في كل رحلة حجٍّ تختبئ قصيدة، وخلف كل حاج شاعرٌ بالقوة، والروح والشعر يصدران من مَعِينٍ واحد، فإذا بلغ الحاج البيت الحرام، واستقبل الكعبة المشرّفة يفيض الحنين وتروى النفس العطشة.
والشاعر يصور فى قصيدته ما يعلو
وجه الحاج من دلائل الفرحة والبهجة، وما يخالط قسماته من البشر والسرور، ثم يرنو
ببصره إلى هناك في آفاق يثرب، فتبدو له هذه الآفاق من خلال رؤاه الروحانية، وقد
امتلأت بأفواج الملائكة يلوحون للحجيج، ويزفون إليهم تحيات من عند الله مباركة
طيبة مهللين مكبرين.
وإليكم كلمات القصيدة:-
إني صديق الهاربين إلى الهوى
حيثُ الحنينُ مهللًا ومكبرا
ما بين زمزم والحطيم جوارحي
صلت تعظم خير من وطأ الثرى
في أرض يثرب والدموع صبابة
أدعو وكنت مع الدعاء مقصرا
رباه إني عند بابك جاثم
كم طفت في فلك الذنوب مجاهرا
ولكم عثرت على الطريق مشردا
مولاي من إلاك يقبل عاثرا
رباه نفسي لا تهم لغاية
إلا وكنت عن البرايا ساترا
رباه عفوك مقصدي وسريرتي
ورضاك خير من رضاي وأكثرا
إني بنورك نور عيني ضاحك
وأعيشه عشقًا وحبًا أطهرا
قارنته بين الحياة ولهفتي
فوجدت حبك يا إلهي أكبرا