الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

له أجر عمرة.. علي جمعة: الرسول حرص على الصلاة في هذا المسجد خاصة يوم السبت

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من أهم الأماكن المقدسة في المدينة مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في الإسلام، حيث خطه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيده عندما وصل المدينة مهاجرًا من مكة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة- رضي الله عنهم-.

وأضاف « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أن الله - عز وجل- أخبر في كتابه بأنه مسجد أسس على التقوى من أول يوم، فقال: «لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ»، [التوبة :108]، مشيرًا إلى أنه كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، وكأنه يأتيه خاصة في يوم السبت، فعن ابن عمر -رضي الله عنها- قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا، كان عبد الله يفعله»، [رواه البخاري]. 

وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرص على زيارته والصلاة فيه، فقال : «من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة»، [رواه ابن ماجة، والبيهقي، والطبراني في الكبير] ويقول -صلى الله عليه وسلم-:  «من خرج حتى يأتي هذا المسجد-يعني مسجد قباء -فصلى فيه كان كعدل عمرة» [رواه أحمد، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه]. 

ونبه المفتي السابق أن المسلمون اهتموا بمسجد قباء على مر العصور، فجدده عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة، ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسيني، وظل الحكام والملوك يعتنون به وبتجديده حتى ذلك العهد؛ حيث امتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، ولكن جعل له أربع مآذن عوضًا عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 مترًا. 

وأكمل أن المسجد بني على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقًا وغربًا برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها : 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 مترًا، و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق.

وأردف أنه بلغت مساحة المصلى وحده 5035 مترًا مربعًا، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة.


وتحدث الدكتور على جمعة في وقت سابق عن بعض أماكنها المقدسة الشهيرة بالمدينة المنورة، قائلًا: « أهم ما يشرف المدينة النبوية الحرم النبوي الشريف الذي يشتمل على المسجد النبوي والروضة الشريفة التي تضم الجسد الطاهر، ويلي الحرم النبوي في العظمة البقيع، هو المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-».

وأفاد عضو هئية كبار العلماء أن البقيع أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سور الحرم النبوي، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع، وتبلغ مساحته الحالية 280 ألف متر مربع، مبينًا: « البقيع هو تلك المقابر التي ضمت الأجساد الطاهرة من آل البيت الكرام كالسيدة فاطمة الزهراء، وابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم، وعمه العباس.

وتابع المفتي السابق: وعمته صفية، وحفيده الحسن بن علي -رضي الله عنهم- أجمعين، وكذلك يضم أجساد زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم -عدا خديجة وميمونة، كما يضم أجساد العديد من الصحابة أمثال عثمان بن مظعون، وأسعد بن زرارة، وغيرهم الكثير وقد يصل عدد من دفن في البقيع من الصحابة إلى عشرة آلاف صحابي.

وأبان  إلى أنه تستحب زيارة هذه المقابر لما في ذلك من صلة وبر وبركة بأصحابها، واتباعا لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث كان يزورها ويدعو لمن دفن فيه، فقد وردت الآثار الكثير في ذلك منها : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد»، [رواه مسلم].