الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتهاك الخصوصية في مجتمعاتنا


لكل إنسان منا خصوصية يمتلكها كيفما يشاء ، فهناك مساحة خاصة يحددها كل شخص منا تعتبر مساحه من الخصوصيه من حق الشخص أن يحافظ عليها ويمنع اختراق هذه الخصوصيه عن أعين الأخرين وتطفلهم.



تعرّف الخصوصية اصطلاحًا بأنّها الحق الذي يملكه الإنسان في المحافظة على سرية معلوماته وعلاقاته الشخصية ، وأيضا هناك ما يُسمّى بالخصوصية البدنية، والتي يُقصد بها عدم إلزام الآخرين بتجربة موقف أو شخص رغمًا عنه، ويتعدّى مفهوم الخصوصية ذلك بكثيرْ، فهي تقتضي إيجادَ نوعٍ من التقييد حولَ معرفةِ الحالة الذهنية للأفراد، وعدم وجوب التدخل في القرارات الخاصة بهم أو فرضِها عليهم.



وقد يستهين البعض بخصوصية الأخرين ويهونون من التعامل مع خصوصية الأخر كما لو أنها شيء من حق الأخر دون الرجوع لصاحب الشأن ، ونجد بعض الأسر لا تحترم خصوصية الأبناء وتستبيح تلك الخصوصية وتتعامل مع الابناء كما لو كانوا شيئا ماديا يمتلكونه ، وهناك بعض الأصدقاء يتعاملون مع خصوصية بعضهم البعض بشيء من الاستهانة والاستباحة فى تداول المعلومات وانتهاك للخصوصيات كما لو أنها شيء مباح للجميع ، ونجد ايضا وسائل الاعلام تنتهك بعضا من خصوصية الشخصيات العامه والفنانين والمشاهير كما يتعاملون مع سلعة من السلع يتم الترويج لها وكشف خباياها للأخرين بغية السبق الاعلامى دون أدنى احترام لخصوصية الأخر.



كما نجد بعض القيادات يتعاملون مع المرؤوسين من الموظفين بانتهاك لتلك الخصوصيه وفرض الاراء وتحديد الأهداف والخطط وتجاهل للرغبات بعيدا عن قوانين واجراءات الوظيفة فأصبح الموظف ملكا للقياده العليا ومن حق المرؤوس اختراق خصوصية العاملين فى الإدارة التابع لها الموظف. 



أيضا أصبح حاليا فى عصر شبكات التواصل الاجتماعى تداول معلومات أو نشر صور أو نشر بعض الموضوعات عن اشخاص دون أدنى حق لهم فى تعبير صارخ عن انتهاك خصوصية الأخرين والتدخل فى حياتهم الشخصية وحريتهم دون أدنى اعتبار لحرية الأخرين فى اختيار أسلوب حياتهم.



الامر له انعكاسات سلبية على من يتم التعدى على خصوصيته الشخصية ، فالامر يؤثر بالسلب على نواح عديده منها التسلط وفرض الهيمنة على خصوصية الاخرين من خلال نشر معلومات أو صور أو بعض من اسرار حياته الشخصية ، مما قد يجعل من ذلك وسيلةً للسيطرةِ عليه، وجعلِ قراراته وسلوكيّاته رهينةَ الآخرين، وقد يتجاوز الأمرُ إلى تشويهِ صورتِه، والتحكم به من قِبلِ الأشخاص الخطأ.



يحتاج كل منا قسطا من الراحه بعيدا عن اعين الاخرين بعيدا عن ضعوط العمل ومشاكل الحياه ، قد يركن المرء منا الى استرجاع أنشطة او هوايات او قضاء وقت من الاسترخاء بعيدا عن اعباء العمل ، وليس من حق أحد اختراق خصوصية الشخص سواء بالتليفونات أو محادثات التواصل الاجتماعى وفرض انتهاك تلك الخصوصية.



يحتاج كل منا ممارسة حياته بالشكل الخاص به وليس مطلوبا تبريرك  للاخرين عن تصرفاتك وافكارك مادمت لا تتسبب في أي اختراق لخصوصية الاخر ولا تتعدى على حريته.



نحتاج حقا أن نتعلم كيف نحترم خصوصية الأخرين ، نحتاج ان ننشئ جيلا يعى أن حريته تبدأ من احترام خصوصية الأخرين ، نحن فى أحوج الأوقات للتركيز على مفهوم الخصوصية واحترام الأخر من خلال مؤسسات التنشئة وخاصة الأسرة.



نحتاج لاسترجاع بعض المفاهيم الأخلاقيه التى سقطت منا فى زحمة دوامة الحياه نحتاج التركيز على احترام خصوصية الاخر من خلال ثقافة الاستئذان أن نطرق الباب ويؤذن لنا قبل الدخول ، نحتاج الى سؤال الأخر عن الميعاد المناسب له للحديث معه قبل انتهاك خصوصيته بالحديث فى وقت قد يكون الأخر لايرغب فى الحديث ، نحتاج للاستئذان قبل الجلوس فى المكان المخصص للاخر ، نحتاج عدم مقاطعة الاخرين لحديثهم والاستماع الجيد لهم إذا كان لدى الرغبة فى استكمال الحديث ، نحتاج الى تبادل الحديث وليس فرض لغة الحوار على الطرف الاخر.



نحتاج أن نتعلم متى نسأل وكيف نسأل ونعلم أن هناك بعض الاسئلة ليس من حق الاخر الاجابة عنها وهناك بعض الاسئلة لا تفيد الاجابة عنها بشيء خاصة الاسئلة الشخصية التى تتعلق بخصوصية الاخر.



نحتاج أن نعطى لأبنائنا قدرا ومساحه كبيره من الخصوصية على اساس احترام قوانين الاسره وقوانين المجتمع والبعد كل البعد عن التطفل والفضول ، حتى نستطيع خلق جيل لديه احترام لذاته وللاخر، جيل لديه قدر من الثقه بالذات ، لديه قبول لنفسه وللاخر له حدود ومعالم لتفرد شخصيته يحدد من خلالها تعامله مع الاخر.. وللحديث بقية 



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط