الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. مصطفى عوض يكتب: عشر ذي الحجة أيام العبادات والطاعات

صدى البلد

لله على عباده نعم كثيرة وفضائل، ومن ضمنها أن جعل لهم مواسم للطاعات والعبادات؛ ليعملوا ويجتهدوا فيها في العمل الصالح؛ ليتقربوا إلى الله، والفالح من اغتنم هذه المواسم وتلك الفرص، والخاسر من مرت عليه مرور الكرام، ومن ضمن هذه المواسم أيام العشر الأول من ذي الحجة، والتي أخبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا بقوله صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".


بل لقد أقسم الله بهذه الأيام العشر من ذي الحجة، وحض الناس على العمل الصالح فيها فقال في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: "  وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) الفجر: ١ – ٢، وهذا شرف وأي شرف أن يقسم الله بهذه الأيام الكريمة، فعلى العبد أن يكثر من العمل الصالح في هذه الأيام العشر من ذي الحجة، ويغتنم فرصة هذه الأيام، ويكثر فيها من التحميد، والتهليل، والتكبير كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل، والتكبير، والتحميد".


وشهر ذي الحجة تجتمع فيه كثير من خصال الخير، ففيه تجتمع أمهات العبادة كالصوم والحج والصدقة والصلاة، وذكر الله تعالى، ولا تجتمع هذه العبادات في شهر غير هذا الشهر، ففيه الأيام المعلومات والتي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴿٢٨﴾ الحج، حيث يجد المؤمن فيها حلاةَ الإيمان بالله والخضوع له سبحانه وتعالى، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر؛ يعني: عشر ذي الحجة، قيل: ولا مثلهنَّ في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهنَّ في سبيل الله، إلا رجل عفَّر وجهه بالتراب".


ففي هذه الأيام يوم عرفة وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، ففيه الركن الأعظم للحج وهو الوقوف بعرفة كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، فهو يوم يمثل تلاحم المسلمين وتماسكهم على اختلاف مشاربهم وأجناسهم في جو إيماني مهيب، تلهج ألسنتهم بذكر الله تعالى والدعاء والرجاء.


وفيها يوم النحر والذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أعظم الأيام عند الله  "أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر".


فيستحب في هذه الأيام العشر من ذي الحجة التقرب إلى الله تعالى بالآتي:


- الإكثار من صلاة النوافل والتقرب إلى الله بالنوافل.

- التصدق في سبيل الله تعالى.

- التحميد والتكبير والتهليل.

- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- صلة الأرحام.

- الإكثار من الدعاء.

- البعد عن الذنوب والمعاصي.

- صيام التطوع، وغيرها من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله تعالى، واستثمار هذه الأيام العشر من ذي الحجة والتي هي خير أيام الدنيا.