الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا يثير الرعب مجددا في أوروبا.. تخوفات من موجة ثانية ودعوات باليقظة والحذر

صدى البلد

وسط ارتفاع حاد في عدد حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، دعت جميع البلدان الأوروبية مواطنيها إلى توخى الحذر واليقظة.

فقد حذر مسؤولو الصحة الإسبان من أن البلاد قد تشهد بالفعل "موجة ثانية" من الفيروس المستجد، كما أبلغت فرنسا وألمانيا وبلجيكا عن ارتفاع حاد في عدد حالاتهم.

ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، ذكَرت البلدان في جميع أنحاء أوروبا الناس بالحاجة إلى اليقظة وسط تزايد الحالات مع استمرار موسم العطلة الصيفية.

وقالت فرنسا، يوم الجمعة، إنها تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى منطقة كاتالونيا الإسبانية للمساهمة في احتواء انتشار الفيروس، في حين قالت النرويج إنها تعيد فرض متطلبات الحجر الصحي لمدة 10 أيام على القادمين من إسبانيا - وهي إجراءات أثارت شبح تجدد القيود الحدودية عبر القارة.

وتتتبع وزارة الصحة الإسبانية أكثر من 280 بؤرة تفشي نشطة في جميع أنحاء البلاد. ويوم الجمعة، سجلت 922 حالة جديدة بـ كوفيد-19- بانخفاض طفيف عن 971 في اليوم الذي يسبقه.

وقالت ماريا خوسيه سييرا، نائبة رئيس المركز الإسباني للطوارئ الصحية للصحفيين يوم الخميس: "يمكن أن تكون بالفعل موجة ثانية لكن هذا ليس أهم شيء"؛ مؤكدة أن "الشيء الأكثر أهمية هو أننا نواصل متابعة ما يجري، ونرى ما هي التدابير اللازمة، ونتخذها في وقت مبكر".

وقالت أيضا إن الناس بحاجة إلى تذكر أن معدل الإصابة بالفيروس قد تضاعف ثلاث مرات في أسبوعين فقط، من 8.76 حالة لكل 100ألف شخص في 3 يوليو إلى 27.39 لكل 100ألف. وأضافت: "من الواضح أن المنحنى يرتفع، لكن دعونا ننتظر لنرى ما هو الموقف الذي نحن فيه".

وقد تم تشخيص ما يقرب من 8000 حالة في كاتالونيا خلال الـ 14 يومًا الماضية - وهو ما يمثل نصف إجمالي عدد الحالات التي تم اكتشافها عبر إسبانيا.

وقال وزير الصحة العامة في كتالونيا، جوزيب ماريا أرجيمون، إن الوضع في برشلونة وحولها "في مرحلة حرجة" ودعا الناس إلى الاستجابة لطلب الحكومة الإقليمية بعدم مغادرة منازلهم إلا في حالة الضرورة القصوى.

وهناك مخاوف متزايدة من انتشار الفيروس من قبل الناس الذين يذهبون إلى الحانات والنوادي الليلية، وقد تكون هناك حاجة إلى فرض قيود للحد من ارتفاع الحالات.

بينما أعلنت حكومة مدريد الإقليمية، يوم الجمعة، أنها تعتزم إعادة النظر في المبادئ التوجيهية بشأن عدد الأشخاص المسموح لهم بالاجتماع ليلا.

وقال نائب وزير الصحة العامة في المنطقة، أنطونيو زاباتيرو، "سنطبق إجراءات على الحياة الليلية، بما في ذلك الحد من عدد الأشخاص المسموح لهم في البارات والمطاعم أو أماكن الاجتماع الأخرى لأن الفيروس يحب الحركة والتجمعات الكبيرة".

وفي فرنسا، أبلغت هيئة الصحة الوطنية، عن 1062 حالة جديدة، يوم الخميس، وقالت إنه في حين كانت هناك زيادة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما والأشخاص في دور الرعاية، فقد تم الإبلاغ أيضا عن ارتفاع في الحالات بين "الشباب".

وقالت السلطة إنه كان هناك تباطؤ في تطبيق الإجراءات الاحترازية وذكّرت الناس بضرورة الحفاظ على التباعد الجسدي.

وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة اجتماعا لمجلس الدفاع في البلاد لمناقشة الزيادة في القضايا والنظر في إجراءات جديدة بما في ذلك ما إذا كان سيتم تشديد الرقابة على الحدود مع بلجيكا وإسبانيا وإجراءات الحجر الصحي المحتملة للمسافرين الدوليين في المطارات.

وفي ألمانيا، فقد أعلن معهد روبرت كوخ الألماني عن 815 حالة جديدة يوم الجمعة، مقارنة بـ 583 قبل أسبوع و 395 في الأسبوع السابق.

وباستثناء التفشي الأخير في مصانع معالجة اللحوم، كان الارتفاع هو الأكبر منذ منتصف مايو إذ مالت الأرقام إلى الارتفاع يوم الجمعة.

وقال جوناس شميت تشاناسيت من معهد برنهارد نخت للطب الاستوائي في هامبورج إن الأرقام تشير على ما يبدو إلى زيادة في عدد الإصابات بين السكان وليس في مواقع محددة مثل المناطق المحيطة بمصانع معالجة اللحوم. وقال لصحيفة "دير شبيجل": "إذا كان الأمر كذلك، فسيصعب احتواء الفيروس".

وأضاف"نحن بحاجة لمعرفة ما إذا كان هذا يتعلق بالتجمعات الكبيرة، المسموح بها الآن، وإعادة فتح رياض الأطفال والمدارس، أم أنها تتعلق بالأشخاص العائدين من إجازاتهم؟".

وفي بلجيكا، ارتفع عدد الإصابات الإسبوعية الجديدة بنسبة 89٪ ، وقال مسؤولون إن فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات أصبحت أصغر ضحية للفيروس في البلاد.

وقال المتحدث باسم الصحة بودوين كاتري إن ثلاثة أشخاص يموتون كل يوم في بلجيكا بسبب كوفيد-19، مضيفا أن الوفيات الأخيرة شملت أطفالا.

وأكد كاتري أن 85٪ من الحالات الجديدة التي تم تشخيصها الأسبوع الماضي كانت لأشخاص دون سن الستين؛ وقال "صحيح أنه من النادر أن يموت شاب بسبب كوفيد 19، ولكن من الواضح أنه لا يوجد أحد محصن".