الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في الذكرى الخامسة للشهيد هشام بركات.. هكذا نعته ابنته بكلمات شجاعة

الشهيد هشام بركات
الشهيد هشام بركات ونجلته

في ذكرى والدها النائب العام الراحل الشهيد البطل هشام بركات رثت المستشار مروة  بركات والدها بكلمات مؤثرة ومعبرة عن قيمته وقدره وعن الحب الذي أصبحت تراه كل يوم في وجوه كل المصريين وعن السمعة المشرفة  وهو الموروث الحقيقي الذي تركه كإرث لها ولعائلته والذي سيظل ممتدا تتحدث عنه كل الأجيال لما كان له من شجاعة وإقدام ومواقف ثابتة في وجه اهداف الوطني حيث نعته قائلة:


 

حبيبي الشهيد الصائم البطل نائب عام مصر


بعد التحية.... رحلت عن الدنيا يوم ٢٩ يونيو ٢٠١٥ لم تسعد برؤيتى على منصة القضاء .. و اليوم تمر على ذكراك خمس سنوات لذلك قررت أن أخبرك عن  انتصاراتي الجديده الصغيرة وأجزم أنها كانت ستفرحك وتجعلك تحتفي بي .... فلقد أصبحت منذ أن  تركتنى وحدى في الدنيا قاضيه جنائي مجتهده تميزت في عملى بتطبيق نصائحك لي   ...ولكن الأمر لم يكن هينا، لقد أخذ منى الكثير والكثير من الوقت حتى اكون قاضية متميزة، كنت أخطو خطواتى ببطء وروحى كانت مثقلة ولكن كلما تذكرتك وأنت بجانبى تسارعت خطواتى وخفت روحى وكأننى أركض إليك، بابا حبيبي ، أنت تعلم أكثر من الآخرين أننى لم أكن أبدا الشخص الذى يسارع فى سباق الحياة، كنت آخذ كل مرحلة كما هى كنت أتعامل معها بطموح واجتهاد ، كنت أعلم أنك بجانبى وأن ما قد يفوتنى فى سباق الحياة  سوف أحصل عليه منك، منك أنت وحدك أنت الذى كنت بالنسبة إليّ بوابة على  العالم وسر من أسراره، فكيف أدخل فى سباق الحياة مع الآخرين وأنا معي الحياة بأسرها..

 

حبيبي فقد دخلت سباق تطبيق العدالة حتى أكون لائقة للقب  بنت البطل الشهيد الصائم  .. ولكن بداخلى كنت  آراه سباقا مع الروح والنفس، سباقا مع الآلم والفجيعة، سباقا مع الخذلان والانكسار، سباقًا مع الذات وللذات. تعرف جيدا أنك أول شخص أشاركه كل شيء يحدث في حياتي وها أنا في أول العام القضائي القادم سوف أعتلي منصة محاكم الاستئناف وكم وددت لو أنك هنا لأخبرك كيف يحاول العالم أن يصالحني، وأن الأشياء الطيبة التي تحدث لي بشكل أو بآخر أنت جزء منها والسبب فيه. اكتشفت معنى جديدا للسعادة والامتنان يا شهيد بسببك.

 

وكأنني كلما حاولت تقديم يد العون والمعروف على طريقتك، تأخذني يدك إلى الإنسان بداخلي. اكتشفت معنى أن أمنح ما أنا في أشد الحاجة له، لأجد الله ينقذني في مواقف صعبة، ويرسل لي رحماته ولطفه على هيئة بشر. وعندما كنت أحس بالوحدة كانت تلمس أطرافي نسمات باردة من روحك، وإذا تألمت كثيرا ألهمني بأنه لن يضيعني، وأنني على الأقل عشت كل هذا معك.

 

 أشعر أن الله يحبني بسببك، لك أن تتخيل. اعرف أننى لا أجيد الحياة، رغم أني أحبها. وتعلم أنني قد نال مني اليأس و الارهاق ما قد نال، وأنني كثيرا ما أشك فى كل شيء، لكنني ما زلت على ثقة تامة و إيمان بك فـ ما تخذلنيش كن بجانبى أينما كنت فوجودك يصنع المعجزات، كما كان حاضرك يصنع الأشياء.. حبيبي اشتقت إليك واشتاقت روحى إليك  سلامي إليك ولروحك أينما كنت يا صديقي وحبيبي والسلام ختام.