول صدى البلد من خلال هذا الباب "حكايات من زمن فات" تسليط الضوء على  المواقف والكواليس التى أثرت على مسيرة وإبداع هؤلاء العظماء .

 اقرأ أيضا|| حكايات من زمن فات.. يحيى حقي: توفيق الحكيم شيخ المهنة وحسين فوزي كاتب غير جماهيري

ومن بين هؤلاء الشاعر الكبير نزار قبانى والذى نستعرض فى هذا التقرير تاريخ خلافاته مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والتى تسببت فى منع أغانية وقصائدة من الإذاعة المصرية، حتى تمكن بطريقة ذكية أن تعود المياة لمجاريها ويعفو عنه عبد الناصر .

 

ففى أعقاب نكسة 1967 التي هُزمت فيها الجيوش العرب أمام إسرائيل وهو ما شكل نقطة تحول في حياة نزار قبانى ولوَّن الكثير من قصائده بعد ذلك، وأهمها قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" التي سببت منع بث أغانيه وأشعاره في مصر ووصلت حد منعه من دخول البلاد.

 

 وعلى أثر ذلك كتب رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر جاء في جزء منها:"لقد أودعت قصيدتي خلاصة ألمي وتمزقي، وكشفت فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربية لاقتناعي بأن ما انتهينا إليه لا يعالج بالتواري والهروب وإنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا وسيئاتنا. وإذا كانت صرختي حادة وجارحة وأنا أعترف سلفًا بأنها كذلك، فلأن الصرخة تكون في حجم الطعنة ولأن النزيف بمساحة الجرح...ولا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه والمجروح على جراحه ويسمح باضطهاد شاعر عربي يريد أن يكون شريفا ً وشجاعا ً...فدفع ثمن صدقه وشجاعته".

 

وقد نجحت هذه الرسالة في مبتغاها وعادت قصائد نزار قباني تردد في الإذاعة والتلفزيون المصريين، وكان يقول عن هذا "كسرت الحاجز بين السلطة والأدب"، وقد رثى نزار قبانى جمال عبد الناصر بقصيدة بعنوان " قتلناك يا آخر الأنبياء" .

 

جعلت سهولة لغة قصائد الشاعر الراحل نزار قباني والإيقاعات التي تفيض بها قصائده، مطربين كبار يطلبون غناءها بدءًا بأم كلثوم وفيروز ونجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وماجدة الرومي ليس انتهاء بكاظم الساهر الذي ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا باسم نزار قباني حيث غنّى له أكثر من 20 قصيدة كانت السبب الأول في شهرته.

 

ولا تقتصر القصائد المغنّاة لـ نزار قباني على قصائد الحب بل تعدّتها إلى القصائد الوطنية على رأسها "أصبح عندي الآن بندقية" التي تغنت بها  سيدة الغناء العربي عام 1968.

 

 

عاش نزار قباني آخر سنوات حياته في لندن وودع دمشق في زيارة أخيرة قبل أن يسلم الروح في لندن في عام 1998، وعاد إلى دمشق مجددا ً لكن هذه المرة كجثمان محمول بالطائرة، وقد أوصى نزار قائلا ً: "أدفن في دمشق، الرحم التي علمتني الشعر والإبداع، وأهدتني أبجدية الياسمين".