EN
طبيب بيطري شاب أنقذ حصانا من الموت بعد تعرضه لفقدان الوعي في الشارع في طقس يونيو الحار، هذا الحصان الذي انطبقت عليه المقولة «القشة التي قصمت ظهر البعير»، حيث من المؤكد انه عانى كثيرا حتى وصل للحظة الانهيار، وبعد نشر صور الحصان أثناء تلقيه العلاج لاقى إعجاب وتقدير الكثير، بعدما غاب مشهد إنقاذ الحيوانات عن الساحة واصبحت كل الصور المتداولة لتعذيبها وقتلها.
عيادة دكتور أمير أحمد يوسف تقع في طنطا، وهو طبيب بيطري حاصل على ماجستير الأمراض المعدية من جامعة القاهرة، وأخصائي الأمراض الباطنة والمعدية، الطبيب الرسمي للسيرك المصري الأوروبي (سيرك فاتن الحلو).
كالعادة بعد الحظر المتبع فإنه يتواجد بالعيادة من الساعة الثانية ظهرا حتى الخامسة مساء، وفي هذا اليوم العاشر من يونيو الجاري، كان دكتور أمير على موعد شخصي مع زوج شقيقته.
ويقول دكتور أمير لـ «صدى البلد» أنه بعد انتهاء الموعد الشخصي، وصل إلى المنزل ثم اقترح على زوج شقيقته الذهاب إلى مركز طباعة مجاور لمنزله لمشاهدة لافتة جديدة للعيادة، "كأن ربنا هداني أروح المشوار ده علشان أنقذه".
يجلس دكتور أمير في السيارة، وعند الوصول إلى ملف شارع البحر الرئيسي في طنطا رأى الحصان يسقط أرضا في أكثر منطقة زحام وحيوية بالمدينة، على الفور تحرك الطبيب البيطري لمحاولة إنقاذه، في البداية نصح المحيطين بالحصان بعدم الزحام، ثم تفاجأ بأن أحدهم يقول أنه سيحضر ماء للحصان ليشرب.
"السلوكيات الغلط كانت هتموت الحضان" هذا ما قاله دكتور أمير، موضحا لـ «صدى البلد» أن شرب الحصان للماء بعد إجهاد قد يودي بحياته نظرا لأنه بذل الكثير من المجهود ويعاني من نقص الأكسجين وإجهاد عام وسرعة معدل التنفس، وحال شربه للماء سيؤدي إلى تكسير كرات الدم الحمراء، مما قد يؤدي إلى وفاته.
طلب دكتور أمير من الجميع المساعدة في فك الأثقال عن عنق الحصان المريض، واستطاعوا أن يجعلوه يقف على قدميه، ولحسن الحظ كانت العيادة قريبة جدا من مكان إغماء الحصان، فاصطحبهم إلى العيادة، وبدون فحص مسبق هرع لإنقاذه من خلال محلول ملحي وإحضار حامل المحلول وبعض الفيتامينات والعقارات الطبية للحصان.
لاحظ دكتور أمير تحسنا ملحوظا للحصان المريض الذي قد استسلم للموت، وأجرى يوسف الفحص المعتاد للحصان واتضح أنه مصاب بأمراض سوء التغذية، ويعاني من نقص العناصر الغذائية ومع ارتفاع درجة الحرارة، أصيب بالإغماء، ونصح المسئولين عن الحصان باتباع برنامج علاجي له ونصحهم بضرورة إحضاره إلى العيادة مجددا لفصحه، "كل ده ببلاش ومكنتش عاوز حاجة غير الثواب" كما قال يوسف.
خلال التجمع صور المحيطون بالواقعة الحصان المريض، وكذلك التقط دكتور أمير بعض الصور له "لأني بنشر الحالات اللي بعالجها قبل وبعد"، ونشرها على حسابه بمواقع التواصل الإجتماعي لتوعية الغير بضرورة الاعتناء بالحيوانات، ولسبب آخر، وهو ملاحظته انتشار جرائم تعذيب الحيوانات والتي كان آخرها الوفاة المأساوية لأنثى الفيل الحامل في الهند.
