الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

2020.. سنة التحديات الكبري


تمر مصر بمرحلة مصيرية وتحديات غير مسبوقة في سد النهضة الاثيوبي وتعقيدات المشهد الليبي والتدخل التركي السافر من جانب والتداعيات الاقتصادية لازمة فيروس كورونا من جانب اخر واشكاليات كبيرة .
 
فبعد سنوات من المفاوضات مع أثيوبيا والسودان لم تتوصل مصر حتي الآن  إلى أي اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يضمن لها حماية حقوقها المائية  في مياه النيل التي تعتبرها قضية أمن قومي ومباحثات تتم  مابين شد وجذب وتعنت  من الجانب الإثيوبي الذي لم يبد أي مرونة طوال سنوات التفاوض السابقة  للدفع باتجاه حلولا عادلة لدولتي المصب  وجاءت النقاط الخلافية  حول قواعد  الملء والتشغيل والسعة التخزينية للسد ضمانا لمصالح الدول المتشاركة في مياه النهر بحسب الاتفاقات الدولية للأنهار عابرة الحدود ورغم تأكيد مصر والسودان علي تماسكهم بالإطار التوافقي  الذي اتفقت عليه الدول الثلات  تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي في فبراير الماضي كونه منصفا لكافة الأطراف المعنية حيث تتمكن اثيوبيا من  تحقيق أهدافها الاقتصادية والتنموية في ظل عدم الإضرار بالحقوق المائية لدولة المصب وهو ما تراجع عنه الجانب الإثيوبي   كعادته في المراوغة  اتفاق ثم تراجع قضية المياه للمصريين هي حياة اوموت وسيناريوهات عديدة  مفتوحة علي كل الاحتمالات في اكثر من اتجاه لحل هذه الازمة والتي تعتبر من اكبر التحديات التي تواجه الدولة المصرية التي مازالت متماسكة بالحل التفاوضي. 

تحدي اخر لا يقل اهمية وهو تطورات الأزمة الليبية وحدود ملتهبة في ظل التدخل التركي السافر الذي يسعي  للسيطرة علي  ثروات ليبيا تحت رعاية حكومة الوفاق  برئاسة فايز السراج الذي دعمته انقرة واستطاعت  بمساعدة مستشاريها العسكريين وعملائها المرتزقة الذين جاءت بهم من سوريا  إلى ليبيا السيطرة علي  طرابلس وترهونة بعد معارك طاحنة  ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر الذي يقود حربا ضارية ضد الإرهاب في مسعى لإعادة الاستقرار إلى البلاد.

ولم يخف أردوغان أطماعه الاقتصادية في الموارد الطبيعية الليبية شرق المتوسط وسعيه لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حقول جديدة وجاء توقيع الاتفاق البحري بينه وبين السراج والمستفز لدول المتوسط  في العام الماضي  لينتهك به قانون البحار الدولي ويضرب بالتنديدات الدولية المستمرة عرض الحائط في بلطجة واضحة 
تشاطرالاطماع الاقتصادية لاردوغان في ليبيا اطماع اخري سياسية داخليا وخارجيا داخليا بتعزيز موقفه السياسي بعد الانقسامات الداخلية التي تضرب حزبه  خلال العامين الماضيين والازمة الاقتصادية الطاحنة والتي اضفت بظلالها علي تراجع شعبيته في الداخل التركي خارجيا تحاول  تركيا إيجاد حلفاء جدد في منطقة شمال إفريقيا بعدما فقدت حليفا بارزا في السودان بسقوط نظام عمر البشير المحسوب على تنظيم الإخوان في أبريل 2019
ازمة كبيرة حاولت فيها مصر استضافة مفاوضات  الأطراف المعنية وتقديم مبادرات لحل الأزمة دبلوماسيا واخرها  مبادرة القاهرة  التي تتضمنت إعلانا دستوريا وتفكيك للميليشيات وإعلان وقف لإطلاق النار إلا أنه سرعان ماأعلنت حكومة الوفاق رفضها للمبادرة وشنت هجوما على مدينة سرت الليبية وأكدت أنها لن تتوقف حتى تسيطر على المدينة.

وتأتي أزمة كورونا لتفرض تحدي آخر كبير على الاقتصاد المصري بعد سنوات عجاف استطاعت فيه الإدارة السياسية بقيادة الرئيس السيسي تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي لتصحيح  المسار وتنفيذ عدد من المشروعات القومية التنموية وما ان بدانا نستشعر مردود هذا التعافي الاقتصادي حتي  القي هذا الفيروس بظلاله القاتمة علي كافة مناحي الحياة وأهمها الاقتصادية ليس في مصر فقط بل العالم كله بعد التوقف الجزئي للأنشطة الاقتصادية وانخفاض الطلب العالمي وتراجع معدل الاستثمار وتراجع معدلات التجارة الدولية نتيجة الإجراءات الاحترازية التي ساهمت في تراجع نسبي للأداء  الاقتصادي العالمي . أزمات نثق في حسن إدارتها من القيادة السياسية
والمؤسسات الوطنية فمصر استطاعت علي مدار تاريخها أن تتخطي كل الصعاب وتعبر فوق أزماتها إلى بر الأمان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط