الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفقن.. أيتها الواهمات بالنضال الفيسبوكي!


في الوقت الذي يحتفي فيه مؤشر البحث العالمي "جوجل" بعيد ميلاد نصيرة المرأة هدى شعراوي الـ141، ونستعد فيه نحن نساء مصر للاحتفال بثورة 30يونيو، والتي لولاها لضاعت حقوق ومكتسبات المرأة على يد الإخوان للأبد،.. فوجئت بفتاة تتصدر تريندات مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو تعرض فيه نفسها للزواج على الفيسبوك!.. 


والعجيب أن بعض المدافعين عنها بسوء أو حسن نية يزعمون أن فعلتها وغيرها من الباحثات عن عريس عبر المجموعات الاجتماعية "الفيسبوكية" ليس إلا مطلبا مشروعا وأحد حقوق المرأة الأساسية فلمَ لا تكسر القيود المجتمعية وتعلن عن حاجاتها لرجل مستخدمة الثورة التكنولوجية، على حد قولهم!


عفوًا آنستي وغيرك من طالبات القرب من رجال العمر، ما تقمن به لم ولن يكون أبدًا اعتراضا على العادات والمعتقدات البالية.. إنما بحث عن شهرة وقتية أو غاية لا تقال!.. فمن تريد الحلال عن حق لا تنقب عنه  في عالم افتراضي لا يعلم أحد خبايا المترددين على صفحاته، فمنهم النصاب، المتلاعب بالمشاعر، وصائد أحلام الإناث الذي يستغل حاجتهن للحب ويساومهن بكل ما يملك من وسائل احتيالية أبسطها الفوتوشوب ووصولًا إلى ما لا يحمد عقباه!..


تعالوا معًا نراجع حركات النضال النسائي الهادف علكم تعرفون ماهية المدافعات عن حقوق المرأة بدءا من هدى شعراوي التي سطر التاريخ اسمها بأحرف من ذهب وانتهاء ببنات وسيدات مصر الثائرات على جماعة إرهابية حاولت النيل من مكتسباتهن ..


فلو عدنا للربع الأول من القرن وقرأنا السيرة الذاتية للسيدة هدى شعراوي، وجدنا العديد من المعارك التي خاضتها ليس لتحرير المرأة فحسب بل وخلاص وطنها من الاحتلال الإنجليزي.. ففي عام 1919 خرجت في مظاهرة تضم  300 امرأة للمناداة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه..

 
ولم تكتفِ نصيرة المرأة بالمشاركة في الحياة السياسية بل ذهبت بمطالبها إلى إثبات أحقية بنات جنسها في العمل، التعليم، وخاضت معارك طاحنة لرفع سن زواج الفتاة إلى 16 عاما على الأقل وهو ما كان بمثابة الحلم المحال في زمنها، وبالفعل تحقق ما أرادت في عام 1923 بل وأيضًا أصبح  للنساء الحق في الانتخاب مع الرجال.. فكرهها المتأسلمون وأحبها المثقفون..


وكأن تاريخ  النضال النسائي يعيد نفسه، فبعد سنوات من حصول المرأة على حقوقها السياسية،الاقتصادية، والاجتماعية.. وتحديدًا عام 2012 وصلت جماعة الإخوان للحكم، وخلال 365 يوما فقط خرجوا علينا بمفاهيم مغلوطة، ومطالبات برلمانية تعيدنا لعصور الظلام،  فهذه النائبة تسعى لتغيير بعض القوانين الخاصة بالتحرش الجنسي معتبرة المرأة المتسببة فيه، وهذا يريد إلغاء قانون الخلع وخفض سن الحضانة من 15 إلى 7سنوات ، فضلًا عن النزول بسن زواج البنات، وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل ووصل لدعاوي البعض لإجراء ختان الإناث مجانًا .. وهنا كانت ثورة الـ30 من يونيو2013 التي خاضتها نساء مصر ليس دفاعًا عن حقوقهن فقط لكن خوفًا على مستقبل وطنهن وغد أبنائهن غير معنيات بكل التهديدات الإخوانية، فكان الخلاص من جماعة تحمل أفكارا متطرفة كادت تعصف بالبلاد..

     
هكذا..كانت أحوال النساء الثائرات على الأوضاع المرفوضة والتي سأظل أنا وأنتِ وكل عاشق لأرض مصر يفخر بهن، ليت الواهمات بالنضال على شاشة الشبكة العنكبوتية  يتعلمن المعنى الحقيقي لتحرير المرأة فهو أبعد ما يكون عن عرض أنفسهن للزواج  على الفيسبوك بحجة الثورة على تقاليد منتهية الصلاحية!..   
 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط