الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد العطار يكتب: هدى المختار في نومه ليلا ونهار

صدى البلد

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوة المسلمين على الزمن كله ، وطريق الناس لتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة ، وكافة أنشطته تشريع متبع إلا ما بين أنه خاص به صلى الله عليه وسلم ولذلك كانت الحاجة إلى تحديد ملامح حياته الشخصية إبرازا لسيرته صلى الله عليه وسلم وتحديدا لمعالم الصورة الإسلامية التي يتمناها كل مخلص ، تنفيذا لقول الله عز وجل ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم والآخر وذكر الله كثيرا )  (١)
ومن صور حياته صلى الله عليه وسلم الشخصية )نومه عليه الصلاة والسلام) 
فما هي صفة نوم النبي صلى الله عليه وسلم ؟  
كان صلى الله عليه وسلم ينام إذا دعته الحاجة إلى النوم ، وكان ينام على شقه الأيمن ذاكرا ربه حتى تغلبه عيناه ، وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده أحيانا وكان ينام بعينه ولا ينام قلبه (٢)

والذي يتدبر صفة نوم النبي ويقظته وجده أعدل نوم ، وأنفعه للبدن ، فإنه كان ينام على الفراش تارة ، وعلى الأرض تارة ، وعلى السرير تارة ، وكان له بساط ينام عليه بعد أن يثنيه مرتين ، وكانت وسادته جلدا حشوها ليف وكان ينام أول الليل ويستيقظ النصف الثاني لقول الله تبارك وتعالى ( يأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا) (٣) 


وكان من هدى النبي صلى الله عليه وسلم النوم وقت القيلولة(٤) لأن هذا الوقت لا تهدأ فيه الشياطين ، بل تزداد ثورة في وقت الظهيرة ، لأنها خلقت من نار السموم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس :- قيلوا فإن الشياطين لا تقيل .(٥) فمن المستحب أن ننام ونريح جسدنا في وقت القيلولة ، حتى نستعد لقيام الليل وكان هذا دأب وعمل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لقى ربه 
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم غالبا أن ينام على قفاه ومن هنا يقول الإمام الشافعي (٦)رحمه الله النوم على أربعة أنحاء 
1- نوم على القفا :- وهو نوم الأنبياء عليهم السلام ، يتفكرون في خلق السماوات والأرض 
2- نوم على اليمين :- وهو نوم العلماء والعباد 
3- نوم على الشمال :- وهو نوم الملوك ليهضم طعامهم 
4- نوم على الوجه :- وهو نوم الشيطان وهذه نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن ينام على وجهه فقال كما جاء عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل مضطجع على بطنه ، فقال :- هذه ضجعة لا يحبها الله عز وجل (٧)

ورؤى النبي مستلقيا على ظهره واضعا إحدى رجليه على الأخرى (٨) وفى ذلك إباحة وضع إحدى الرجلين على الأخرى للراحة ، ولكن هذه ليست نومة النبي صلى الله عليه وسلم المستديمة ولكنه نام بها ويمكن فعلها في أوقات الراحة وفي غيرها لمن أراد بعدما أباحها صلى الله عليه وسلم 

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدعو ربه قبل النوم ويقول :- بعد نومه على شقه الأيمن قال :- اللهم أسلمت نفسى إليك ،  ووجهت وجهى إليك ، وفوضت أمرى إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذى أنزلت ونبيك الذى أرسلت (٩)
وكان يجمع كفيه وينفث فيهما ويقرأ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما رأسه ، ووجهه ، وما أقبل من جسده وكان يفعل ذلك ثلاث مرات (١٠)

فهذه صفة نوم النبي صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين وطريق الناس لتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة .
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . والحمد لله رب العالمين.