الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رضوى صورة لواقع مر!


هل يمكن أن يضعف الحب امرأة حد خسارة أعز صديقاتها والتنكيل بكرامتها بمحض وكامل أرادتها، فقط من أجل طله رضاء حبيبها؟!،... هذا التساؤل كان ولا يزال محور أحاديث الرجال والنساء من مختلف الأعمار على مشهد رضوى بمسلسل "ليه لا" والذي تصدر تريندات مواقع التواصل الاجتماعي،.. وفيه جسدت الفنانة مريم الخشت دور فتاة ترضخ لأوامر خطيبها حتى أنه خيرها بينه وبين ألاتصال أمامه بصديقة عمرها ومطالبتها بعدم حضور فرحهما، فاضطرت للموافقة خوفًا أن يهجرها كما هددها.. 

وبصوت مخنوق وبكاء يوجع قلب كل مشاهد تنفذ كلامه، ما أدى لتفاعل نشطاء توتير وفيسبوك معها، فدشنوا هاشتاج لتحليل ومناقشة موقفها باعتبارها صورة درامية تعكس واقع مرير تعيشه كثير من الفتيات تحت مسمى الغرام .. فهذا يتهمها بهشاشة المشاعر والتعاطف مع جلادها وكأنها مصابة بداء تعذيب الذات، وتلك تلومها على تفضيلها لمن نبض له قلبها وتحذرها من تبعات ارتباطهما.. أما هؤلاء فتركوا الفتاة لحال سبيلها وركزوا على بطل المشهد مؤكدين أصابته بالنرجسية والأنانية بل أن البعض نصح بضرورة عرض حالته على طبيب أمراض نفسية..

وبعيدًا عن كل ما قيل ويقال من تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي،.. فأنني أرى أن دوار لهفة بعض النساء على رجال قد لا يكونوا الأنسب ولا هم الأكثر حنانًا لكنهم يسيطرون على عقولهن بما يملكون من حيل رجولية زائفة، بات يحتاج إلى وقفة.. نعم.. وقفة نضع فيها أنفسنا مكان التائهات في شوارع العشق الضيقة..
علينا أن نسأل أنفسنا ماذا يدفع أنثى للتمسك بتلابيب حب رجل يذيقها كافة ألوان العذاب، ومع ذلك تراه الكون والذي بدونه أبدًا لن تحيا أو تكون؟!،... أعتقد أن هناك سوء فهم  لخصال الرجولة من قبل الأنثى وليس الذكر فقط.. فهي ترى في استبداده غيرة عاشق.. ومن غضبه وتحكماته قوة شخصية.. وفي ثورته وإنذاره بالرحيل حال عدم إصغائها  لكلامه دم حامي!..

 والغريب أن صاحبات المفاهيم المغلوطة لسمات الرجولة الغائبة لا يفقن من غيبوبتهن الغرامية إلا بعد وقوع الفأس في الرأس.. فبمجرد أن يغلق على أحدهن الباب وتعيش مع حبيبها تحت سقف واحد حتى تدرك أن الرجولة التي سبق وبعثرت كبريائها على أرضية قلب صاحبها ليست إلا وهم نسجته بأحلامها الأنثوية.. فالرجولة لا تأتي بالصوت العالي ولا بلوى الذراع لكنها تنبع من سمو الأخلاق.. الشهامة.. الاحتواء.. أماطة أذى المشاعر.. وستر العيوب مهما أشتد الخلاف..

للأسف تلك السمات لا تعرف بعض النساء ضرورة تمتع شركاء حياتهن بها إلا بعد قدوم صغار لا ذنب لهم في معتقدات بالية أدت لاختيارات خاطئة فكانوا هم ثمرة ضحاياها!

وحدهن العائدات من نفق مفاهيم الرجولة المغلوطة يمكنهن أن يقصوا علينا أيام وليالي الظلام التي عاشوها بفعل أعمال درامية مشوهة وأحاديث دينية متطرفة كانت وراء تغلغل حب رجال بين الذات والفؤاد وهم أبعد ما يكونوا عن ماهية الرجولة!.. 

فلو أردنا حقًا ترسيخ الأسس السليمة التي يبنى عليها الزواج علينا بتقدم أعمال درامية هادفة وبرامج دينية مستنيرة.. هكذا، نتصدى لأي معتقدات مشوشة تبعد كل البعد عن شريعتنا السمحة وعاداتنا المجتمعية.. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط