الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سرق اختراعه وحرمه من جائزة نوبل.. قصة العداء الكهربائي بين إديسون وتسلا

توماس إديسون ونيكولا
توماس إديسون ونيكولا تسلا

"توماس إديسون" بمجرد ذكر هذ الاسم؛ يتبادر إلى ذهن الكثير المصباح الكهربائي، الذي نسب إليه اختراعه، إلا ان الحقيقة كانت من نصيب مخترع آخر، صاحب ومنفذ فكرة المصباح، والأشهر في مسيرته العلمية، لكنه لم يكن الوحيد، حيث قدم العالم الصربي نيكولا تسلا، العديد من الإنجازات وبراءات الاختراع في الكهرباء والفيزياء، حتى لُقب بالعديد من الألقاب ومنها "أبا الفيزياء"، "الرجل الذي اخترع القرن العشرن" و "القديس شفيع الكهرباء الحديثة".

ففي مثل هذا اليوم عام 1856، ولد "تسلا" لعائلة صربية، تعود أصولها إلى غرب صربيا بالقرب من الجبل الأسود، حيث كانت ولادته في قرية سميلجان في الإمبراطورية النمساوية (كرواتيا)، لوالد كاهن في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، أما والدته دوكا فقد كان والدها أيضًا كاهنًا أرثوذكسيًا.

ونشأ المخترع الصربي ولديه موهبة في صنع الأدوات الحرفية المنزلية والأجهزة الميكانيكية والقدرة على حفظ القصائد الملحمية الصربية. المواهب التي أرجعها فيما بعد لجينات والدته وتأثيرها على الرغم من كونها غير متعلمة.

وفي عام 1882، انتقل تسلا إلى فرنسا للعمل في شركة إديسون في أوروبا لتصميم وتطوير الأجهزة الكهربائية، ثم هاجر بعدها بعامين إلى الولايات المتحدة وليس معه أكثر من حقيبة ملابس ورسالة تعريف كتبها للمخترع الشهير ورجل الأعمال توماس إديسون، الذي كانت أعماله الكهربائية القائمة على التيار المستمر قد أصبحت منتشرة في البلاد.

وظَّف إديسون،  تسلا، وعمل الرجلان بلا كلل مع بعضهما البعض مما أدى للتحسينات على اختراعات إديسون. ومع ذلك وبعد عدة أشهر افترق الاثنان بسبب العلاقة التجارية العلمية المتضاربة، والتي نسبها المؤرخون إلى الاختلاف الشاسع في شخصياتهما. ففي حين أن إديسون شخصية سلطوية ركزت على التسويق والنجاح المالي، كان تسلا خارج السباق التجاري ومهتمًا في الجانب العلمي البحت.

بعد أن ترك تسلا شركة إديسون، تشارك مع رجلي الأعمال روبرت لين وبنجامين فيل، اللذان وافقا على تمويل شركة للإنارة الكهربائية سمّاها تسلا على اسمه. والتي قامت بتثبيت أنظمة إضاءة تستخدم المصابيح القوسية الكهربائية التي صمّمها تسلا. كما صمم مفاتيح تحويل لمحركات الدينامو الكهربائية التي كانت أول براءات اختراع تسلا الصادرة في الولايات المتحدة، والتي نسبها إليه توماس إديسون فيما بعد.

توالت بعدها العديد من الاختراعات والإسهامات التي شارك فيها تسلا وأهمها اختراع الراديو واكتشاف الأشعة السينية، فضلا عن توليد الكهرباء من المياه وغيرها من الاختراعات البارزة في القرن العشرون، والتي استحق عليها الفوز بجائزة نوبل وبالفعل تردت الأخبار عن فوزه بالجائزة مناصفة مع إديسون، لكنها ذهبت في النهاية إلى عالمين آخرين.

ويزعم كُتّاب السيرة الذاتية لتسلا أن إديسون وتسلا هما الفائزين الأصليين، وأن كلاهما لم يُمنح الجائزة بسبب عدائهما، حيث قلّل كل منهما من إنجازات الآخر ومن أحقيته في نيل الجائزة؛ حتى أنهما تنازعا أولوية تلقّي الجائزة؛ فرفضا التشارك فيها؛ وأن إديسون الغني رفضها لمنع تسلا من الحصول على مبلغ $20,000 قيمة الجائزة.

في السنوت التالية لتلك الشائعات، لم يحصل تسلا أو إديسون على الجائزة، رغم ظهور اسم إديسون في ترشيحات الجائزة لسنة 1915، واسم تسلا في ترشيحات سنة 1937.

عانى تسلا من انهيار عصبي في سنواته الأخيرة، حيث أصبحت أفكاره أكثر غرابة وليست عملية، كما صار يميل لكونه غريب أطوار وكرس الكثير من وقته لرعاية الحمام البري في حدائق مدينة نيويورك، حتى توفى فقيرًا ووحيدًا بانسداد شرايين القلب في 7 يناير 1943 في مدينة نيويورك وهو يناهز السادسة والثمانين، حيث عاش فيها ما يقرب من 60 عامًا.