الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفجيرات طهران القوية.. من يفعل ذلك؟


منذ اللحظة الأولى، التي بدأت فيها تفجيرات العاصمة طهران وأعلن عنها قبل أسبوعين، بتفجير ضخم يطال موقع "بارشين" العسكري النووي في العاصمة طهران، كان واضح للعالم أجمع أن التفجير الذي أشعل نارا هائلة والتقطت صورا له وشعر به كل سكان طهران، ليس تفجيرًا عاديا ولا يمكن أن يعزى إلى انفجار أنابيب غاز طبيعي، أو غير ذلك من مزاعم ساقتها السلطات الإيرانية للعالم.

 وبعد "بارشين" جاء تفجير موقع نظنز العسكري النووي وكان واضحا كذلك انه لايعقل ان تكون يد الطبيعة هى التي تفجر هذه المواقع شديدة الحساسية داخل العاصمة طهران. وإنه إذا كان هناك خطأ في المرة الأولى، فإن لايعقل أن يتكرر في المرة الثانية، وزاد الطين بلة، عندما التقطت الأقمار الصناعية صورا لحريق ضخم في المكان، تلا الانفجار، ممتد على طول مئات الأمتار، عندها أدركت طهران أنه من الصعب أن تداري عمليات التدمير الواسعة في تفجير "نظنز" العسكري، فقامت بفتح تحقيق لمعرفة الأمر، ثم بدأ المسؤولون الإيرانيون يرددون أنه اذا ثبت أن تفجيرات طهران من الخارج فسيكون لإيران ردا مناسبا!

ولم تفق إيران من "نظنز وبارشين" حتى جاءت تفجير بعد آخر في منطقة "باقر شهر" وأمس تفجير في غرب  العاصمة طهران، قالت تقارير عدة إنه أصاب مستودعات صواريخ الحرس الثوري.

وهكذا فالأمر مريب فعلا، ولا يعقل أن تدمر المواقع العسكرية والنووية الحساسة في قلب طهران، بهذه الطريقة التراجيدية ثم لا يكون هناك تفسير واضح مقنع.

والحاصل أنه هناك تفسير واضح للعالم كله، إلا للسلطات الإيرانية التي لا تريد أن تعترف بالفضيحة التي تحرق وتزيل منشآتها العسكرية من على وجه الأرض.

 لا شك أن إسرائيل هى التي تقم بذلك، وهذه ليست تخمينات ولكنها "وقائع عسكرية" مسجلة، بعدما استطاع رادار روسي رصد عبور طائرات مسّيرة إسرائيلية عبور المجال الجوي لأذربيجان، قامت بدكّ مواقع طهران العسكرية، وخرجت وزارة الدفاع العسكرية في أذربيجان لتكذب هذه الواقعة، وتقول إن هناك وشاية بها. للإيقاع بينها وبين طهران.

لكن المعروف والمعلن أن اسرائيل هى التي تقوم بدك مواقع الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات إيران في سوريا على مدى الأعوام الماضية، وفي العام ونصف الأخير، وفق تقارير إسرائيلية رفيعة، فقد تم القيام بنحو 200 غارة إسرائيلية ضد مواقع إيران في سوريا ودون أن تجرؤ إيران على ارد أو على الاعتراف، كما خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وقبله وزير الدفاع، قبل نحو أسبوعين ليؤكدا أنهما لن يسمحا لإيران بتطوير أسلحة خطيرة، أو الوصول لسلاح نووي.

القضية هنا هى الحقيقة، في حادث مهم وحيوي مثل هذا يشغل العالم كله، وإذا كان لدينا موقف ثابت ومستقر، رافض للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان السورية والضفة الغربية للأردن، فإن لدينا موقف ثابت أيضا رافض لقيام إيران باحتلال 4 عواصم عربية هى دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء.

المطلوب أن تفصح ايران، عمن يدمر مواقعها العسكرية في سابقة لم تحدث من قبل، وان تواجه العالم بشجاعة، لا أن يكتفي النظام الإيراني الديماجوجي، الذي يتلفح بشعارات إسلامية أنه ضد اسرائيل ويساند المقاومة، وما شابه من شعارات، ثم هو في النهاية غير قادر حتى عن الدفاع عن العاصمة طهران او عن نفسه فما باله بالمقاومة التي يؤجج نارها ويوعز بها لميليشياته.

دك طهران، في رأيي، هو نقطة ومن أول السطر، وبكل المقاييس سواء استمر نظام آيات الله الحاكم في طهران، في الإنكار أو تجرأ واعترف بمن يضربه، وبجنسية الطائرات والقاذفات التي اقتحمت حرمة مجاله الجوي، وفعلت ما فعلت، ستكون هناك تداعيات خطيرة في المستقبل.

والمرتقب قلاقل واضطربات، قد تنتج عن مواجهة إسرائيلية – إيرانية او مزيد من الضربات المدمرة لنسف باقي مواقع طهران على غرار ما يحدث في العاصمة السورية دمشق.

نظام آيات الله داعم للإرهاب والفوضى وبالتعاون مع قطر، ودوره المخرب في العواصم العربية يستدعي تحركا اقليميا موازيا، وإذا كنا نرفض تطاولا إسرائيليًا ضده من ناحية المبدأ، فإننا نرفض تطاوله هو قبل كل شىء على العواصم العربية وتهديد أمن الخليج العربي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط