الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد شاهين يكتب: تخفيف قيود كورونا

صدى البلد

رغم استمرار الوفيات والإصابات بفيروس "كورونا" وعدم التوصل إلي  مصل وقائي أو علاج ناجع من هذا الوباء  فإن العالم قرر التعايش معه والتخفف تدريجيًا من قيود وإجراءات الحظر التي أنتجتها الدول كافة قبل قرابة ثلاثة أشهر لما صاحب هذه الإجراءات من جمود بكثير من النشاطات وخسائر اقتصادية فادحة تعجز عن تداركها كبريات دول العالم.

عودة الحياة إلي طبيعتها مع "كورونا" قرار إجباري . إذن. لجأت إليه جميع دول العالم لمواصلة الحياة والوفاء بمتطلبات الشعوب ولاسيما في ظل مؤشرات بإستمرار الوباء لفترة مقبلة غير محددة.

لم يعد يكفي التعايش مع وباء الكورونا لتفادي المزيد من الخسائر البشرية و التعديات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي خلفها الوباء علي كل شعوب العالم .. بل المطلوب منا جميعا كأفراد ومؤسسات وحكومة أن نستخلص العبر والدروس المستفادة من الظروف الصعبة التي مررنا بها طوال الشهور الماضية خاصة وأن التقارير الطبية العالمية والمحلية تؤكد أن الوباء عالميًا وإقليميًا ومحليًا لم ينحسر بعد ولا يدري أحد متي نتخلص منه .. كما لا يمكن التوقع بما سيحدثه الوباء بالعالم مستقبلًا خاصة وأن العالم المتقدم الذي ابهرنا بكل الاكتشافات والاختراعات وتسابق إنتاج أسلحة الدمار الشامل لايزال يقف عاجزًا عن اكتشاف علاج أو مصل لهذا الفيروس المدمر.

إن الجائحة التي يمر العالم بها حاليًا أصابت الكبير والصغير و أسكنت الناس بيوتهم وأفقدت الآلاف وظائفهم وجعلت الملايين رهينة الحبس الوجوبي والخوف والترقب من المجهول بل وشهد العالم علي مدي الشهور الماضية استعدادات غير مسبوقة وإجراءات احترازية وقائية غير معهودة . لكن استمرار الوباء لا يعني أن تتوقف الحياة . فليس معني وجود جائحة أن نغلق الأبواب جميعها وننتظر الأرزق من غيرنا ولاسيما أن الجائحة عامة فما أصابنا أصاب غيرنا وما نعانيه يعانيه غيرنا كما أنه ليس لنا أن نوقف حياتنا انتظار للموت فهذا . فهذا مجافاة للسنن الإلهية.


ويشدد علي ضرورة الالتزام بسبل الوقاية مشيرا إلي نفس الإنسان التي بين جنبيه ليست ملكًا له يكرمها أو يهينها بل هي ملك الله عز وجل أمانة عند صاحبها إلي أن يقضي الله أجله لذا فيجب أن ينظر كل مواطن للضوابط الصحية علي إنها لمصلحته هو بالأساس وليس لمصلحة الدولة لذا فمن واجب المواطن أن يراعي هذه الضوابط ليس لمجرد الإلتزام بالقواعد أو هروبًا من قيمة الغرامة والمخالفة بل للوقاية والحفاظ علي النفس والغير من وباء لم نصل إلي علاج له بعد.

ويحذر من استغلال من يعرفون بـ "تجار الأزمات" حاجة الناس للمطهرات والكمامات والقفازات باحتكار هذه الأشياء أو بيعها بأثمان مبالغ فيها مشددًا علي أن المرحلة تقتضي التلاحم والتكافل والتكاتف وليس الاستغلال والاحتكار والمتاجرة باحتياجات الناس وأقواتهم.

وإني لأقف محذرًا من محاولات التشكيك في جهود الدولة والإنسياق وراء الشائعات والمعلومات مجهولة المصدر ولاسيما التي تتعلق بالوباء وإنتشاره وظهور أدوية وقائية أو علاجية . وداعيًا إلي التثبت من المعلومات والاقتصار علي المصادر الموثوقة وأهل التخصص.
 

ونرجو ألا نكون كمن "يزرع الريح ليحصد العاصفة".