الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التمييز ضد تاء التأنيث يكشفه الشريف!


هل الإبداع يفرق بين امرأة ورجل؟! أليست الأخلاق، الفضيلة، القيم والمبادئ واحدة في المجتمع بصرف النظر عن جنس قائلها؟! فلماذا يصر البعض على ربط الطهارة بالأنثى فقط، وكأن الحرام مرهون بتاء التأنيث؟!


أسئلة كثيرة طرحتها وحيرة أكثر عايشتها، وأنا أتابع تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تصريح الفنان يوسف الشريف، بعدما أعرب عن رفضه لأداء المشاهد الساخنة، وكتابة ذلك عند أبرام أي تعاقد فني خلال لقائه بإحدى القنوات الفضائية، لن أتحدث عن رفضي أو قبولي لما قال، ولا عن الضجة الفيسبوكية والجدل الذي وصل حد انقسام الفنانين وجمهور المشاهدين لفريقين أحدهما مؤيد لوجهة نظره رافعًا له القبعة  على التزامه، والآخر يعارضه حد التنمر واتهامه بما هو أخطر.   


 فكل ما قيل ويقال، لا يعنيني مناقشته ليس لعدم اهتمامي بدنيا الفنون بل لوجود نقاد أجدر منى للحديث عن الحبكة الدرامية وما تمليه من مقتضيات تفيد العمل.


فما الإبداع إلا حرية فكر يأخذك لعالم قد يتفق أو لا مع مفاهيمك ومعتقداتك، فلماذا إذن كل هذا الهجوم على فنان لا يجد نفسه في مشهد معين ويرفضه؟! أليس احترام الرأي الآخر من أبجديات حرية الإبداع؟!


والأهم من كل ما سبق وهو ما دعاني لكتابة هذا المقال، لماذا قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن فنانا رجل رفض أداء المشاهد الساخنة، حتى اتهمه البعض بالعودة بنا للوراء، بينما لو قالت نفس هذا التصريح فنانة امرأة صفق لها الجميع وانهالت عليها تعليقات المدح والاحترام!


تعالوا معًا نراجع تصريحات الفنانات من وقت انتشار ظاهرة الحجاب بينهن، وإعلان بعضهن عن رفض القبلات حتى لو كان العمل الدرامي يتطلبها بين الابن وأمه، أو الأخ وأخته على سبيل المثال، من وقتها وحتى الآن وغالبية الآراء تشجع وتدافع باستماتة عن وجهة نظر الفنانة الملتزمة.


 وبعيدًا عن نجمات الحجاب، لو عدنا لآخر فترة التسعينات التي ظهرت فيها ما أطلق عليه موجة "السينما النظيفة" التي لا تحتوي على قبلات وعري وتناسب كل أفراد الأسرة، وإعلان كثير من الفنانات الشابات حينذاك عن رفضهن لأي مشهد خارج، وما صاحب ذلك من تهليل وعرفان جماهيري، حتى أن بعضهن حين كسرن القاعدة بأفلام تحتوى على حدوتة أو مشهد ساخن فيما بعد نلن من الهجوم ما لا يحتمل!


والغريب أن جميع الشرائع السماوية لا تفرق بين الرجل والمرأة في الأحكام فلماذا يفرق البعض بين رؤية الفنان والفنانة للمشاهد الساخنة؟! يتبنى رفض تلك وبكل ما أوتي من أسانيد مجتمعية يتوجها ملكة على عرش الفن، ويتبرأ من هذا ويلصق به أبشع التهم لمجرد رفضه للمشاهد ذاتها.


أعتقد أن هذا التناقض يؤكد أن هناك تمييزًا صارخًا لا يزال عالقًا في أذهان البعض ضد النساء، فليس عجيب إذن أن نسمع عن أب يصر على إجراء عملية ختان لبناته رغم كل الحملات المناهضة للختان، ولا زوج يمارس العنف اللفظي أو الجسدي بحجة تأديب زوجته، لأن القضاء على كل أشكال العنف يعتمد على محو ثقافة الهيمنة الذكورية السائدة في مجتمعنا والتي تربط الطهارة بالمرأة وفقط.


 وليكن ما شاهدناه من انعكاسات جماهيرية بين الشريف وتصريحاته وغيره من الفنانات اللاتي سبق وأعربن عن رأي  مماثل أولى خطواتنا في عمل خطة ممنهجة لتصحيح المفاهيم غير المساوية بين المرأة والرجل.     

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط