قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف، إن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال في خطبة الوداع: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا (أي الصحابة): اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ ذَا الحِجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ البَلْدَةَ؟» قُلْنَا: بَلَى.
قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟»..قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ مَرَّتَيْنِ»، [مُتفق عليه]
ونبه «مركز الأزهر» عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» أن النبي - صلى الله عليه وسلم- حرم في هذه الخطبة العظيمة الدماء والأموال، وشدد علي هذه الحرمة، وشبهها بحرمة يوم عرفة وشهر ذي الحجة والبلد الحرام؛ لما كان عند العرب من تعظيم لهذه الأزمنة والأمكنة، التي لم يكونوا ليسفكوا فيها دمًا، أو يقتلوا حيوانًا، أو يقطعوا شجرة.
وأكد الأزهر العالمي للفتوى أن في امتثال هذا الهدي إرساء لقواعد الأمن، وإفشاء للسلام بين أفراد المجتمع الواحد؛ فإن أمن الإنسان في مجتمعه علي نفسه وعرضه وماله أدَّى دوره ونفع غيره، لافتًا: «ثم حذر النبي - صلى الله عليه وسلم- من جريمتين كانتا من سمات أهل الجاهلية وهما القتل والتقاتل، وبين أن الرجوع إليهما من الضلال الذي بعد الهداية؛ فقد أبطلهما الله -عز وجل- وألف بين قلوب عباده المؤمنين».
وأضاف أنه في نهاية هذه الوصايا الغالية أمر -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالبلاغ عنه، وهو أمر للأمة في الحقيقة، وبيَّن -صلى الله عليه وسلم- أن العبرة بالعمل والاتباع لا بمجرد السماع، مشيرًا: «ثم ختم بقوله «ألا هل بلغت؟!»، وهو يريد بذلك إقامة الحجة على من بُلِّغ، كما يريد تعظيم ما بَلَّغَ في نفوس السامعين؛ ليمتثلوه».
شاهد المزيد: خطيب الحرم المكي: رسول الله حذر في خطبة الوداع من أمر يحدث اليوم.